الخميس 27 يونيو 2024

صلاح الشرنوبي لـ«الهلال اليوم»: المهرجانات «أغاني بلاستيك».. وما يحدث على الساحة الغنائية «عشوائية» (حوار)

فن17-11-2020 | 11:02

استطاع الموسيقار صلاح الشرنوبي أن ينطلق بموسيقاه عبر الآذان التي تفاعلت مع أغانيه الشهيرة التي رددها الصغير والكبير، ليس في مصر فقط ولكن علي مستوي الوطن العربي.

وقدم "الشرنوبي" خلال مشواره الفني العديد من الأغاني المتنوعة في إيقاعاتها، ليلفت إليها الأنظار والأسماع.

عشق بليغ حمدي، فسار علي دربه، ولكن بأسلوبه ومنهجه المتميز في الجملة الموسيقية، وتغنى بألحانه كبار المطربين، ونجح في أن ينتج مسلسلًا كبيرُا بطولة الفنانة الجزائرية وردة.

 

وكشف "الشرنوبي"، في حواره لـ"الهلال اليوم"، رأيه في ما يطرح على الساحة حاليًا مثل أغاني المهرجانات، فإلى نص الحوار:

 

** ما رأيك في حال الغناء الآن؟

 

هناك حالة ارتباك أو لخبطة غنائية في مصر، ودائمًا ما تظهر هذه الحالة بعد الثورات والتقلبات السياسية، ويمكن وصف الموجود على الساحة الآن بأنه حاله عشوائية غنائية، فما يسمى بالمهرجانات نوع من الأداء وليس من الغناء في شيء، وهو مشتق من الموسيقى الغربية (الراب)، تم استخدامه من قبل بعض الأشخاص غير الواعيين بالكلمة، وأرى أن هذه الحالة الغنائية غير جيدة في حق مصر.

 

** ما أكثر شيء يستفزك في المهرجانات.. هل هي الألحان أم الكلمات؟

 

أكثر شيء لا يعجبني هو الإسفاف بالكلمات وعدم الوعي بما يقدم من شباب أصواتهم لا تليق بمكانة مصر، وبالمناسبة أنا لست ضد الأغنية الشبابية فهناك بعض المطربين قدموا أغانٍ بشكل لائق تماشيًا مع الموجة الغنائية العصرية، منهم علي سبيل المثال: تامر حسنى وشيرين عبد الوهاب ومحمد حماقي، بطريقه راقية في الصوت واختيار الألحان والكلمات وطريقة التناول.

 

لكن الغناء الشرقي أصبح غير موجود وأصبحت الساحة تضج بالمهرجانات والأغاني البلاستيك، ونفتقد الأغنية الشرقية التي هي أساس الشرق التي تمتلك الإيقاع والمقامات والألحان التي تعبر عن هوية مصر، ولكن هناك منهج ثالث في الغناء هو الغناء الشعبي مثل عبدالباسط حمودة ومحمود الليثي وبوسي.

 

** هل تري أن الغناء في مصر يقتصر علي النجوم العرب؟

 

مصر كانت ولا تزال هي الإشعاع الأول في الوطن العربي للنجوم، فإذا نظرنا إلى السنوات الأخيرة، نري أن معظم النجوم في العالم العربي يمرون علي مصر مثل: وائل جسار وكاظم الساهر وماجد المهندس ورامي عياش وغيرهم الكثير.

 

** هل انتهى عصر الرومانسيات وأصبحت الأغاني تعتمد على الإيقاع السريع؟

 

لو نظرنا لمعنى الرومانسية وهي تتمثل في بحبك ووحشتيني، ولكن اليوم أصبح للشباب قاموسا مختلفا في اللغة، وفي الرومانسية أصبحت الجرأة هي الطابع الغالب للشباب والبنات، وهذا شيء استنكره تماما، فأنا تعاملت مع كبار النجوم من خلال ألحان وكلمات راقية ولاقت نجاحا كبيرا، لذا أنا ضد هذه الطريقة، ويجب علينا وعلى صناع الفن زيادة وعي الشباب برموزهم الغنائية، فنحن نرى هذه الأيام بعض المطربين أصحاب مسيرة رائعة أصبحوا يتماشون مع العصر، ومنهم سميره سعيد، وذلك لأننا أصبحنا في وقت لا يرتبط فقط بالكلمات ولكن بطريقة التسويق وعدد المشاهدات علي السوشيال ميديا التي لا تخضع لرقابة حقيقية، وأيضا إذاعات "إف إم" المنتشرة في العالم العربي يجب أن يكون لها مواصفات معينة لتحقيق الهدف المطلوب.

 

** هل ترى أن الأذواق اختلفت؟

 

بالطبع اختلفت الأذواق نتيجة اختلاف الوعي والثقافة والتعليم والصحة والعشوائيات، فقط ظهرت في الثمانينيات موجات غربية تسمي الموسيقى المختزلة آلتي تقلد الغرب، وبالتالي بدأ يتغير لون الغناء وتدرجت هذه المسألة، واعتقد أن حظي كان جيدًا في التسعينيات حيث قدمت لونًا مختلفًا، قد يكون عطل هذه الموجات ولو لبعض الوقت، حيث أعدنا الأوركسترا والوتريات للأغنية، ولكن عادت مرة أخرى هذه الحالة الغربية تصيب الموجة الغنائية، ونال هذه من طبيعة الغناء في مصر التي كانت رائدة في الطرب الأصيل.

 

** هل هناك مطربين حقيقيين علي الساحة الآن؟

جميعهم مطربون، ولكن الفرق في الاختيارات، فالمشكلة أن جميعهم يسعون لمواكبة العصر ولكن ينسون الهوية المصرية الشرقية، وحتى أيضا المنتجين أصبحوا يتجهون للمكسب المادي  والتركيز فقط علي التريند من خلال مواقع التواصل ونسب المشاهدات.

 

** مطربون تتمنى العمل معهم؟

 

حالفني الحظ بالعمل مع مجموعة كبيرة من نجوم العالم العربي بعد قدومي إلي القاهرة وبداية مشواري، والذي كان بمساعدة صديقي الكاتب الصحفي محمد ريان الذي عرفني بعمر بطيشة رئيسا الإذاعة السابق، والذي بدوره عرفني بوردة، لنتعاون سويًا بأغنية "بتونس بيك"، ويمتد دائما طموح الفنان دائما للعمل والإبداع مع مطربين لهم مذاق خاص، وأتمنى العمل مع النجمة الكبيرة فيروز، ماجدة الرومي ومحمد عبده.

 

** كلمة تحب أن توجهها لشخص محدد حول الساحة الفنية؟


أوجه نداءً إلي معالى وزيرة الثقافة، لزيادة جرعة الاهتمام بالنوافذ الثقافية والمواهب الراقية لأن (الضد يظهر ضده).