للمطربة فيروز
مكانة لا ينافسها فيها أحد، فعندما يمتلك الفنان الموهبة والإحساس يدخل قلوب
الجماهير دون استئذان، بل ويتمدد داخل أرواحهم، فالفن هو القوة الناعمة التي تؤثر
في الإنسان، والبوصلة التي تصحح مسار المشاعر.
وتضم الساحة
الفنية العربية مجموعة قليلة من النجوم المؤثرين، الذين منحهم الله موهبة خالصة،
وعقل شديد الذكاء متعدد الاتجاهات، وفي مقدمة هؤلاء تقف المطربة اللبنانية الكبيرة
فيروز، التي يرى محبوها أن صوتها هبة من السماء.
ولم يتوقف
عطاء فيروز على مجال الغناء فقط، بل شاركت بالتمثيل في عدد من الأعمال السينمائية
والمسرحية.
ومن بين المسرحيات
التي قدمتها مسرحية "جسر القمر"،
التي شارك في بطولتها مع فيروز، نصري شمس الدين، فيلمون وهبة، وليم حسواني،
إيلي شويري، سهام شماس، منصور الرحباني، وقدمت المسرحية في معبد جوبيتير في بعلبك
وعلى مسرح دمشق الدولي في سوريا عام 1962 وكتب كلمات المسرحية ولحنها الأخوين
رحباني، عدا أغنيات : هدوني هدوني، نقلة نقلة، جايبلي سلام والذي كتبهم ولحنهم
فيلمون وهبة.
وتدور
المسرحية حول ضيعتين متجاورتين بينهما عداء وجسر يصل بينهما وفتاه مسحورة مرصودة
على الجسر، نشأت ضيعتا الجسر والقاطع على عداوة طويلة الأمد استمرت وتعمقت يوماً
بعد يوم، لكن سبب العداوة غير معروف ولا
علاقة له بصلب الحكاية، في الماضي كانت تجمع الضيعتان علاقة صداقة ومحبة حتى جاءت
ضغينة غامضة فرقت بينهما وجعلتهما من ألد الأعداء، ضيعة الجسر قطعت مجرى الماء المتجه نحو ضيعة
القاطع ما تسبب بجفاف أراضيها وتدمير محاصيلها، وخلق حالة من البغض المتفجر
والغليان بين الضيعتين لوقت طويل، وجسدت فيروز دور "الفتاة المسحورة".
كما قدمت عام
1963 علي مسرح كازينو لبنان بدمشق مسرحية "الليل والقنديل"، وهي مسرحية
غنائية من فصلين حيث تجسد فيروز شخصية "منتورة" صبية قروية، مهمتها
حراسة خيمة تباع فيها قناديل يصنعها أهالي الضيعة، ويبيعونها إلى الضيع المجاورة،
وهذا هو مصدر رزقهم الوحيد.
وشارك فيرزو
العرض المسرحي نصري شمس الدين، هدى، جوزيف عازار، وليم حسواني، جوزيف ناصيف، مروان
محفوض، الأخوين رحباني، والعرض إخراج صبري الشريف.
واستمرت فيروز
في تقديم البطولات المسرحية ، بمعدل مسرحية كل عام.
فقدمت مسرحية
"بياع الخواتم"، عام 1974 في مهرجان الأرز ودمشق، ثم قُدمت كفيلم يحمل
نفس العنوان بدور العرض السينمائي، وشارك بالعرض المسرحي مع فيروز كل من ، نصري
شمس الدين، جوزيف ناصيف، إيلي شويري، فيلمون وهبي، والعرض كتابة وألحان الأخوين
رحباني، عدا عالعالي يا دار ويا مرسال المراسيل فهما لفيلمون وهبة.
وتدور
المسرحية حول اختراع المختار (نصري شمس الدين) شخصية اعتبارية اسمها راجح في ضيعة
متخيلة، زاعماً أنه يعادي الضيعة، وأن
صدامه مع المختار ينتهي دوماً بانتصار المختار. ،
ذلك فهو يحمي
الضيعة، ويمنع الأذى عن الأهالي، يعترف المختار لابنة أخته ريما (فيروز) أنه اخترع
هذه القصة لكي يسلّي أهل الضيعة، ولكي يؤثر فيهم.
أما مسرحية
"أيام فخر الدين"، فقدمتها عام 1966، وجسدت فيها فيروز شخصية "عطر
الليل"، بينما أدى
نصري شمس الدين دور فخر الدين.
كما شارك
فيلمون وهبي بدور بو جرجي و شارك في المسرحية أيضاً هدى حداد وسهام شماس وصلاح
تيزاني، وجوزيف ناصيف، ومحمد مرعي، وإيلي شويري ، وليم حسواني، وريني حسواني، وسعد عازار وميشيل حاج، وملحم بركات، وروجر عساف، ومادونا غازي وأندريه جدعون، أما
كلمات وألحان أغاني المسرحية فكانت للأخوين رحباني.
بعدها بعام
واحد قدمت مسرحية "هالة والملك"، وجسدت فيها شخصية هالة، وشارك فيروز البطولة نصري شمس الدين، إيلي شويري، جوزيف
ناصيف، وليم حسواني، ملحم برحات.
العرض كلمات
والحان الأخوان رحباني، وقدمت المسرحية كأول عرض على مسرح البيكاديللي ثم في
مهرجان الأرز ودمشق.
وفي العام
الذي تلاه قدمت مسرحية "الشخص"، وهي مسرحية موسيقية ساخرة، شارك في
بطولتها مع فيروز، نصري شمس الدين، وأنطوان كرباج، عُرِضَت لأول مرة بعد حرب
"يونيو" في بداية عام 1968 على مسرح بيكاديللي بمدينة بيروت (لبنان).
عَمِلَ على كتابة المسرحية وإعدادها الأخوان
رحباني ، وأخرجها صبري الشريف، وتدور أحداثها حول بائعة بندورة (طماطم) تمثلُ أمام
القضاء بسبب محاولة بيع بضاعتها لـ "شخص" مهمّ سياسياً، إذ تتناول
المسرحية مشكلة تغيب السلطة وعجزها عن معالجة احتياجات المواطنين، تتميَّز
المسرحية بخلوّها من الأسماء، حيث أن كل شخصية تُسمَّى بدورها أو وظيفتها فقط،
فالبائعة اسمها "البيَّاعة" والضابط اسمه "الشاويش" والمسؤول
المهمّ اسمه "الشخص"، وتتضمَّن المسرحية مجموعه 29 أغنية أو قصيدة
تنشدها الشخصيات لسَرْد الأحداث.
بعد ذلك قدمت
مسرحية "جبال الصوان"، كلمات وألحان تأليف وإخراج الأخوين رحباني. قُدمت
عام 1969 في كل من بعلبك ودمشق، وتناولت احتلال الأرض، الظلم، البطولة، الحرية،
والتضحية لأجلها.
وفي عام 1970
، قدمت مسرحية "يعيش يعيش"، على مسرح
البيكاديللي، يشارك فيروز البطولة نصري شمس الدين، وليم حسواني، فيلمون وهبي،
انطون كرباج، نوال الكك، جوزيف ناصيف، جوزيف صقر، وتجسد فيرزو شخصية هيفا.
والمسرحية
كتابة وألحان الأخوين رحباني عدا "ليلة بترجع يا ليل" التي كتبها فيلمون
وهبة، و"انا هويت" كتابة سيد درويش.
وتتضمن
المسرحية أغانٍ مثل: "حبيتك بالصيف"، "شادي"، "يا شاويش
الكركون" و"ليلية بترجع يا ليل"، بالإضافة إلى الحواريات الغنائية
الآسرة بين هيفا وجدها المولع بالصيد.
المسرحية
كانت تنتمي للنقد السياسي، وهو ما فعلته أيضا في مسرحية "صح النوم" حيث
جسدت فيروز كالعادة الشخصية الصالحة
البسيطة، الذي تحارب الظلم، بصوتها الأسطوري، وحوارها الظريف، وتصرفاتها المشاكسة ، حيث جسدت شخصية قرنفل، ويشاركها البطولة نصري شمس الدين،
أنطوان كرباج، إيلي شويري، وليم حسواني مع هدي وجوزيف ناصيف، العرض كلمات وألحان
الأخوين رحباني، وزوروني كلمات سيد درويش، شام يا ذا السيف كلمات سيد عقل.
وقدمت في
البيكاديللي ودمشق عام 1971 ، وأعادت عرضها في البيال في بيروت في ديسمبر 2006،
وكذلك في 2 و3 نوفمبر 2007 في مسرح الأرينا بعمّان، وكذلك في دار الأوبرا بدمشق
بعام 2008 واستمر عرضها أكثر من أسبوع من 28 يناير حتى 5 فبراير.
قدمت فيروز
مسرحية "ناس من ورق"
وتحكي عن فرقة ماريا المسرحية
التي تتجول بين المدن حتى تصل إلى مدينة ستبدأ فيها الانتخابات قريبا، وبسبب
اجتماع الناس حول الفرقة قرر المرشح نفسه أن يخيفهم، وعرضت المسرحية أيضا في
الولايات المتحدة الأمريكية في سان فرانسيسكو.
وقدمت مسرحية
"بترا" بين عامي 1977 و1978، وهي مسرحية تحكي قصة تاريخية في مدينة بترا
التي تقع جنوب الأردن، وقدمت المسرحية في عمان ودمشق وكازينو لبنان وفي
البيكاديللي.
والعرض تأليف
الأخوين رحباني ما عدا المقدمة الموسيقية لزياد الرحباني وأشهر أغاني العرض، بكرة
لما بيرجعوا الخيالة، لا يسمعنا حدا، ما نام الليل، مغادرة القوافل، ونجمة الليل
توزيع إلياس الرحباني، المقدمة الموسيقية الثانية ويا بنية زغيرة موسيقى إلياس
الرحباني.
وجسدت فيروز
شخصية الملكة شاكيلا، ويشاركها البطولة نصري شمس الدين، هدي، أنطوان كرباج، أندرية
جدعون، رجا بدر، جوزيف ناصيف، وغسان صليبا.