الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

تحقيقات

مع بدء الموجة الثانية لكورونا.. أطباء يحذرون من التهاون في تطبيق الإجراءات الاحترازية: الموجة سريعة الانتشار والكمامة أهم من اللقاح

  • 24-11-2020 | 17:11

طباعة

مع بدء الموجة الثانية من فيروس كورونا، شدد أطباء على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وخاصة الكمامة، كأحد أهم السبل للوقاية ومنع انتشار العدوى بالفيروس، مؤكدين أن هذه الموجة لا تختلف كثيرا عن الأولى فهي تتسم بسرعة الانتشار وتتشابه في الأعراض الشائعة عن الفيروس كارتفاع درجات الحرارة والإسهال وفقدان حاستي الشم والتذوق.


كانت وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، أعلنت عن دخول مصر المرحلة الثانية من انتشار فيروس كورونا، مطالبة المواطنين باتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي، والحرص على ارتداء الكمام، كما قامت الوزارة بمراجعة المخزون الاستراتيجي من الأدوية والمستلزمات الطبية لتوفير جميع الاحتياجات على المستوى المحلي خاصة أدوية البروتوكول العلاجي لفيروس كورونا المستجد، وأدوية الطوارىء، والمستلزمات الطبية والوقائية.


وفي ذات السياق، شدد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على ضرورة المتابعة المستمرة للوقوف على جاهزية المستشفيات على مستوى الجمهورية لاستقبال الحالات المصابة بالفيروس، وكذا انتظام العمل بها بوجه عام، إلى جانب التأكد من توافر مختلف أدوية بروتوكولات علاج فيروس كورونا المعتمدة من وزارة الصحة، وتوافرها كذلك بالصيدليات الخاصة.


كما وجه رئيس الوزراء المحافظين بضرورة تكثيف المتابعة الميدانية والحملات على مختلف الصيدليات، بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية لمواجهة ظاهرة الأدوية والمستحضرات والمستلزمات الطبية المغشوشة وغير الصالحة للاستخدام، مشددا على ضرورة الاستمرار في تطبيق الإجراءات الاحترازية للتصدي لانتشار الفيروس، قائلاً: "لا تتهاونوا في تطبيق تلك الإجراءات"، مع مراعاة استمرار تفعيل الخطوط الساخنة في كل محافظة؛ لتلقي أي طلبات علاج من المواطنين أو شكاوى المرضى أو المصابين بهذا الفيروس.


موجة سريعة الانتشار 

وفي هذا الشأن، أكد الدكتور محمود السعداوي، رئيس قسم الصدر بجامعة الزقازيق، أن الموجة الثانية من فيروس كورونا رغم كونها ضعيفة؛ إلا أنها تتسم بسرعة الانتشار، وهي لا تتطلب إجراءات مختلفة عن الإجراءات الاحترازية التي أعلنت في الموجة الأولى، مضيفًا أن الإهمال والتهاون من قبل بعض المواطنين قد يساهم في زيادة انتشار العدوى.


وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن أعراض الإصابة هي ذات الأعراض التي كانت معروفة في الموجة الأولى، وهي فقدان حاسة الشم أو التذوق أو الاثنين معًا، وكذلك الإسهال وارتفاع درجة الحرارة، مبينًا أن البعض قد يصاب دون ظهور أي أعراض أو بعض الأعراض الخفيفة مثل وجع بسيط في الجسم.


وشدد على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية لتجنب الإصابة بالفيروس؛ لأن له تداعيات خطيرة على الجهاز التنفسي والأوعية الدموية، مشيرا إلى أن هناك 7 سلالات من فيروس كورونا، بعضها شرس وهو منتشر في البلاد الأجنبية كالولايات المتحدة الأمريكية والهند وبريطانيا وفرنسا وغيرها، لكن مصر بها سلالة بسيطة.


وأشار إلى أن أهم سبل منع العدوى هو الحرص على ارتداء الكمامات والحفاظ على التباعد الاجتماعي والتطهير بشكل مستمر وغسل الأيدي بالكحول أو الصابون، قائلًا: إنه يجب البعد عن أماكن التجمعات بشكل تام مثل حفلات الزفاف وسرادقات العزاء، وغيرها لأن الفيروس كـ"اللهو الخفي"، غير مرئي وغير معروف مصدر الإصابة به.



الكمامة أهم من التطعيم 

ومن جانبه، قال الدكتور محمود عبد المجيد، المدير السابق لمستشفى صدر العباسية، إن الموجة الثانية من فيروس كورونا لا تختلف بشكل كبير عن الموجة الأولى، والأعراض في الحالتين متشابهة وهي ارتفاع درجة الحرارة والتهاب الحلق وآلام الجسم والسعال والالتهاب الرئوي، الذي قد يؤدي إلى الفشل التنفسي والإسهال وفقدان حاستي الشم والتذوق.


وأوضح محمود عبدالمجيد في تصريح لـ«الهلال اليوم»، أن انتشار الفيروس في الموجة الثانية أسرع من الموجة الأولى، خاصة أن المواطنين غير ملتزمين بالإجراءات الاحترازية التي كانت مطبقة سابقًا، مثل الالتزام بارتداء الكمامات أو التباعد الاجتماعي، فالمواطنين يتواجدون في أماكن مغلقة دون ارتداء الكمامات رغم التحذيرات التي أطلقتها مؤسسات الدولة ووسائل الإعلام بذلك.


وأشار إلى أن هذا التهاون سيؤدي إلى زيادة الإصابات، لأن الحقيقة الوحيدة المؤكدة بشأن فيروس كورونا هي أن ارتداء الكمامات وتغطية منطقة الأنف حتى أسفل الذقن بشكل صحيح فسيكون ذلك حائط الصد للإصابة أهم من التطعيم أو اللقاح ضد الفيروس، مضيفا أن أي تطعيم أو لقاح لن يظهر ولن يحصل عليه المواطنين قبل مايو المقبل.


وأكد أن الفئات ذات الأولوية للحصول على اللقاح هم الفرق الطبية لأنهم الأكثر عرضة للإصابة، ويجب على المواطنين عدم الاعتماد على اللقاح أو التطعيم بشكل يجعلهم يتهاونون في الإجراءات الاحترازية، لأن الوقاية وارتداء الكمامات وخاصة الكمامات الجراحية أهم من التطعيم، مضيفا أن التباعد الاجتماعي وغسل الأيدي باستمرار والتطهير هي كلها خطوات مهمة وضرورية.


وشدد على ضرورة ارتداء الكمامة في وسائل المواصلات والأماكن المزدحمة والمغلقة والمولات التجارية والأسواق وغيرها من الأماكن التي تشهد تزاحما، فضلا عن تقليل الاجتماعات وعدم المصافحة والتقبيل أثناء السلام بين الأشخاص، مضيفا أن الجميع عليه الالتزام بهذه الإجراءات احترازيا لتقليل فرص الإصابة.


وأضاف أن العالم أجمع اتجه للحظر الجزئي، لأن الغلق الكلي يدمر الاقتصاد، والتجربة أثبتت أنه يمكن ممارسة الحياة بشكل طبيعي مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية لمنع الإصابة.


مؤسسات الدولة مستعدة جيدًا

ومن جانبه، قال الدكتور حاتم عبد الحميد، عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، إن مصر نجحت في تجاوز الموجة الأولي من فيروس كورونا، وهي قادرة أيضا على النجاة من الموجة الثانية، مؤكدا أن جهود الحكومة ووزارة الصحة ما زالت مستمرة، سواء من حيث توفير المستلزمات الوقائية والطبية اللازمة أو المستشفيات اللازمة للعزل الصحي.


وأوضح "عبد الحميد" في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن لقاح فايزر الأمريكي الذي نجح بنسبة كبيرة يبشر بانتهاء هذه الجائحة مع بداية طرحه بالأسواق، ولكن ما زال هناك حيرة وغموض حول اعتماده من قبل وزارة الصحة، حيث تم تطبيقه فقط على 20% من الأطقم الطبية، لمعرفة هل ستظهر أعراض مضاعفة أم ستظهر إصابات بأعراض خفيفة، لافتا أن كل ذلك مجرد تجارب ومحاولات للقضاء على هذا الفيروس، ونحن في الانتظار.


وشدد عضو لجنة الشئون الصحية بالنواب، على ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي، لكي نحمي أنفسنا وغيرنا، ونستطيع تخطي الموجة الثانية من كورونا.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة