السبت 11 مايو 2024

على مسئولية الوزراء!

كنوزنا20-11-2020 | 12:46

على باب الله: محمود السعدنى


السطور التالية ليست من إنشاء العبد لله، وليست من إنشاء كاتب صحفى موتور من جيل العهد الشمولى، ولا هو عضو عامل فى حزب أعداء النجاح، ولكنه وزير مسئول ويتولى وزارة من أهم الوزارات فى مصر وهى وزارة الصناعة، ماذا قالالوزير فى مؤتمره الصحفى الذى اعقب اجتماعا رفيع المستوى تمت خلاله عملية اختيار الأعضاء المعينين فى 15غرفة صناعية، قال الوزير بصراحة...

إن الاقتصاد الحر لا يعنى اهدار الأموال فى استثمارات غير منتجة، ولا يعنى عشوائية الاستثمار بدون فكر، وقد انتهجت الدولة فى الفترة الماضية منهجا جيدا فى التخلى عن ملكية عناصر الانتاج الصناعى، وتركها فى يد القطاع الخاص، واكتفت بأن تؤدى دورا جيدا فى إنشاء البنية الأساسية والمرافق اللازمة لقيام المدن والمناطق الصناعية العديدة وتوفير الأراضى.

 وهو الدور الذى قامت بهد الدولة سواء فى المحافظات أو وزارة التعمير والمجتمعات العمرانية الجديدة، وقد شجع وجود هذه البنية التحتية الاستثمار الصناعى، وقيام طاقات انتاجية كبيرة من صناعات صغيرة أو متوسطة، معظمها يخاطب السوق المصرىة الكبيرة المهمة، ونجد أنفسنا نكرر الأخطاء التى وقع فيها القطاع العام، شراء المصانع بلا قدرة على التصنيع، استثمار سهل بالاقتراض، فى مشروعات صناعية غير مدروسة، وادارة المصانع بدون امتلاك القدرة على تحديثها وتطويرها، أو امتلاك آليات هذا التطوير ومايتطلبه من فكر صناعى وعلم وخبرة تكنولوجية.

 لقد تركت الدولة هذا الدور برمته للمؤسسات الصناعية من القطاع الخاص والمؤسسات المالية، وكان نتيجة ذلك ماوصل إليه كثير من المصانع اليوم من عدم القدرة على تسويق منتجاتها، ومايصاحب ذلك من مشكلات اجتماعية واقتصادية، إن غياب هذا الدور سيكون سببا فى انتكاسة كبيرة، تصيب الصناع والممولين والعاملين وتؤثر على اقتصاد مصر بأكمله، وساعد على استمرار هذا الوضع حالة الرواج والمكسب السهل السريع، وهى الحالة التى سادت مصر فى السنوات العشر الماضية، لوجود سوق مصريةكبيرة تتمتع بحماية جمركية.

وليس للعبد لله أى حق فى التعليق أو اضافة حرف واحد إلى كلام الوزير المسئول عن الصناعة فى مصر، وخلاصة الكلام أن القطاع الخاص غير قادر على إقامة صناعة حقيقية، وغير قادر على حماية الموجود منها، وأن ماحدث انتكاسة كبيرة ستؤثر على اقتصاد مصر بأكمله.

وزير الصحة

الدكتور إسماعيل سلام وزير الصحة هو الوزير الذى أعتبره صديقى وأعتز بصداقته وأفخر بها، وأشهد له بأنه استطاع تطوير العمل فى المستشفيات وفى أسلوب العلاج، علاوة على انه الوزير السياسي الذى تولى امر وزارة الصحة منذ فترة طويلة، ومع انه الوزير الذى يعرف أننى أعيش محنة حقيقية من ذعدة أشهر، محنة ارغمتنى على الاقامة فى لندن بعيدا عن مصر، وهى محنة شغلتنى عما عداها من أحداث الحياة، المهم أننى شاهدت فى القناة الفضائية حوارا ساخنا دار بين نقيب الأطباء الدكتور حمدى السيد والوزير السابق ماهر مهران، كان كل منهما يدافع عن وجهة نظره وإن كان هدفهما واحدا، وكان الخلاف حول نقل أعضاء الموتى حديثا إلى المرضى، وكان الدكتور حمدى السيد يدافع عن ضرورة اصدار تشريع بسرعة، رحمة بالمرضى الذين ينتظرون هذه الأعضاء وكان وزير السكان السابق يصر على إحاطة نقل الأعضاء بحماية حقيقية، حتى لاتتحول إلى تجارة على يد بعض عديمى الذمة من بتوع العولمة وآليات السوق وأذكر أننى نشرت على الصفحة الأخيربـ "المصور" حديثا دار بينى منذ سنوات لطبيب يعمل فى مستشفى ريفى كشف فيه عن مأساة ليس لها مثيل، وحرصت على أن أذكر بوضوح أن المستشفى غير حكومى  وانه يتبع شركة كبرى تقع فى مجال القاهرة الكبرى، لقد كشف الطبيب إياه أن المستشفى الريفي تحول إلى سلخانة كبرى يتم فيها نقل الأعضاء مقابل مبالغ طائلة يدفعها الأغنياء يصل القليل منها غلى الفقراء الذين يبيعون الأعضاء، ويذهب الباقى إلى عصابة من قليلي الذمة وعديمى الضمير.

كيف تصور الدكتور إسماعيل سلام أننى هاجمته؟ هل فى هذا الكلام أى هجوم على إسماعيل سلام؟ كما اتهمنى صراحة أمام بعض الأصدقاء... ربنا يسامحك يا سيادة الوزير.

    Dr.Radwa
    Egypt Air