الأحد 16 يونيو 2024

نصوص جديدة من كتاب "أجنحة لمزاج الذّئب الأبيض" للشاعر الجزائري عبد الرزاق بوكبة

فن17-11-2020 | 15:51

تنشر "الهلال اليوم" نصوصًا جديدة من كتاب "أجنحة لمزاج الذّئب الأبيض"، للشاعر الجزائري عبد الرزاق بوكبة، ونقرأ منها:


جناح للـرّوح الأثـيرة 

تركب الطائرةَ لأوّل مرّة في حياتك، فيما كاد الشيخ جارك في المقعد، أن ينسى اليابسة. 

قلتَ: حدّثني عن الدنيا أيّها الشيخ. 

نظر من النافذة إلى الأسفل/ تحسّس حوضه، وانفجر بالابتسام: لا تشغل بالك بشيء تستطيع أن تبول عليه. 

قلتَ: وماذا عن الله؟

نظر من النافذة إلى أعلى/ تحسّس قبّعته، وانفجر بالعبوس: هذا الفضاء لا يكفيني، كنت سأجيبك لو كنت في القبر. 

قلتَ: إذن ماذا عن الموت؟

تأمّل وجهك/ تحسّس نظارته، ولم ينفجر بشيء ما...

قالت عجوز خلفه: ما أطيب هذا الإنسان/ لم يُتعب حتى روحه في العودة إلى الله

مات عالياً.


جناح لطـفل البـال

أخيراً...

قرّرتَ تغيير الأقفال، ومنعَها من العودة إلى البيت. هل قدَرٌ عليك أن تسمع كلّ صباح خطبة في النظافة وحضارة النوم:

البارحة بتّ تدخّن/ تطفئ المصباح وتنيره/ تكتب ورقة/ تعجنها ثم ترميها/ تطفئ المصباح، وتباشر رياضة التقلّب، هل كنت تنام على الشوك؟! ثم تنير المصباح، وتباشر الكتابة/ تعود فتضع القلم وتغرق في الهذيان/ هل كنت تفاوض وفداً من الجن؟! انظرْ كيف أصبحت القاعة؟!

عُدَّ السجائرَ/ عدّ الأوراق/ عدّ الفناجين، والمصباح احترق.

تخرج...

تحترق في المقهى...

لا تعدّ السجائر/ لاتعدّ الفناجين، أو تأبه بالمصابيح 

تفكّر في كتابك الذّي ستكتبه

تفكّر في طفلك الذّي ستنجبه

تكتب في الورقة الأخيرة:

طفلي العزيز...

لن أنسى صورتك و صوتك في خيالي، لكنني لم أكن أعلم أن الكتابة، تقطع النّسل في الوطن العربي!! 


جناح لفرس العاصفة

توطئة: "وصهيل الخيل في سكون الصّيف، ينبئ بريح

تهبّ على غفلة". من مخطـوط مهـمل. 

ما بال الفرس تصهل تحت شجرة القيلولة؟!

قالت الجدّة: لا شكّ في ريح ستأتي على بيدر الشعير. 

امتزج الصهيل بالعاصفة!/ امتزجتَ بالبيدر تقيه الطيرانَ.

صاحت الجدّة: ستموت الفرس في الشتاء، إن طار الشعير في الصّيف يا الولهي!

امتزجتِ الفرس بالشجرة/ تصيح في وجه الرّيح: لديّ سباق في الشتاء يا جدتي.

تتخلّص الفرس من قيد الشجرة 

تبرك فوق البيدر

فتنهزم العاصفة.