الأحد 12 مايو 2024

أشاوس انتفاضة البدرشين

كنوزنا20-11-2020 | 12:06

على باب الله - محمود السعدنى


ثلاثة رجال من صنف الأشاوس أوقل ثلاثة رجال من فصيلة الشحط كل منهم يعرش على زريبة كمنوا فى الحقل وهم مسلحون وعلى أهبة الاستعداد لبدء انتفاضة البدرشين ولمواجهة الجنرال السفاح طالب الإعدادى ابن الثانية عشرة أحمد  دسوقى عبد التواب الذى كان عائدا من الحقل مع أمه مجرد طالب صغير ليس له فى الطور ولا فى الطحين وفجأة يخرج عليه جيش الأشاوس من الحقل أحدهم يشهر مسدسا والأخران يحمل كل منهما بلطة يبرق نصلها تحت ضوء الشمس صاحب المسدس يضع فوهته على رأس الأم والفدائيان الأخران ينهالان على رأس الطفل وينتهى الأمر كله فى دقائق يسقط الطفل قتيلا غارقا فى بركة من دمائه وتصاب الام بالجنون بعد أن رأت بعينيها مصرع ابنها الطفل.

ما هذا الذى يجرى فى مصر ؟ حتى عمليات الثأر انحطت الى هذه الدرجة ؟زمان زز جرت العادة أن يختار الساعى إلى الثأر كبير العائلة التى يريد الثأر منها ويستحسن أن يكون أكبر أفراد عائلته وأكثرهم وجاهة ويكون أفضل لو كان أكثرهم نفوذا ما الذى انحدر بالثأر إلى هذه الهيافة ؟ ثلاثة من ( الشحوط) مسلحون بكل انواع الأسلحة لقتل طفل للأنتقام من أبيه المحبوس احتياطيا ؟ وما ذنب هذا الطفل ؟هل له ضلع فى عملية القتل ؟ هل كان المرحوم لا يساوى فى سوق الرجال أكثر من هذا الطفل ؟ الغريب أن الأم خافت على ابنها الأكبر الذى هو المرحلة الثانوية فمنعته من الخروج من المنزل  لم تكن تدرى بالتطورات الى أصابت عملية الثأر فى عصر نواب القروض ونواب تأشيرات الحج زمن رجال الأعمال الخطافين زمن الحباك والعيوطى والريان والسعد .

هل هى جريمة عادية – جريمة أخذ ثأر ؟ وهل تكفى المواد الموجودة فى قانون العقوبات لمواجهة جرائم الثأر ؟ العبد لله يرى أن جريمة قتل الطالب أحمد هة جريمة تاريخية تحتاج الى وضع قانون جديد وهى تاريخية لاأنها نقطة انحراف على طريق طويل طريق كانت له تقاليد ولعبة كانت لها قواعد وهى إهانة لحقت بكل الذين سبقوا من مجرمى جرائم الثأر إنها اهانة لأدهم الشرقاوى ويجب محاكمة السادة الأشاوس الذين قتلوا الطفل أحمد أمام أمه بتهمة الجبن الذى ليس له شبيه فى التاريخ إلا الأشوس شارون الذى قتل جنوده الطفل محمد الدرة وهو فى حضن أبيه.

 

المنظر الذى رايته على شاشات القنوات التليفزيونية العالمية لشوارع الخرطوم وحقول السودان الممتدة على جانبى النيل يجعلنا نحتفل بالسد العالى ليس مرة كل عام ولكن مرة كل يوم والعبد لله شاهد بعينه ما فعله الفيضان فى مصر زمان كان المنادون يجوبون شوارع الجيزة ونحن نيام سرددون بصوت عالى شعارا .. البحر فاض غرق البلاد ..عوف الليل أصحى يا نايم عوف الليل .. وكانت السلطة المصرية تأخذ الناس للعمل على شواطئه بالسخرة إذا كانت اعداد المتطوعين لا تكفى وحضرت جلسات ندب أو نياحة كانت تحييها الحاجة دربالة أشهر ندابة ليس فى الجيزة وحدها ولكن ربما فى مصر كلها كانت خلال فترة جموح الفيضان تندب الذين أكلهم النهر والذين اجتاحهم الفيضان وأذكر مرة ونحن أطفال أننا انشغلنا عدة أيام فى صيد السمك أو بمعنى أصح فى التقاط السمك فى شارع الفاتح وفى ميدان الشرفاء وكان الفيضان قد أغرق نصف مدينة الجيزة على الأقل وأذكر أنه كان على شاطئ النهر وفى مواجهة مركز شرطة الجيزة  الموجود فى المكان نفسه حتى الان أذكر أن ورشة لبناء المراكب الشراعية كانت تحتل الشاطئ فى هذه البقعة بالذات وحدث ذات عام أن الفيضان اكتسح الورشة ودفع بالمراكب الموجودة إلى الطريق العام وكانت فرصة ذهبية أمام الأطفال لركوب المراكب التى كانت تطفو دقيقة ثم تعود للغوص فى الطين وفى صباح اليوم التالى عندما ذهبنا لممارسة لعبة المراكب فى حوارى الجيزة لم نجد لها أثر وتصورنا أن اصحاب الورشة استأجروا فريقا من الفتوات حملوا المراكب وأعادوها الى النهر ولكننا أكتشفنا بعد فترة أن أهل الجيزة هم الذين استولوا على المراكب باعتبارها عنائم وكانوا يطلقون على باب خالتى أم كامل باب المركب وعلى شباك عم قطب ... شباك المركب .. الحمد لله على السد العالى والفاتحة على روح البطل الذى شيده .

    Dr.Radwa
    Egypt Air