الأربعاء 26 يونيو 2024

"دون ذاكرة".. قصة من مجموعة «جئتك بالحب» لتيسير النجار

فن22-11-2020 | 13:23

- "ادخلي العالم بدون ذاكرة"

أتاني صوته كأنني في حلم مختلفًا كثيرًا لكنني أستطعت معرفته أنه هو، هو لم أخطئه مهما أبتعد، تريد معرفة من هو لا أستطيع إخبارك فأنا بدون ذاكرة.

سألت أمي: كيف يمشي الطفل في البداية دون خوف من السقوط؟

كانت إجابتها مثلما أسعى لقوله الآن وأظنني فشلت، أزعم أنك ستفهم مع الوقت، فأنا فهمت إجابتها دون شرح، أنه سحر الوقت يا سيدي.

هناك شيء غير مادي يتراكم داخلك عقب كل فعل من شخص آخر، أنت كما أنت لا تريد أن تتغير لكنك تتغير، ربما لا تعرف ذلك لكن ستكون على يقين عندما تسمع آراء الناس فيك ليس لمرة واحدة ستتكرر صدقني، تصور قد تصبح شخصًا مثل الذي لم تحبه عندما كنت بريئًا، عند كنت بدون ذاكرة.

اللص الذي أقتحم شقتك بالأمس لن يأتي اليوم لكنك خائف، خائف جدًا، لم يسرق راتبك الذي لم ينقص سوى خمسون جنيهًا ثمن طلبات الغداء فقط، أنا أعرف أكثر منك، نعم خاتم والدتك الذهبي موجود في درج المكتب تأكدت معك عندما أمسكته بيدك المرتعشة، اليوم لن تنام بالرغم من أن اللص جاء بالأمس ولن يفعلها الليلة، هذا ما أقصده أنه سرق أمانك مع أموالك، رأيتك في الشارع تتعثر في خطواتك وتنظر خلفك، أنك مراقب بالطبع كيف علم اللص يوم حصولك على الراتب؟ كيف عرف أنك عندما قابلت راشدًا صديقك وأعطاك مظروفًا أصفر كان بداخله الراتب؟! كيف عرف أنك في ليلة أمس تجرعت المنوم لأن الصداع قد وصل إلى مداه؟ دخل مطمئنًا ومشى بهدوء لم يكسر شيئًا أو يبدل موضعه، كما أن الباب لم يخدش أنه لص محترف، لو لم تعد خطيبتك بهدية غالية في عيد ميلادها، لذهبت إلى الطبيب وتعالجت من الصداع، كيف ستخبرها أنك سُرقت وهل ستصدقك أم ستغضب وتتهمك بالبخل؟ دعك منها الآن كيف ستكمل باقي الشهر؟ لو سمحت انس أزمتك الآن، أنت لست كما كنت دون عمد منك، هكذا أنا أيضًا؛ تغيرنا أشياء لم نخترها بل ونكرهها بشدة.