الأحد 28 ابريل 2024

منذ 66 عاما.. محمود المليجي يكتب: كدت أصبح مطربًا!

كنوزنا23-11-2020 | 22:46

كاد الفنان محمود المليجي أن يصبح مطربا ، فهناك من امتدح صوته عندما غنى وهناك من فر من أمامه بسبب فظاعة صوته، وهذا ما رواه بنفسه لمجلة الكواكب في مثل هذا اليوم من 66 عاما، حيث كتب بقلمه في عدد 23 نوفمبر 1954 تحت عنوان : "كدت .. أصبح مطربا".


وقال المليجي: كان والدي من هواة الموسيقى والطرب، ويملك العديد من الآلات الموسيقية بجانب البيانو والفونوغراف مع الأسطوانات القديمة لرواد الطرب، وكان يجتمع عندنا أصدقاء الوالد وبعد الاستماع تجرى مباراة بينهم في الغناء والعزف.. وكان والدي يسمح لي بحضور جانب من هذه السهرات كلما سمحت لي ظروفي المدرسية.. وذات يوم حضر أحد أصدقاء الوالد، وكان الوالد غائبا عن البيت فأدخلت الضيف وتبادلت معه الحديث وكشفت له هوايتي وحبي للموسيقى وجلست أغني أمامه بعض أغنيات نعيمة المصرية وسعدية الكمسارية، وأعجب الضيف بصوتي ونصحني بتعلم الموسيقى وأبدى استعداده أن يخبر أبي بذلك.

 

وتابع: ذات يوم استدعاني والدي وراح يكيل لي الشتائم وطلب مني أن أنتبه لدروسي ومذاكرتي وأن أقطع صلتي بهوايتي الموسيقية، وعرفت أن صديق والدي فاتحة في فكرة تعلمي الموسيقى فرفض، ولم يكتف والدي بذلك بل حرمني من حضور السهرات الموسيقية.. ولم يمنعني ذلك من التردد على المسارح الغنائية في ذلك العصر، وكنت اقضي يومي الخميس والجمعة متنقلا بين المسارح وتعرفت على أحد الموسيقيين المغمورين وبدأت أتلقى على يديه دروسا في أصول الغناء مقابل أن أعطيه مصروفي كاملا.

 

واستطرد: يبدو أن ذلك الموسيقى أراد أن يجاملني ويحرص على مورده الشهري مني فأخذ يؤكد لي أنني سأصبح مطربا مشهورا ، بل أشهر من الشيخ حامد مرسي نجم ذلك العصر في الطرب وأكد لي أستاذي أن المطرب الجديد الذي يسمى محمد عبد الوهاب لن ينجح مثلي في دنيا الغناء، وكان إسم عبد الوهاب آنذاك قد بدأ يلمع في الغناء.

 

وأضاف: قررت أن أختبر قدراتي الغنائية أمام أصدقائي، وأسعدهم بجمال صوتي الذي شهد به مدرسي وأحصل منهم على الحقيقة، وطلبت منهم أن يصارحوني ولا يجاملوني في شيء.. وما أن انتهيت من الغناء وتلفت حولي حتى وجدت الأصدقاء متغرقين في جوانب الحجرة هربا من الإستماع إلى صوتي، وقال لي أحدهم أن صوتي أشبه بمدفع رمضان.. وقررت بعد هذا الموقف أن أمتنع عن الغناء وأكتفي بالثقافة الموسيقية التي حصلت عليها ، واستأنفت دراستي الثانوية وأنا قانع بذوقي في الموسيقى وحكمي الفني على الألحان.

    Dr.Randa
    Dr.Radwa