يعتبر الانتقاد الدائم لشريك الحياة من أكثر الأمور التي تفسد العلاقة بين الزوجين،
سواء هذا الانتقاد يأتي من الزوج
أو الزوجة، ويسبب كثيرًا من التوترات والضغوط النفسية، ولكن هل يتوقع أحد أن انتقاد
الشريك يمكن أن يعجل بوفاته، ويؤثر على صحته.
جاءت نتائج دراسة أمريكية، لتحذر الأزواج من الانتقاد
الدائم لشريكهم، مؤكدة أن انتقاد
أخطاء شريك حياتك باستمرار يعجل بوفاته، وهؤلاء الذين تعرضوا للنقد من قِبل شريكهم كانوا أقل عمرًا مقارنة بغيرهم،
ولم تجد الدراسة اختلافًا بين أرقام النساء والرجال.
من جانبه علق الدكتور طه أبوحسين، أستاذ الصحة النفسية كلية التربية جامعة
الأزهر، في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، على خطورة انتقاد أخطاء
الشريك بشكل مستمر قائلا: "إن الأسرة الفاشلة ترتكز بها ثلاثة عيوب، وهي الأسرة النقادة والموبخة والمهينة، وينطبق هذا
على الزوج أو الأولاد، أو من الزوج للزوجة، وغيرها من اشكال الانتقاد في الأسرة".
وتابع أستاذ
الصحة النفسية "أن أساليب النقد
المستمر حتى إذا كانت هناك عيوب متكررة، أسلوب مدمر للحياة سواء للزوج أو الزوجة أوحتى الأولاد، فلابد أن يكون النقد
سويًا"، موضحا: "وعندما يكون هناك أب جيد، تجده لا ينتقد كثيرا ولكنه
يتجاوز عن الاخطاء"، مشيرا إلى قول الشاعر الحكيم: "ليس الغبي بسيّد في
قومه إنما سيّد قومه المتغابي"، أي من
يتغافل من أجل استمرار العلاقة والود.
وأشار الدكتور طه أبو حسين إلى أن هناك بعض الزوجات
التي تصغر الزوج بسنوات، تتعامى عن فترة الخبرة بينهما وتعتقد أنها معلمة له
وتنتقده في كل الأمور، وهذا غير مقبول، وهي تكون الخاسر الأول، لأنها لن تتعلم من
خبرته، والزوج بطبيعة الحال يكون حريصًا على تعليم زوجته هنا نقصد الزوج من لديه
خلق وحكمة، ويريد نقل خبرته إلى زوجته، ربما في مخيلته أنه يتوفى ويتركها هي وأولاده
بدون خبرة، وعلى الزوجة هنا تنتهز الفرصة وتأخذ خبرة زوجها.
وأضاف، استشاري الصحة النفسية: "ولكن للأسف بعض
النساء تجعل نفسها استاذة ومعلمة له، وهنا يكون أمام أمرين، الأمر الأول يرفض هذا السلوك، ويتفاوت الرفض
بين زوج وآخر، وفقا لتربيته وخلقه، لأنه من المفروض عندما يكون هناك عدة عيوب
ننتقد عيب واحد بطريقة خلوقة، لأن هناك أضرار نفسية كبيرة بسبب كثرة
الانتقاد".
وتابع: "الأمر الثاني هو أنه يسقط زوجته من حساباته ويصبح تقديرها له ليس محل
اهتمام، بمعنى أن انتقدته لا يتأثر أو حتى مدحته لا يبالي، وهذا نتيجة كثرة الانتقاد، وعلى أي أساس تكون الزوجة
نقادة للرجل".
وأوضح الدكتور طه أبو حسين،: "وهنا فقدنا قيمة
التقدير وهى لها قيمة في الحياة الزوجية، ما يسبب له ضغطا نفسيا كبيرا، لأن الحب بينه
وبين
زوجته أصبح غير مهم، واصبح دورها لتربية وخدمة الاطفال
والتعامل مع الأمور المادية، والأسرة تفقد
أهم شيء في العلاقة وهي المودة والرحمة".
وأكد أستاذ الصحة النفسية، أن الانتقاد
المستمر يسبب النفور في التعامل
الطبيعي والتعايش اليومي ومع الوقت يسبب التنافر في الفراش، وهذا من الأمور الخطيرة جدا في الحياة الزوجية، ولا أقصد بالفراش الالتقاء الزوجي فقط،
ولكن ربما يكره الفراش نفسه، والحياة مع
زوجته".
كما حذر الأزواج من انتقاد زوجاتهم، قائلا: "عندما ينتقد الزوج تصرفات الزوجة مثل
الصوت العالي وغيرها هذا مسلك يمكن التجاوز عنه ولكن مثلا إذا انتقدها أنها ممتلئة
الوزن هنا انتقدها في ذاتها، مايؤثر على نفسيتها، في حين أنه يمكن أن ينتقد بأسلوب
خلوق وقالب محترم".
ونصح الأزوج بالابتعاد عن الانتقاد الدائم، ودعاهم للعودة
إلى ما كانوا عليه فى فترة الخطوبة والفترة الأولى والخيال الطبيعي
في العلاقة والاحترام والذوق، لأنكما كائن واحد أحبه لا يليق بكما هذا الانتقاد، وهذا الأذى النفسي، تحملوا بعض، مختتما: " كل شخص يطول
باله على الآخر".