الجمعة 22 نوفمبر 2024

أخبار

مؤتمر «مستقبل الإعلام 2020» يناقش الظواهر الإعلامية الجديدة في عصر العولمة والتكنولوجيا

  • 21-11-2020 | 18:19

طباعة

ناقش مجموعة من خبراء الإعلام أهم تأثيرات التطور التكنولوجي على صناعة الإعلام، وذلك خلال ثاني جلسات مؤتمر (مستقبل الإعلام 2020)، الذي تنظمه وزارة الدولة للإعلام تحت عنوان (الظواهر الإعلامية الجديدة في عصر العولمة والتكنولوجيا).


أدار الجلسة الصحفي المصري ومنتج المحتوى الرقمي بقناة (سكاي نيوز - عربية) في أبو ظبي أبانوب عماد.. وتضمنت الجلسة نقاشا بين كل من الدكتورة هويدا مصطفى عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة، وجمال هلال المترجم والدبلوماسي والمستشار السابق للبيت الأبيض، وحنان البدري الكاتبة والصحفية وخبيرة الشئون الدولية والمتخصصة في الشأن الأمريكي، وهشام الناظر مدير شركة جوجل بمصر، والدكتورة داليا الشيخ دكتورة الاتصال السياسي بجامعة بورنموث بالمملكة المتحدة، وطارق العبادي مدير مختبرات مايكروسوفت للابتكار بأوروبا والشرق الأوسط، والمحرر الهندي راجيش مينون لدى (تايمز أوف إنديا).


وأشار أبانوب عماد، خلال افتتاح الجلسة، إلى ظهور كثير من الأشكال الصحفية على السطح مؤخرا حظيت بانتشار واسع على صفحات القنوات والصحف من خلال إنتاج التقارير باستخدام الموبايل أو ما يعرف بـ"صحافة الموجو"، والبودكاست للقصص الصحفية المدعومة بالبيانات.


وألقى كذلك الضوء على العديد من التحديات التي تواجه الإعلام الرقمي، مثل تحدى مواجهة الأخبار الكاذبة، والتحديات التي تواجه صانع المحتوى نتيجة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى وتقديم الأخبار.


وفي إطار الحديث عن الأخبار الكاذبة، قال جمال هلال "إننا نعيش الآن في عصر ثورة رقمية عصرية غير مرتبطة بمجتمع معين، فيمكن لمدون واحد لديه عدد كبير من المتابعين أن ينشر معلومة تحقق انتشاراً واسعاً في وقت قصير، حيث أعطت التكنولوجيا للفرد القدرة على الوصول إلى المعلومة ونشرها لعدد غير محدود، وأصبح لدى المتلقي مصادر متعددة للمعلومات ويستطيع أن يحكم بنفسه على مدى صحة المعلومة".


وأضاف أنه "لا يوجد حل سحري للثورة الرقمية، ويجب التأقلم مع آثار هذه الثورة"، مؤكدا على وجود مزايا للثورة الرقمية بالأخص للإعلام التقليدي الذي ترك المنافسة على نشر الخبر العاجل إلى المنصات الرقمية لتقوم بذلك، وتحول دوره إلى تحري دقة المعلومات المنشورة على منصات التواصل الرقمي.


ومن جهتها، تحدثت حنان البدري عن مزايا وعيوب الإعلام الورقي والإعلام الرقمي وكيفية تطوير أدوات المحتوى الأكثر تأثيراً.. وألقت الضوء، بخصوص الأخبار الكاذبة، على قواعد صنع الحقيقة وجمع المعلومات والقدرة على الفرز في عصر الإعلام الرقمي وصحافة الموبايل ومعضلة التعامل مع المحتوي المضلل أو المزيف أو الانتقائي، فضلاً عن محتوى الإثارة.


ومن جانبها، أشارت الدكتورة هويدا مصطفى إلى التغييرات التي أثرت في المفاهيم والظواهر الإعلامية، حيث تغير المحتوى الإعلامي في الشكل وطريقة التوزيع فأصبح من يقدم الرسالة الإعلامية في الوقت الحالي مختلف عن من كان يقدمها في أي وقت سابق، بمعنى أن مقدمي المحتوى لم يصبحوا كيانا منظما بل أصبحوا مجموعة من النشطاء والمدونين.


وقالت إنه "مع تغير المفاهيم في مجال الإعلام نتيجة للتكنولوجيا والتحول الرقمي، أصبح المستخدم هو قائد الاتصال من حيث القراءة والتوزيع مع اختلاف أنماط استهلاك المستخدمين"، لافتة إلى أن صحافة المحمول ازدادت خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير وملحوظ وفرضت واقعا جديدا، ليس فقط على المشهد الإعلامي، بل على المؤسسات التعليمية والأكاديمية، وبناءً على ذلك تم تغيير أقسام كليات الإعلام وأصبحت تتضمن المقررات التي تؤهل الشباب والباحثين لمواكبة التحول الرقمي، مثل صحافة البيانات والوسائط المتعددة".


وأضافت أن الصحافة التقليدية تقابل تحدي انخفاض معدل الإعلانات، لظهور العديد من الوسائل الرقمية التي لديها تنوع هائل في المعلومات وبتكلفة أقل من الإعلام التقليدي التي لا تتحمل تكلفة الإعلان به إلا الشركات الكبرى، مشددة على أهمية مواكبة التطور والتغيير الذي نتج عن الظواهر الإعلامية التي خلقتها تكنولوجيا الاتصال وتطورها من خلال دمج الظواهر الإعلامية الحديثة في دراسة الإعلام للطلبة والباحثين.


وتابعت "القضية ليست قضية تنافسية على قدر ما هي قضية تكاملية لتوفير احتياجات الجمهور المتنوعة، مازلنا بحاجة إلى الإعلام التقليدي مع الإعلام الرقمي ولكن مع تطوير المحتوى والتركيز على قضية مهمة، وهي المصداقية، كما يجب التركيز على دمج المهارات اللازمة لتطوير الإعلام للطلبة والباحثين وفي إطار أخلاقي يتضمن ضوابط وأخلاقيات المهنة".


وألقت الدكتورة داليا الشيخ الضوء على تجربة المملكة المتحدة فيما يخص صناعة الإعلام، وبالأخص بعد انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، مؤكدة وجود تغير في سلوك الجمهور ووجود تدريبات للصحفيين البريطانيين لمواكبة هذا التغير باستخدام الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار.


أما عن موضوع الأخبار الكاذبة في وسائل التواصل الاجتماعي، فأوضحت الشيخ أن بريطانيا لديها تجارب مثمرة لمحو الأمية الإعلامية في المدارس والجامعات والتعريف بمصادر المعلومات الصحيحة.


وبالحديث عن الصحافة والتحول الرقمي، قال إنديا راجيش مينون إن "العالم يشهد تحولا تاريخيا في إنتاج المحتوى والأخبار، حيث الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي أصبحت من أهم مصادر القوة للإعلام ومصدر الأخبار للمواطن.. ومع ذلك، أصبح الإنترنت مصدرا للعديد من العناصر غير الأخلاقية والأخبار المغلوطة التي أصبحت صناعة في حد ذاتها".


وأضاف أنه بسبب المواقع الإلكترونية التي تشكل العديد من الأيديولوجيات المنحازة، تم إفساد الصحافة ولم تعد تفرض الاحترام الذي اعتادت أن تفرضه من قبل، لافتا إلى ضرورة كتابة الأخبار بناء على الحقائق والتحليل والمصداقية، وتفادي الأخطاء.


وفي إطار الحديث عن التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي وتأثيره على صناعة الإعلام، تحدث طارق العبادي عن السبب وراء ظهور الذكاء الاصطناعي، أشار إلى التطور في الحصول على بيانات المستخدمين من خلال التقنيات الموجودة في الهواتف والساعات وخطوط التليفون والسيارات، الأمر الذي تسبب في الحصول على العديد من البيانات غير المجدولة، وساهم في توظيف الذكاء الاصطناعي لتلك البيانات كما لو كانت الآلة يمكنها فهم بيانات الأشخاص والتصرف فيها كمساعد صناعي دخل في الصناعات المختلفة وأصبح يعطى قيمة مادية أو قيمة معلوماتية للبيانات.


ولفت إلى وجود التحديات الخاصة بالذكاء الاصطناعي، مثل خرق للخصوصية التي تستلزم استحداث قوانين لحماية المعلومات، وتضمن العدل في استخدام الذكاء الاصطناعي وعدم التحيز في استخدامه في قضايا العنصرية، والالتزام بقوانين الذكاء الاصطناعي.


ومن جهته، أشار هشام الناظر إلى ضرورة نشر الحقائق ومكافحة التضليل والمعلومات المغلوطة عن طريق نشر المعلومات الموثوقة ومعلومات عالية الجودة لجميع الأشخاص، قائلا إن "مستقبل الإعلام سيكون رقميا، لذلك نأمل الاستمرار في تكريس جهودنا للصحافة وتحقيق استفادة لأكبر عدد ممكن من صانعي الأخبار والناشرين والصحفيين المصريين مع ضرورة استدامة جودة الصحافة لمواكبة التطور الرقمي".

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة