طور باحثون بريطانيون نظاما جديدا يمكن استخدامه مستقبليا من خلال اختبار داخل المنازل لمراقبة صحة العيون وإصابتها بمرض "الجلوكوما" والمعروف باسم "المياه الزرقاء".
يعد مرض "الجلوكوما" من الحالات المرضية المزمنة التي تؤثر على الخلايا الموجودة في مؤخرة العين، كما يعتبر السبب الرئيسي للإصابة بالعمى الذي لا يمكن علاجه في جميع أنحاء العالم، والمسؤول عن حالة واحدة من بين كل 10 حالات من ضعف البصر الخطير في المملكة المتحدة.
يحتاج مرضى "الجلوكوما" أو المعرضين لخطر الإصابة به مراقبة مدى الحياة، بما في ذلك إجراء اختبارات العين بشكل دوري لتتبع تطور المرض، وحاليا، تتطلب هذه الفحوص زيارات منتظمة للمستشفى (على سبيل المثال، مرتين سنويا، مدى الحياة)، واستخدام معدات متخصصة باهظة الثمن، ويعد كبار السن من أكثر الفئات زيارة إلى المستشفى لإدارة حالتهم المرضية، إلا أنه قد يتم تأجيل أو إلغاء بعض الفحوص بشكل روتيني.
واقترحت دراسات متعددة بالفعل أن اختبارات العين المتكررة (على سبيل المثال، شهريا) يمكن أن تحسن النتائج السريرية بشكل كبير، مثل السماح للمرضى المعرضين لمخاطر عالية بأن يتم علاجهم عاجلا وبشكل أنسب.
وتشير الدراسة الحالية - التي أجريت في جامعة لندن - إلى مجموعة من الأدلة التي تقترح أن حل كل هذه المشاكل قد يكمن في المراقبة المنزلية، وقد شملت الدراسة فحص 20 مريضا من مرضى "الجلوكوما" التابعين لخدمة الصحة الوطنية بالمملكة المتحدة (NHS) من جميع أنحاء بريطانيا وويلز، والذين تم تزويدهم بنموذج أولي لاختبار العين على أساس الكمبيوتر اللوحي (Eyecatcher) لمدة ستة أشهر.
وباستخدام الجهاز، طلب من المرضى إجراء اختبار العين للزرق في المنزل بأنفسهم، واختبار كل عين مرة واحدة في الشهر، وعلى غرار اختبارات العين التقليدية لـ"الجلوكوما"، نظر المرضى إلى نقطة مركزية معروضة على الجهاز، وضغطوا على زر عندما رأوا وميضا من الضوء ظهر في مواقع مختلفة وكان متغير الشدة، وقامت الكاميرا الأمامية للكمبيوتر أيضا بتسجيلها أثناء الاختبار، وتم استخدام الذكاء الاصطناعي (AI) لإجراء التعرف على الوجه وتتبع الرأس/ العين، لضمان قيام الأشخاص بإجراء الاختبار بشكل صحيح.
وقد تم تقييم الدقة من خلال مقارنة القياسات التي أجريت في المنزل مع التقييمات التقليدية "المعيار الذهبي" التي أجريت في العيادة في كل من بداية ونهاية الدراسة، وتم تقدير الالتزام كنسبة مئوية من الاختبارات المكتملة.
وقد توصلت الدراسة إلى أن 98% من الاختبارات المنزلية قد اكتملت بنجاح (التزام مرتفع)، وأن البيانات من اختبارات المراقبة المنزلية كانت في اتفاق قوي مع التقييمات السريرية القياسية الذهبية (دقة عالية).
كما تبين أن استخدام بيانات المراقبة المنزلية يقلل من أخطاء القياس عند دمجها مع البيانات السريرية الحالية (بأكثر من 50% في 90% من العيون)، وقد يسمح ذلك بالكشف عن حالات فقدان البصر السريع قبل أشهر أو حتى سنوات.