الأحد 12 مايو 2024

مش ده المهم

كنوزنا20-11-2020 | 12:20

على باب الله: محمود السعدنى


المرحوم الفنان حسن فؤاد كانت له عبارات مشهورة يرددها دائما أشهرها على الاطلاق عبارة" مش ده المهم" وهذه العبارة بالذات لا تنطبق على شىء قدر انطباقها على بعض الأحداث التى تقع على الأرض الفلسطينية المحتلة هذه الأيام، تسمع عبارات الأسف يرددها أغلب الناس لأن العملية الفدائية الاستشهادية لم تسفر إلا عن استشهاد البطل الفدائى دون اصابة أى فرد من الأعداء. ولأن اللى إيده فى المية مش زى اللى إيده فى النار، فما أكثر المفاجآت التى تظهر على طريق الراجل الذاهب إلى مهمة ليموت فى سبيل الله ، قد يحدث أى شىء يجعل العملية تنتهى غلى الفشل فى نظر بعض جنرالات القهاوى، ولكن مش ده المهم على رأى حسين فؤاد، فالفدائيون ليسوا قتالين قتلة وليسوا سفاحينعلى شاكلة سفاح كرموز. وليس الهدف من العملية الفدائية قتل عشرات الرجال والنساء والأطفال، ولكن المهم أن تترك العملية الفدائية أثرهاحتى لو لم يسقط بسببهاقتيل واحد من الأعداء. المهم هو سقوط نظرية العدو الاسرائيلي، والمهم أن يعرف الاسرائيليون أنهم برغم تدابير شارون ترسانات الحربية سيأتيهم الموت ولو كانوا فى قبضة شارون المشيدة. هذا الأثر هو المهم والعبد لله يعتقد أن هذه الرسالة وصلت وحققت  أهدافها بالتمام والكمال. ونحن نفهم اننا لن ننتصر على اسرائيل بقتل جميع الاسرائيليين. ولكننا سننتصر عندما يتأكدون بأننا قادرون على الوصول اليهم فى أى وقت وفى أى مكان. وأن شارون مهما جمع من أسلحة وحشد من جيوش فليس باستطاعته إسكاتالصوت الفسطينى ولا قتلل الروح الفلسطينية، وأن الفلسطينيين شعب له وطن وهو مستعد للموت فى سبيل هذا الوطن مهما كانت التضحيات وبدلا من إبداء الأسف لفشل العمليات الفدائية التى من هذا النوع بدلا من ذلك علينا أن نقف جميعا اجلالا واحتراما لهذا الفدجائى الذى قدم حياته طوعا فداء لوطنه ولعل الآسفين لايدركون مدى الرعب الذى يعيش فيه الاسرائليون اليوم انهم الجلوس على المقاهى ويخافون الانتظار فى محطات القطار وفى مواقف الأتوبيسات ويخشون التردد على دور السينما ويفكرون ألف مرة قبل ارتياد المطاعم ويشعرون بأن وراء كل مقعد فدائىا وخلف كل جدار استشهاديا وان الفلسطينيون ينتظرونهم على الطرق ويتربصون بهم فى كل سوق تحية من القلب لكل فدائى ملأ قلوب الإسرائيليين بالذعر وأفقدهم الأمن والأمان وجعلهم يتشككون فى كل شبح يمر بالقرب منهم حتى صار أغلبهم كما قال المتنبي كلما رأى غير شىء ظنه رجلا واشرب ياشارون من كيعانك ولسه ياما حاتشوف.

الحرب الأفغانية أفرزت عددا من القادة أثناء الحرب مع السوفيت قدر لبعضهم أن يلعبوا ادوارا شتى خلال الحرب الأهلية التى نشبت بين قادة التتنظيمات المختلفة. كان من أشهرهم واحد اسمه عبدالرسول سياف ، ولكنه لم يصمد كثيرا على المسرح وسرعان ماخبا دوره واختفى عن الأنظار.

ثم القائد الأوزبكستانى دوستم وكان منظره يوحى بأنه عنترة افغانستان، وكانت وكالات الأنباء تعلن دائما ان جميع المراقبين ينتظرون الجهة التى سينضم إليها الجنرال دوستم ليستطيعوا الحكم على الجانب الذى سيحرز النصر.

وكان الجنرال دوستم يشبه منظر موسولينى خلال الحرب العالمية الأخيرة، وهو دليل على انه ليس بالمنظر فقط يمكن الحكم على الرجال والشاعر العربي القديم قالها حكمة ترى الرجل النحيل فتزدريه وفى اثوابه أسد هصور ويعجبك الطرير إذا تراه فيخلف ظنك الرجل الطرير. عندما نشبت المعارك الطاحنة بين الفرق المتناحرة فى أفغانستان أثبت الجنرال دوستم أنه ينتمى إلى سلاح الطيران ، أخذ ذيله فى أسنانه وهات يافكيك بحث عنه الجميع فإذا به فص ملح وداب. لم يبق فى ساحة الحرب من بين القادة الكبار إلا الجنرال أحمد شاه مسعود، وكان وزيرا للحربية فى حكومة ربانى، وعندما دخلت قوات طالبان واستولت على معظم أراضي أفغانستان، لم يثبت غير شاه مسعود وتولى القيادة قوات التحالف ضدها. وأثبت خلال الحرب أنه قائد موهوب وأنه خلق ليقود الجيوش فى ساحات القتال وبالرغم من قوة طالبان وقدرتها على الحرب صمد أحمد شاه مسعود واستطاع فى اوقات كثيرة ان يهدد كابول عاصمة أفغانستان ولم تجد طالبان طريقا لوقفه إلا باغتياله . وقد قامك بالمهمة مجاهدان قيل إنهما من الجزائر وفى قول آخر إنهما من المتطرفين فى أفغانستان ، وهو دليل على ان المسلم  للمسلم كالبنيان المرصوص. ومصير أحمد شاه مسعود لايزال يكتنفه الغموض هل هو حى؟ هل هو فى رحاب الله؟ لا أحد يعرف الحقيقة، ولكن الفرق بين موته وحياته سيكون له أبلغ الأثر على مستقبل أفغانستان .

الله يكون فى عو ن الشعب الأفغانى وأسأله مخلصا أن يفك أزمته آمين.

    Dr.Radwa
    Egypt Air