الأحد 12 مايو 2024

ذكرى ميلادها.. سر مطاردة الإسبان للفنانة لبنى عبد العزيز في سان سبستيان

كنوزنا20-11-2020 | 19:17


بقدر ما حظي نجوم الزمن الجميل في مصر بمحبة الجمهور المصري والعربي نال أيضا تقدير واحترام ومحبة الجمهور الأوربي، وتأكد ذلك من ردود أفعال الجمهور في أوربا عند مشاركة مصر بأفلامها في المهرجانات العالمية، وفي ذكرى ميلاد الفنانة لبنى عبد العزيز إحدى سفيرات الفن المصري نلقي الضوء على ماحدث لها في أسبانيا عند مشاركتها والمنتج رمسيس نجيب بفيلم "هذا هو الحب" في مهرجان سان سبستيان من خلال ما نشر بمجلة الكواكب عدد 12 أغسطس 1958.

 

عقد مهرجان السينما الدولي السادس في سان سبستيان بأسبانيا، وهي مدينة ساحلية تشبه إلى حد كبير مدينة الأسكندرية بمصر، وأقيم المهرجان في الفترة من 19 إلى 29 يوليو 1958 وشاركت مصر في المهرجان بفيلم "هذا هو الحب" ومثلتنا هناك النجمة لبنى عبد العزيز والمنتج رمسيس نجيب مع الوفد السينمائي المصري.

 

كانت الطائرات التي تقل الوفود والجمهور من مدريد إلى سان سبستيان مشغولة ومحجوزة مقدما، لذا اضطرت لبنى ونجيب إلى إن يذهبا بالسيارة إلى هناك واستغرقت الرحلة إلى مدينة المهرجان 8 ساعات .. وظهرت حفاوة وتقدير الدولة المصرية للوفد السينمائي المصري، ففي سفارتنا في مدريد تم إيفاد الملحق الصحفي إلى سان سبستيان ليكون في استقبال وفدنا السينمائي، ولكم يكتف التكريم المصري بذلك بل أقام الملحق العسكري المصري حفل عشاء في المساء لهم.

 

لم يكد الصحفيون يعلمون بوجود لبنى عبد العزيز حتى تزاحموا على الفندق والتفوا حولها يلقون عليها الأسئلة، وأدهشتهم لبنى بإجاباتها التي كشفت عن ثقافتها السينمائية، وزادت من دهشتهم عندما كانت تجيب على كل صحفي بلغته، وفي اليوم التالي خرجت الصحف الأسبانية وحظ لبنى فيها كبير.

 

شارك في المهرجان 21 دولة ، مثل كل منها وفدا سينمائيا يضم نجوم السينما المشهورة منهم الفريد هيتشكوك وكيرك دوجلاس وليكس باركر ممثل شخصية طرزان، والمخرج الامريكي انتوني مان وغيرهم .. وقابلتهم لبنى جميعا وتلقت منهم التهاني على دورها وأخبرها أنتوني مان أن التمثيل في الخارج مفتوح أمامها لأنها تمثل بطبيعتها.

 

كان من المفروض أن يعرض فيلمنا يوم 24 يوليو، ولكن ما أن شاخدت اللجنة الخاصة بتنظيم عرض الأفلام حتى قررت عرضه في حفل السواريه وهو توقيت أكثر أهمية لرواد المهرجان، ثم عرض الفيلم في اليوم التالي ماتينيه وسواريه، وبذلك يكون فيلمنا هو الوحيد الذي عرض ثلاث مرات في المهرجان.

 

بعد عرض الفيلم انبهر الجمهور الأسباني بالنجمة لبنى عبد العزيز وروعة تمثيلها، وتجمهوروا حول الفندق صباحا ومساءا ، وظلوا يلاحقونها في كل تحرك تقوم به ويهتفون " فيفا اجيبتو" أي تحيا مصر، وكانت لبنى يوميا تغادر الفندق لمشاهدة عروض باقي أفلام المهرجان فيستوقفها الجمهور طالبا منها أن تلقي كلمة، فكانت تحييهم بكل اللغات ثم يصفقون لها ويهتفون في كل لقاء بها "تحيا مصر"، وينادونها بلقب "سمباتيكا" أي جذابة ورقيقة.

 

على الرغم من هطول المطر في ذلك الوقت إلا أن لبنى كانت تقف بجانب الاستاند الخاص بمصر في معرض المهرجان لتوزع المطبوعات التي تشير إلى نهضتنا والصور التي تثبت عمق حضارتنا، وكانت الاستاند الوحيد الأكثر ازدحاما هو استاند مصر وتتعالى أمامه هتافات الجمهور الأسباني أمام لبنى "تحيا مصر.. تحيا مصر".

 

كان ذلك دور الفن قديما في تقديم صورة بديعة عن مصر من خلال أفلامها ونجومها الذين يستغلون الحدث لعرض نهضة مصر وروعة حضارتها في المحافل الدولية .. فهل الفن الآن ونجومه يقومون بنفس الدور ونفس المهمة؟


    Dr.Radwa
    Egypt Air