الأحد 2 يونيو 2024

في ذكرى وفاته.. ما لا تعرفه عن جاك لندن أبرز كُتاب أمريكا

فن22-11-2020 | 14:59

وُلد جون غريفيث تشاني المعروف بـ"جاك لندن" في 12 يناير عام 1876 في سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة الأمريكية لوالديه ويليام تشاني وفلورا ويلمان، والده كان يعمل كصحفي ومدعي عام، كما كان رائدًا في علم الفلك، لم يكن والده قريبًا منه أبدًا بحكم أنّه لم يكن متزوجًا من والدته التي تزوجت لاحقًا من أحد أبطال الحرب الأهلية وهو جون لندن،لم تكن طفولة جاك سهلة، حيث كان يعمل في صغره بمهنٍ شتى لتأمين حياته مثل مناجم الفحم والسفن، وخلال أوقات فراغه كان يزور المكتبات ويستمتع بقراءة الروايات وكتب الأسفار.


بدأ حياته ككاتب عام 1893، عندما كاد إعصارٌ بحري أن يقضي على جاك وطاقم السفينة المبحر على متنها، وبعد عودته إلى البيت، أخبر والدته بالقصة والتي دفعته للتقدّم إلى مسابقة قصص كانت قد قرأت عنها في إحدى الصحف، ورغم أنّه لم يتجاوز الصف الثامن في مدرسته، تمكن من حصد الجائزة الأولى متفوقًا على طلاب جامعات من ستانفورد وبيركلي.


كانت هذه المسابقة بمثابة انطلاقةٍ له، فقد أراد متابعة كتابة القصص القصيرة ولكنّه وجد صعوبةً في إيجاد ممولين له، فعاد إلى كاليفورنيا ليسجل في جامعة بيركلي قبل أن يذهب إلى كندا في الفترة التي كان فيها الناس ينقبون عن الذهب، وذلك بحثًا عن المال لينشر قصصه.


مع وصوله لعمر الـ22 لم يتمكن لندن من جمع الكثير من المال، فعاد إلى كاليفورنيا وهو مصرٌّ على أن يكون كاتب قصص مدفوعًا بالتجارب التي عاشها في يوكون في كندا، كما أنّ فقره ومخالطته للرجال والنساء الباحثين عن الذهب بيأس جعله يعتنق الاشتراكية.


بدأ  لندن ينشر في إحدي المجلات عا 1899، ومنذ ذلك الحين قرر أن يحسن نفسه وأسلوبه بأن يكتب ألف كلمة يوميا، وقد أحس ببداية الشهرة عام 1903 من خلال الرواية التي تتحدث عن حياة كلب في يوكون "The Call of the Wild ."


وفي عام 1904 باشر كتابته لـ"ذئب البحار" وكان آنئذ يعمل مراسلا صحفيا،فكلف بالسفر إلى اليابان لتغطية أخبار الحرب اليابنية الروسية،وصدرت الرواية في العام نفسه لتحقق نجاحا منقطع النظير.


ويركز جاك لندن في كتاباته على أن الصراع الطبقي بين العمال والرأسماليين أمر لا بد منه، وهو يروج طوال عمره للأفكار الاشتراكية، والثورة العمالية القادمة، وكان ينتقد باستمرار النظام الرأسمالي، ويفضح القوانين اللاإنسانية الجائرة، ويفضح الخصال السبعية للرأسمالية وجشعها اللامحدود، وكان يدعو إلى تجديد روح الاشتراكية دوما، وإلى حماية البيئة وجمال الطبيعة الواهبة لسعادة الحياة وبهجتها. 


خلال آخر 16 عام من حياة جاك نشر 50 كتاب منهم من انتقد فيه الرأسمالية وتزوج جاك من بيس ماديرن في عام 1900 أنجبا طفلين، إلا أن زواجهما انتهى بالطلاق، وتزوج لندن بعدها من شارمين كيتريدج عام 1905 وقضي معها بقية  حياته.


من أهم روياته "أهالي قعر المجتمع" والتي تعتبر بحسب جاك نفسه من أفضل كتاباته، وهي قصة مكتوبة وفق المدرسة الطبيعية عام 1903، وتدور أحداثها في أحياء فقراء أحياء الصفيح في لندن، ورواية "القدم الحديدية" فقد جعلت من الكاتب من أكثر الكتّاب شعبية عند العمال والكادحين والمثقفين ذوي الإتجاهات الاشتراكية، فهي تصوير لمستقبل البشرية، ورواية هادفة، تمثل أحداثها ثورة المضطهدين، ونضال العمال الدامي في أمريكا، وتنبئ باقتراب ظهور الفاشستية في أوروبا، بالاضافة إلى رواية "مارتن إيدن" التي تعد كتاب تعليمي يتضمن أفكار جاك لندن ومواقفه الفكرية والسياسية وتحولاتها.


كما تعد رواية "نداء البرِية"، التى نشرت فى عام 1903، من أبرز روائع المؤلف الأمريكى الشهير جاك لندن، بل وتعد عمله الفنى الأكثر تميزًا، إذ حققت الرواية شعبية كبيرة له بل ورفعت من شهرة لندن، وتستمد الرواية جاذبيتها من بساطتها وبأسلوب عرض لندن للمواضيع، وتم اقتباس الرواية عدة مرات على الشاشة منذ عام 1908.


توفي جاك لندن في 22 نوفمبر من عام 1916، وقد قيل أنه مات بسبب الإجهاد الشديد والمرض والإدمان على الكحول والانهيار الروحي، وقد بلغ 40 عاما، ويقال إنه قد انتحر.