السبت 11 مايو 2024

في الهايفة وأتصدر!

كنوزنا20-11-2020 | 12:00

على باب الله: محمود السعدني

 

ما هذا السخف الذي نشاهدة في مصر هذه الأيام؟، ما علاقة السيد نبيه الوحش المحامي بالسيدة نوال السعداوي؟، وما شأنه بأمر زواجها من الدكتور شريف حتاته؟، وهل يجب التفريق بينهما على أساس أن الأستاذ نبيه الوحش، قد تأكد من ارتدادها عن الإسلام، وعلى ذلك لا يجوز بقاءها  زوجة لرجل مسلم لاشك في إسلامهَ!، وأتساءل .. هل الأستاذ نبيه الوحش هو نبسه الأستاذ نبيه الوحش الذي اشترى أصول الريان وكتب شيكا للنيابة بمليار جنيه ثم تبين أن الشيك بدون رصيد، فحكم على محرر الشيك بالسجن؟ ثم ما هي وكيل الإسلام في بر مصر؟، ثم كيف ثبت له ارتداد الدكتورة نوال السعداوي عن الإسلام؟، مع أنه في الإسلام أي شخص يردد الشهادتين.. أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، هو مسلم وإسلامه حسن، فهل كفرت نوال السعداوي علنا وعلى رءوس الأشهاد؟ ثم ألم تبادر حكومة مصر بإلغاء دعاوى الحسبة ومنعت نظرها أمام القضاء؟ هل جنينا خيرا كثيرا من واقعة نصر أبوزيد؟ فأردنا أن نكررها حتى يعم الخير على العباد ويفيض على البلاد، وهل تخلصنا من جميع المشكلات وتجاوزنا جميع العقبات؟ ولم يعد لدينا مشكلة بطالة ولا أزمة سيولة وأصبحت صادراتنا ثلاثة أضعاف حجم وادراتنا، ولم يبقى من مشكلاتنا إلا مشكلة واحدة هي مشكلة زواج نوال السعداوي من الدكتور شريف حتاتة، ما هو هدف هؤلاء السادة محترفي صرف اختمام الناس عن القضايا الجادة والمهمة إلى قضايا هايفة لاتقدم ولا تؤخر.. ولماذا في هذا الوقت بالذات الذي تشتعل فيه انتفاضة الأقصى المبادك؟، ويطيح فيه شارون بكل القواعد الدولية ويقصف بالصواريخ بيوت المدنيين ويقتل الأطفال بلا رحمة، يأت يالبعض ليطالب بتفريق نوال السعداويوزجها شريف حتاتة، يا ناس البلد مش ناقةص، والمنطقة تمر بظروف لا تحتمل معها مثل هذا المزاح.

وزمان .. سأل ابن أباه قائلا " يابا علمني الهيافة، فقال له أبوه .. يابني .. تعالي في الهايفة واتصدر!".

لا أعرف من الذي أفتى بأن العمليات الاستشهادية ضد العدو الإسرائيلي حرام، على أساس أن إقدام الفدائي على عمل يعرف صاحبه مقدما أن مصيره الموت هو فعل يرتفع إلى مستوى الانتحار، والانتحار حرام والذي يقدم عليه كافر باعتباره خالف شريعة الله لأنه لم يتردد على قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، يا سبحان الله وهل هناك حق أكر من حق الدفاع عن النفس، فما باللك بحق الدفاع عن الوطن؟ .. إن أكثر الناس إيمانا وأشدعم إيمانا هو الجندي الذي يسشهد في ميدان القتال، فما بالك بالجندي الذي يفجر نفسه في سبيل نشر الفزع والرعب في قلوب الأعداء، مضحيا بنفسه من أجل إنقاذ الوطن من الفناء؟.. وهل الجندي الذي يسارع بإلقاء نفسه في أتون النار، هل يضمن لنفسه النجاة؟.. إن كل جندي يخوض معركة فهو ميت لا محالة، فإذا كتبت له النجاة فهو استثناء، فهل هو كافر أيضا لأنه أقدم على قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق؟.

والعبد لله لا يرى من هو أشرف ولا أنبل من الفدائي الذي يفجر نفسه داخل إسرائيل، هو الشهيد على رأس قائمة الشهداء، وسلاحه هو السلاح الوحيد الذي يهزم إسرائيل، لأنه لا يهزم إسرائيليا إلا فدائي يطلب الموت لأن الإسرائيلي جبان لا يقاتل إلا إذا تحقق له أكبر قدر من الأمان، أما مواجهته برجل فدائي لا يخاف الموت بل يطلبه ويلح في طلبه ويعانقة منشرح الصدر ومبتسما، فهو الأمر الذي لا يطيقه الإسرائيلي ولا يقوى عليه، والعبد لله من أنصار التوسع في هذه العمليات، بحيث تستهدف الجنود والمدنيين ولا بأس من أن تستهدف هذه التفجيرات حتى الأطفال بالرصاص الممنوع استعماله دوليا، ولا يترددون في قصف بيوت المدننين بالصواريخ وهدممها على رءوس سكانها من أطفال ونساء، ولا بد من الاحتفال بهؤلاء الشهداء أبطال هذه التفجيرات، باعتبارهم شهداء من النوع الاستثنائي الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون وتصوروا.. ماذا يكون عليه الحال لو استطعنا إعداد فرقة من هؤلاء الشهداء يصل تعدادهم إلى ألف شهيد، واستطاعوا الوصول جميعا إلى قلب إسرائيل، إلى تل أبيب وعكا وحيفا ويافا وبير سبع؟، هل يقوى شارون أو مائة شارون على مواجهة مثل هذا الجيش الاستشهادي العظيم؟، وفي القرآن الكريم.. "يا أيها النبي حرص المؤمنين على القتال"، والتحريض على القتال هو تحريض على الموت، لأن من يخوض قتالا لا يضمن السلامة، وهل كان أصحاب بدر يضمنون السلامة والخروج من المعركة أحياء، وهم يواجهون أعتى كفار مكة، وقد جاءوا ف يلباس الحرب ومعهم عبيدهم وجواريهم وخمورهم للاحتفال بالنصر بعد أن يصمت السلاح، فهل شهداء بدر ماتوا كفارا، لأنهم عامروا بخوض عمار معركة غير متكافئة، وهم بذلك قدموا أنفسهم للموتا وتعمدوا قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق!.

وعندما يأتي الوقت لكتابة التاريخ، سيكون لأبطال العمليات الاستشهادية مكان الصدارة في التاريخ، طوبي لهم الأبطال الشهداء الذين عرفوا الطريق الصحيح، فباعو أنفسهم لله وللوطن وللشعب، لم ينتظروا مكافأة، ولم يرغبوا في منصب، ولم يعملوا حسابا للمكسب والخسارة ، ولكنهم ألقوا بأنفسهم للتهلكة لكي يسلم الوطن، وماتوا لكي يحيا شعبهم وقديما قال الشاعر : والجود بالنفس أسمى آية الجواد!.

    Dr.Radwa
    Egypt Air