قال عضو مجلس الدولة
وزير الخارجية الصيني وانج يي، إن قمة قادة مجموعة العشرين الافتراضية، المقررة
أوائل الأسبوع المقبل برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود،
فرصة مهمة لاستكمال منظومة الحوكمة العالمية في (عصر ما بعد جائحة كورونا)، مؤكدا
في الوقت نفسه دعم بلاده لحل الأزمة اليمنية والليبية بالطرق السياسية.. معتبرا أن
عملية الحل السلمي للمسألة السورية تواجه فرصة جديدة.
جاء ذلك في مقابلة
خاصة لوزير الخارجية الصيني مع جريدة (الشرق الأوسط) السعودية؛ بمناسبة استضافة
الرياض قمة قادة مجموعة العشرين الافتراضية في 21 و22 نوفمبر برئاسة العاهل
السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
وقال وانج: "يشهد
عالم اليوم تغيرات كبرى غير مسبوقة منذ مائة سنة مع جائحة فيروس كورونا المستجد
التي تتفشى في أنحاء الأرض، وكذلك يشهد تصاعدا للحمائية والأحادية ورياحا معاكسة
ضد العولمة واضطرابات مستمرة للأوضاع الدولية، ويواجه الاقتصاد العالمي أخطر ركود
وانكماش منذ الكساد الكبير، ما فرض تداعيات خطيرة على الرفاهية الاجتماعية
والمعيشية، وإن العالم يعلق آمالا على مجموعة العشرين لإعادة إطلاق الأصوات
الداعية إلى التعددية والتضامن بما يحشد الجهود العالمية لمواجهة الجائحة وإنعاش
وإعادة إعمار الاقتصاد العالمي.
وأضاف أنه "منذ
مطلع العام الجاري، وبفضل القيادة القوية للسعودية كدولة الرئاسة، قامت دول مجموعة
العشرين بمواجهة التحديات الناجمة عن الجائحة بالتعاون والتضامن، وحققت نتائج
إيجابية ملموسة في مجالات اللقاح وتنسيق سياسات الاقتصاد الكلي والتعامل مع ديون الدول
النامية والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي وتنقل الأفراد".
وتابع وانج "في
الوقت الحالي، مال زالت الجائحة تتفشى في العالم بشكل خطير، وتأتي الموجة الثانية
بصورة شرسة، الأمر الذي جعل المهام أصعب في احتواء الجائحة وضمان معيشة الشعب
وتحقيق الاستقرار الاقتصادي. في ظل هذه الظروف، يتابع المجتمع الدولي بكل اهتمام
قمة الرياض، آملا في أن تبعث القمة رسالة إيجابية وتتوصل إلى رؤية عملية للتعاون.
في الوقت نفسه، بدأ جميع الأطراف إعادة التفكير المعمق في أوجه القصور ونقاط الضعف
التي كشفتها الجائحة في منظومة الحوكمة العالمية، وتتطلع للتوصل إلى حل في هذه
القمة بشأن إصلاح الحوكمة العالمية في عصر ما بعد الجائحة".
وواصل بالقول:
"يرى الجانب الصيني أن قمة الرياض ليست قمة سيتم فيها استخلاص خبرات التعاون
في إطار مجموعة العشرين منذ مطلع العام الجاري وتخطيط خطوات التعاون في المرحلة القادمة
فحسب، وإنما تشكل فرصة مهمة لاستكمال منظومة الحوكمة العالمية في عصر ما بعد
الجائحة".
وأشار وانج إلى تطلع
بلاده إلى تعزيز التعاون في مجالات مختلفة من خلال هذه القمة، استجابة للمشاغل
الكبرى والملحة للمجتمع الدولي، وهي: الالتزام بتنفيذ تعددية الأطراف واستكمال
الحوكمة العالمية، والالتزام بمفهوم "الحياة أولا" وإقامة مجتمع مشترك
تتوفر فيه الصحة للجميع مع دعم الدور القيادي والتنسيقي لمنظمة الصحة العالمية
وتسريع عملية التطوير والإنتاج والتوزيع للقاحات ضد جائحة فيروس كورونا المستجد
كمنفعة عامة للعالم وجعلها ميسورة ومتاحة للجميع، وتعزيز تنسيق سياسات الاقتصاد
الكلي وتدعيم انتعاش الاقتصاد العالمي عبر الترابط الوثيق بين كافة الدول بنظرة
أكثر إيجابية، وإبقاء سلسلة الصناعة في حالة الانفتاح والاستقرار، وإيجاد نقاط
جديدة للنمو، وإطلاق الإمكانية الكامنة لنمو الاقتصاد الرقمي وخلق بيئة سوق منفتحة
وعادلة ونزيهة وغير تمييزية.
ولفت وانج إلى أن
مجالات التعاون تتضمن كذلك وضع التنمية في المكانة المحورية للتعاون الدولي
والاهتمام بالصعوبات التي تواجهها الدول النامية، وتعزيز الدعم للدول التي تعاني
من ضغوط كبيرة جراء الجائحة الشرسة من خلال تنفيذ مبادرة تعليق خدمة الديون وغيرها
من الإجراءات، والوفاء بالتعهدات الواردة في أجندة التنمية المستدامة لعام 2030،
ومساعدة الدول النامية على تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 في يوم مبكر.
وشدد على حرص الجانب
الصيني على العمل مع كافة الأطراف على دعم الدور القيادي للسعودية كدولة الرئاسة
وضمان نجاح قمة الرياض وتثبيت ثقة المجتمع الدولي بالتغلب على الصعوبات، والعمل
سويا على إقامة مجتمع مستقبل مشترك للبشرية.
وحول التداعيات
الاقتصادية والاجتماعية التي تركتها جائحة فيروس كورونا المستجد على العالم والصين،
وسباق دول العالم في البحوث والتطوير للقاح ضد الفيروس، قال وانج إن الصين ملتزمة
بتسريع تشكيل نمط تنموي جديد تكون فيه الدورة الاقتصادية المحلية دعامة أساسية مع
التفاعل الإيجابي بين الدورتين المحلية والدولية، ما سيشكل نظاما اقتصاديا أكثر
انفتاحا على أساس السوق الصينية الضخمة.
وأضاف وانج أن
"الفيروس لا يعرف حدودا، ويحق لجميع شعوب العالم الاستفادة من اللقاحات
والأدوية، ونرحب ونتطلع بكل إخلاص لمساهمة جميع دول العالم في تطوير اللقاحات، وأن
الرئيس الصيني أعلن أن اللقاح الصيني بعد نجاح تطويره وإنتاجه، سيكون منفعة عامة
عالمية، وسيتم تمكين الدول النامية من الاستفادة من اللقاح بسعر مقبول.
واعتبر أن الشركات
الصينية تبذل قصارى جهدها لتطوير اللقاح، مع الالتزام الصارم بالقوانين العلمية
ومتطلبات الرقابة، وقد حققت نتائج مرضية، حيث هناك 11 نوعا من اللقاحات الصينية دخلت
مرحلة التجارب السريرية، منها 4 أنواع من اللقاحات بدأت المرحلة الثالثة للتجارب
السريرية في الخارج بعد الحصول على التصديق، وتؤكد البيانات على سلامتها ومناعتها
الجيدة، ما جعل الصين في طليعة العالم من حيث البحث والتطوير للقاح.
وأشار إلى أن الجانب
الصيني يتبنى موقفا إيجابيا من التعاون الدولي في اللقاح، وانضم إلى "مبادرة
التعاون لتسريع التطوير والإنتاج والتوزيع المنصف للقاحات والأدوية ضد فيروس
كورونا المستجد" وبرنامج "كوفاكس" اللذين أطلقتهما منظمة الصحة
العالمية وغيرهما من المبادرات متعددة الأطراف، ويحرص على مواصلة التباحث مع جميع
الأطراف حول إجراء التعاون الدولي في مجال اللقاح ضد فيروس كورونا المستجد.
وبشأن اتهام الولايات
المتحدة بأن الصين هي التي نشرت فيروس كورونا إلى العالم واتهام البعض للصين بغياب
الشفافية في ملف انتشار الفيروس، قال وزير الخارجية الصيني إن جائحة كورونا جاءت
بمثابة هجوم مفاجئ على البشرية، وأنها تحدث في أي وقت أو في أي مكان، وأن الحكومة
الصينية اتخذت الإجراءات الوقائية الأكثر سرعة وشمولا وصرامة ودقة، ما قطع تسلسل
انتشار الفيروس بشكل فعال في اللحظة الأولى، وتم احتواء زخم تفشي الجائحة خلال نحو
شهر.
وأضاف وانج أن الصين
باعتبارها أول دولة سجلت فيها الجائحة، ظلت تتبنى موقفا مفتوحا وشفافا ومسؤولا،
وتتقاسم المعلومات مع الخارج في اللحظة الأولى، وتقوم بالتعاون الدولي بشكل حثيث،
وأن الصين أغلقت ممرات مغادرة مدينة "ووهان" (مركز تفشي الفيروس) يوم 23
يناير الماضي وفرضت قيودا صارمة على تنقل الأفراد على نطاق البلاد، فور التأكد من
حالات عدوى الفيروس بين البشر وفقا للدراسات العلمية، وكانت هذه الخطوات المهمة
تطلق أقوى إنذار للعالم.
واعتبر أن بعض الناس
في الولايات المتحدة تجاهلوا الحقائق الأساسية، ونشروا الشائعات، وأن وصم وتسييس
الجائحة وتشويه صورة الصين ليست إلا تلاعبا سياسيا لخدمة المصالح الذاتية بهدف صرف
النظر عن المشاكل وتحميل المسؤولية على الغير، الأمر الذي لاقى رفضا ومعارضة
متزايدة في المجتمع الدولي.
وعن كيفية عمل الصين
على صيانة السلام والأمن الدوليين والحوكمة العالمية، أكد وانغ أن بلاده ستظل تعمل
على صيانة سلام العالم وتساهم في التنمية العالمية وتدافع عن النظام الدولي، وتحرص
على تعزيز التعاون مع المجتمع الدولي بما فيه السعودية، لتقديم مساهمة أكبر في دعم
التعددية ودور الأمم المتحدة وصيانة السلام والأمن الدوليين وتعزيز التنمية
المشتركة وإصلاح واستكمال منظومة الحوكمة العالمية.
وبالنسبة للكيفية
تحقيق التوازن بين الأمن والتنمية من خلال حماية الأمن الرقمي، قال وزير الخارجية
الصيني إن الأمن والتنمية ذراعان يساند أحدهما الآخر ويكون أحدهما شرطا مسبقا
للآخر، وإن السعي وراء الأمن المطلق دون الاهتمام بالتنمية سيفوت علينا فرصة تنمية
الاقتصاد الرقمي، مشيرا إلى أن بعض الدول تستغل ذريعة "الأمن القومي"
بشكل مفرط للضغط على الشركات الرائدة من الدول الأخرى بشكل تعسفي، الأمر الذي ألقى
بظلاله على أفق التعاون والتنمية للاقتصاد الرقمي في العالم، وذلك سيعرقل مسيرة
التطور لهذه الدول في نهاية المطاف.
وأوضح وانج أنه من أجل
حماية أمن البيانات وشبكة الإنترنت في العالم وتعزيز التعاون والتنمية للاقتصاد
الرقمي، طرح الجانب الصيني "مبادرة أمن البيانات العالمية" التي تدعو
دول العالم إلى صيانة الانفتاح والأمن والاستقرار لسلاسل الإمداد العالمية، ورفض
استخدام التكنولوجيا المعلوماتية لخرق أو سرق البيانات المهمة للبنية التحتية
الحيوية في الدول الأخرى، ومنع انتهاك المعلومات الشخصية أو ممارسة المراقبة
الواسعة النطاق على الدول الأخرى، وعدم إجبار الشركات المحلية على تخزين البيانات
الخارجية في داخل البلاد، ومنع مطالبة الشركات أو الأفراد بتقديم البيانات
الخارجية دون الحصول على إذن الدول المعنية، ومنع الشركات من إنشاء الأبواب
الخلفية في منتجاتها وخدماتها أو كسب المصالح غير المشروعة باستغلال اعتماد المستخدمين
على منتجاتها.
وحول تراجع العلاقات
الصينية الأمريكية، اعتبر وانغ أن السبب الجذري للمرحلة بالغة الصعوبة التي تمر
بها العلاقات الصينية الأمريكية تكمن في أن بعض الساسة الأمريكيين ينظرون إلى
العلاقات الصينية الأمريكية بعقلية الحرب الباردة واللعبة الصفرية، ويرفضون اعتراف
واحترام حقوق التنمية المشروعة للصين، ولا يريدون نجاح الاقتصادات الناشئة في
العالم.
وأعرب وانغ عن أمله
عودة الجانب الأمريكي إلى ما وصفها بـ "العقلانية" والنظر إلى تطور
الصين والاقتصادات الناشئة الأخرى بشكل موضوعي وعادل، والسير مع الجانب الصيني في
نفس الاتجاه، بما يعيد العلاقات الصينية الأمريكية إلى مسارها الصحي والمستقر في
أسرع وقت ممكن.
وبالنسبة لملف
المسلمين الويغور في الصين، قال وانج إن اتهامات الولايات المتحدة وبعض الدول
الغربية الأخرى ضد الصين في القضايا المتعلقة بمنطقة "شينجيانج" الويغورية
لا أساس لها على الإطلاق، إذ أن المسائل المتعلقة بشينجيانغ ليست قضية لحقوق
الإنسان ولا العرق أو الدين، بل قضية تخص مكافحة الإرهاب وأعمال العنف والانفصالية.
وأوضح وانج أنه في
السنوات الماضية، كانت شينجيانغ تتعرض لتغلغل عناصر الإرهاب الدولي، وتشهد تنامي
"القوى الثلاث" (القوى الانفصالية القومية والقوى المتطرفة الدينية
والقوى الإرهابية العنيفة) التي نفذت آلاف أحداث العنف والإرهاب، ما أدى إلى سقوط
عدد كبير من القتلى والجرحى من الجماهير الأبرياء وخسائر فادحة لممتلكاتهم، ومن
أجل صيانة أمن البلاد والحفاظ على الاستقرار والتنمية في شينجيانغ وضمان سلامة
الأرواح والممتلكات لأبناء الشعب، ومن أجل التجاوب مع الدعوات الملحة لأبناء الشعب
من كافة القوميات، اتخذت حكومة المنطقة إجراءات مكافحة الإرهاب ونزع التطرف وفقا
للقانون، مستفيدة من تجارب المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب.
وأضاف وانج أن هذه
الإجراءات الاحترازية لمكافحة الإرهاب أحرزت نتائج ملموسة، إذ لم تحدث أي حادث
إرهابي عنيف على مدى قرابة 4 سنوات متتالية، وتم حماية الأنشطة الدينية الطبيعية
التي يمارسها أبناء الشعب من كافة القوميات وحرية اعتقاداتهم الدينية وفقا للقانون،
معربا عن ترحيب الصين بجميع الناس غير المتحيزين لزيارة شينجيانغ للاطلاع بعيونهم
على الحياة التي يعيشها أبناء شعب شينجيانغ من كافة القوميات.
وحول الأزمة اليمنية
و(اتفاق الرياض) والأوضاع في ليبيا وسوريا، قال وزير الخارجية الصيني إن
"الجانب الصيني يتابع بكل اهتمام الأوضاع في اليمن، ويدعم صيانة سيادة اليمن
واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه، ويدعم الحكومة اليمنية الشرعية، ويدعم حل الأزمة
اليمنية بالطرق السياسية ووقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة، ويدعم دور
الوساطة للأمم المتحدة كالقناة الرئيسية، نأمل من الأطراف المعنية تغليب مصلحة
الدولة والشعب، وتنفيذ "اتفاق ستوكهولم" و"اتفاق الرياض"
بخطوات ملموسة، ومواصلة دفع عملية الحل السياسي".
وأضاف وانج "في
هذا السياق، بذلت الصين كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي وبلد صديق لليمن، جهودا
كبيرة للنصح بالتصالح والحث على التفاوض، وقدمت المساعدات إلى اليمن بقدر الإمكان،
وتحرص على بذل جهود مشتركة مع المجتمع الدولي لحل الأزمة اليمنية في يوم مبكر".
وبالنسبة لليبيا، قال
وانج "شهدت الأوضاع في ليبيا تطورات إيجابية في الفترة الأخيرة، ووقع الوفدان
العسكريان من الطرفين المتنازعين في ليبيا على اتفاق وقف إطلاق النار، وتم إجراء
سلسلة من الحوارات السياسية والعسكرية، ويعرب الجانب الصيني عن الترحيب بذلك. ويرى
الجانب الصيني دائما أن الحل العسكري طريق مسدود، ولا يمكن حل القضية الليبية إلا
بالطرق السياسية".
وأكد وانج أنه يجب
احترام سيادة ليبيا واستقلالها وسلامة أراضيها بشكل جدي ورفض تدخل القوى الخارجية
في الشؤون الداخلية الليبية، ويجب التمسك بالحل السياسي كالاتجاه العام دون تزعزع،
مشيرا إلى أن الجانب الصيني يدعم دور الوساطة للأمم المتحدة، ويرحب بمشاركة دول
الجوار لليبيا وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي في عملية الحل السياسي
للقضية الليبية؛ مع أهمية التمسك بالمفاوضات السياسية ومكافحة الإرهاب في آن واحد،
ومنع تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب عبر الحدود.
وأعرب وانغ عن أمل
الجانب الصيني من الأطراف المعنية تقريب المسافة بينها وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق
النار بخطوات ملموسة واستئناف الحوار بشكل مبكر، كما يدعو المجتمع الدولي إلى
توحيد الجهود ولعب دور إيجابي في سبيل استعادة السلام والأمان في ليبيا، وسيواصل
الجانب الصيني جهوده الحثيثة مع الأطراف المعنية لإيجاد حل سياسي للقضية الليبية
وإحلال السلام في ليبيا في يوم مبكر.
وبالنسبة إلى سوريا،
اعتبر وانج أن الأوضاع في سوريا تشهد في الوقت الراهن انفراجا بشكل عام، وتواجه
عملية الحل السلمي للمسألة السورية فرصة جديدة، وأن الجانب الصيني يرى دائما أن
الحل السياسي هو المخرج الوحيد للمسألة السورية، ويدعو إلى صيانة استقلال سوريا
وسيادتها وسلامة أراضيها، والالتزام بمبدأ "الملكية والقيادة للشعب
السوري" لدفع عملية الحل السياسي للمسألة السورية وتوحيد الجهود للقضاء على
القوى الإرهابية في داخل سوريا.
ولفت إلى أن حل
المسألة السورية بشكل ملائم وفي وقت مبكر أمر يتفق مع مصالح جميع الدول في الشرق
الأوسط، ويأمل الجانب الصيني أن يخرج الشعب السوري من الأزمة ويعود إلى طريق الأمن
والاستقرار والسلام والتنمية سريعا، وأن الصين تحرص على تعزيز التواصل مع دول
الشرق الأوسط وبذل جهود مشتركة معها ولعب دور بناء في حل المسألة السورية في يوم
مبكر.
وبشأن الوضع الحالي
للصراع بين أذربيجان وأرمينيا وأفق تطوراته، والتوترات بين تركيا واليونان، قال
وزير الخارجية الصيني "يثير الصراع العسكري بين أذربيجان وأرمينيا في منطقة
ناجورنوكاراباغ اهتماما بالغا من قبل المجتمع الدولي منذ اندلاعه في نهاية شهر
سبتمبر الماضي، وتوصل الجانبان الأذربيجاني والأرميني إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق
النار في يوم 10 نوفمبر عام 2020 تحت وساطة روسيا، ويعرب الجانب الصيني عن الترحيب
والتقدير لذلك، ويأمل من الأطراف المعنية تنفيذ هذا الاتفاق على أرض الواقع،
والعودة إلى مسار المفاوضات السياسية في أسرع وقت ممكن، وتسوية الخلافات والنزاعات
بالطرق السلمية، وحل القضية عبر الحوار والتشاور، وإن الجانب الصيني على استعداد
لبذل جهود مشتركة مع المجتمع الدولي لمواصلة دوره البناء في سبيل حل قضية
ناجورنوكاراباغ".
وأضاف وانج "إن
تركيا واليونان دولتان مهمتان في منطقة شرق البحر المتوسط، وصيانة العلاقات الجيدة
بين الجانبين أمر يسهم في السلام والاستقرار في المنطقة، ويتفق مع المصالح
المشتركة لدول المنطقة والمجتمع الدولي. يرى الجانب الصيني أن كلا من تركيا
واليونان أعرب في الآونة الأخيرة عن نيته في تسوية النزاع عبر المفاوضات، ويأمل
الجانب الصيني من الجانبين التمسك بالاتجاه العام المتمثل في تعزيز السلام
والاستقرار والتنمية في المنطقة، ومعالجة القضايا التي خلفها التاريخ وتسوية
الخلافات عبر الحوار والمفاوضات، والعمل سويا على تعزيز التنمية والازدهار في
المنطقة".