لم يترك المخرج يوسف شاهين فيروز دون أن يتعاون معها، باعتبارها واحدة من أهم نجوم الوطن العربي على الإطلاق، وأخرج في تلك الفترة فيلمين موسيقيين من بطولتها، هما: "بائع الخواتم"، و"رمال من ذهب".

وخلال تصوير الفيلم الأول، عام 1965، تعرض شاهين لكثير من المشاكل بسبب عاصي الرحباني زوج فيروز، الذي كان دائما ما يتدخل في الإخراج وأداء الممثلين، وذلك لأنه كاتب سيناريو الفيلم.

ووصل الأمر في مرة من المرات، إلى أن ترك شاهين موقع التصوير، وقرر ترك الفيلم بسبب تدخلات عاصي المستمرة، ووافق على العودة بعدما تعهد الأخير بعدم التدخل نهائيا في تفاصيل الفيلم مجددا، وكانت المشاكل وتضارب الآراء سببًا رئيسياً في عدم خروج الفيلم بالشكل اللائق.

وقال يوسف شاهين في تصريحات صحفية: "كان أوّل لقاء لي مع فيروز، ولم يعجبني صوتها فقط، بل أعجبتني طريقتها المنظمة في العمل واحترامها الدقيق لمواعيدها، وتحلّيها بكل الصفات المهنية اللازمة، أما الذي كان يطير صوابي وصوابها فهو عاصي، ونصحتها بتركه".

وأضاف: "بداية التسجيلات في استوديو بعلبك كانت رائعة، حيث كنت استمع إلى عاصي ومنصور وأراقب عبقريتهما، وكانا يعرفان تماما ماذا يريدان، النبرة، التركيز على أداء كل كلمة في الأغنية، وكانت فيروز تنصاع للأوامر وتؤدي المطلوب منها تماما، رغم ذلك كان سي عاصي، يتعصّب عليها، ولم أعاني من مشاكل أثناء تسجيل الأغاني، وإنما بمجرد الانتقال إلى مرحلة التصوير كان عليه ألا يتفوه بكلمة، وإلا ح فرقعله البلاتوه بمن فيه".

وتابع: "لم يخل الأمر من بعض النقاشات الحادة، أثناء التصوير مع عاصي، لكن مع فيروز لم يحدث فهي رقيقة إلى بشكل غير معقول".

ونقلاً عن كتاب الظاهرة الرحبانية، أشاد يوسف شاهين بجارة القمر قائلاً: "فوجئت بالموهبة التمثيليّة التي تتمتّع بها المطربة فيروز، أنا أعرف أنها مطربة كبيرة ممتازة، لكنّها أثبتت أنها ممثّلة كبيرة وواحدة من كبيرات نساء الشرق، أطلب منها عشرين طلبًا لتصوير إحدى اللقطات، وعندما تدخل الكادر تنفّذ جميع الطلبات، إنها تتمتّع بالبساطة، والبساطة نبع الجمال".