بعد سنوات عديدة من غياب "جارة القمر" عن الساحة الإعلامية والغنائية، ظهرت فيروز قبل عيد ميلادها بعدة أسابيع، عندما زارها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في منزلها بمنطقة الرابية شمال بيروت، حيث اختار أن يخاطب الشعب اللبناني من خلالها، نظرا لأهمية فيروز التى تكمن في شخصيتها وليس صوتها فقط.
وبعد لقاءٍ "استثنائي" مع " فيروز"، قال ماكرون إنها: "أيقونة، ولها مكانة خاصة في قلوب الفرنسيين"، مشيرًا إلى أن حديثه معها كان مليئاً بـ"النوستالجيا"، وذكرياته الخاصة عنها، مؤكدًا أنها إنسانة جميلة وقوية للغاية.
وامتد الحوار بين فيروز والرئيس الفرنسي قرابة الساعة والربع، أعطت فيه فيروز هدية تذكارية منها له، كانت عبارة عن لوحة فنيّة، وكانت زيارة إيمانويل ماكرون لفيروز استكمال لسلسلة من المبادرات التكريمية لنجمة العرب دون منازع طوال نصف قرن، منذ أن غابت أم كلثوم عام 1975. ومن وقتها، لم ينافسها أحد على هذه المكانة.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تحصل فيها "السيدة فيروز" علي أوسمة فرنسية رفيعة، حيث قلدها الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران وسام "قائد الفنون والآداب" أحد أرفع الأوسمة الأوربية، في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، وقلدها الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك وسام "جوقة الشرف" من رتبة فارس أواخر التسعينيات، وهو الوسام ذاته الذي قلدها إياه الرئيس إيمانويل ماكرون، وشعاره "الشرف والوطنية"، الذى أسسه قائد فرنسا التاريخي نابليون بونابارت مطلع القرن التاسع عشر.
وفي عام 1957م، حصلت فيروز على وسام الإستحقاق اللبنانى من الرئيس كميل شمعون، وهو أعلى وسام في الدولة يناله فنان.
وفي عام 1962م، حصلت على وسام الأرز برتبة فارس، ومن بعدها وللمرة الثانية، وسام الإستحقاق اللبناني، الذين منحهما الرئيس اللبنانى فؤاد شهاب.
وفي عام 1968م، حصلت على ميدالية معركة الكرامة، والتى تعد من أهم الأوسمة الملكية الأردنية، والتى قدمها لها الملك حسين.
من ناحية أخرى حصلت على وسام النهضة من الدرجة الأولى وهو ثانى أعلى أوسمة الفروسية التي تمنح في الأردن، والتي قدمها لها الملك الراحل الحسين بن طلال، الذى منحها أيضًا ميدالية الشرف الذهبية.
على الصعيد الأخر أصدرت سوريا طوابع بريدية عليها صورة فيروز، ونالت الإستحقاق من الرئيس السورى نور الدين الأتاسي عام 1967م.
وفي عام 1968م، ذهب إليها نائبان فلسطينيان لتكريمها على ما قدمتة من أغانى عن القدس، وأخذت منهم هدية عبارة عن مغتاح من خشب الزيتون الذي يعد من الرموز التي لها دلالة عالية عند الفلسطينيين، ويرمز إلى مفتاح القدس.
وفي عام 1998م، حصلت على وسام الإستحقاق الوطني في قطاع الثقافة التونسية، والذى أعطاها إياه الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن على، تقديرًا لمسيرتها الفنية الطويلة في مجال الأغنية العربية.
وأختارها الصليب الأحمر الدولي سفيرة لتمثل العرب في العيد الخمسين لإتفاقية "جينيف"، وغنت أغنية الأرض لكم ، ولقبتها الجامعة العربية بلقب "سفيرة الفنانين العرب" في عام 2012.
وزارت السيدة فيروز مصر مرات عدة، كما تعاملت مع الكثير من ملحنيها، وهذا طبعاً بخلاف غنائها عدداً من أعمال سيد درويش.
أول زيارة لها إلى مصر كانت عام 1954 حينما كانت تقضي شهر العسل مع عاصى الرحباني، وأحبت هذا البلد جداً كما تقول، خصوصاً الإسكندرية التي كتب عاصي عنها أغني"شط اسكندرية."