قال حسين القاضي
الباحث في شئون الحركات الإسلامية إن موسوعة "جمهرة أعلام الأزهر الشريف"،
للعالم الجليل الدكتور أسامة الأزهري، هي نقلة نوعية، ونقطة فارقة فى تاريخ الأزهر
خاصة.
وأوضح
"القاضي"، في تصريحات صحفية، أن الموسوعة ضمَّت بحوث تمثل إحياءً
حقيقياً للأزهر الشريف تاريخاً ومنهجاً، مشيرا إلى أن المؤلف سجل الروائع والمآثر
للأعلام الأزهريين، وكيف حافظوا على الأوطان، وصنعوا النهضة.
وأشار "القاضي"
إلى أن مقدمة الموسوعة تعدُّ المفتاح الحقيقي للأزهر إذ ضمَّنها بحوثاً عن الأزهر
ومركزيته، ومده العلمي، وأثره في المجتمع، ودوائر علومه، وفرّق مباحث الكتاب إلى
خمسين إضاءة (مبحث)، بالإضافة إلى الفوائد التي نثرها أثناء التراجم، والنفوذ
الكبير الذى صنعه الأزهر في أفريقيا والعالم، واستنهض همم الباحثين لجمع تراجم
الأزهريين النابغين، وبيَّن أن علاقة علماء الأزهر بالمجتمع أساسها الثقة
المتبادلة.
وأضاف أن المؤلف جمع هذه الموسوعة عبر سنوات طوال، طوَّف
خلالها بين المكتبات المختلفة من كتب مطبوعة ومخطوطة زادت على الألف عنوان، بخلاف
الجرائد والدوريات والمجلات التي طالعها، ومراسلة علماء الآفاق للإفادة بمن لديه ولو
شذرةً عن أزهري في أي صقع من الأصقاع، ومراسلة ولقاء الأسر، لاستخراج ما لديهم من
أخبار، وطرق المظان غير المطروقة والأضابير والوثائق الأصلية.
وذكر أن كتاب أو
موسوعة (جَمْهَرَة أَعْلامِ الأَزْهَرِ الشَّرِيفِ فى القَرْنَيْنِ: الرابع عشر
والخامس عشر الهِجْرِيَّينِ)، أو (الجمهرة الكبرى) جهد لا تنجزه إلا المراكز
البحثية الكبرى وبصعوبة، وقد أنجزه العالم الجليل منفرداً.
وكان السفير
بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، نشر عبر صفحته الرسمية صور تفقد
الرئيس عبدالفتاح السيسي أكبر مدينة فنية وثقافية بالشرق الأوسط بالعاصمة الإدارية
الجديدة وكان من بين الصور الملتقطة للرئيس تصفحه لموسوعة جمهرة أعلام الأزهر
الشريف للعالم الجليل الدكتور أسامة الأزهري.
وتعد الجمهرة
توثيق ودراسة لتراجم علماء الأزهر في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين،
مرتبين على سنوات الوفيات، من وفيات سنة 1300هجري الموافق 1882ميلادي، إلى وفيات
العام الهجري الماضي 1439هـ.
واستغرق العمل
فيها 16 سنة صُنع وتبلور ونضج هذا الكتاب، عشر سنوات منها كانت جمعًا للمادة
العلمية، وست سنوات كان عكوفًا وانقطاعا وانكبابا على التنفيذ والتدوين والتحرير
والصياغة.
و تناولت أيضًا
المنهج الأزهري؛ وذلك ببيان: ماهيته وأصوله ومكوناته ومعالمه وغايته والفرق بين
المنهج الأزهري وبين الكتب والمقررات الدراسية، وبيان سمات وخصائص الشخصية
الأزهرية، ومن هو الأزهري بالمعنى المطابقي، وثمرة المنهج الأزهري وغايته، تتجلّى
في ميادينَ ثلاثةٍ، هي: العلم والعبادة والدعوة إلى الله تعالى، وبيان مُعْتَمد
المدرسة الأزهرية، في الجوانب الأربعة: الأشخاص، والأفكار والمناهج، والكتب،
والمسائل، وأن رسالة الأزهر ومهمته الأولى؛ هي: صناعة العقول، وبناء الإنسان.