تقام بعد غد الجمعة المباراة المرتقبة بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك في نهائي دوري أبطال أفريقيا، حيث شدد مراقبون على أهمية نبذ التعصب بين جماهير الناديين استجابة لمبادرة الهيئة الوطنية للصحافة التي حملت عنوان "لا للتعصب"، مؤكدين أن مواقع التواصل الاجتماعي تسهم في إشعال التعصب لكن في المقابل على الإعلام أن يواجه هذا الاحتقان ويسهم في نشر الروح الرياضية.
وكانت الهيئة الوطنية للصحافة، برئاسة المهندس عبد الصادق الشوربجي، أطلقت مبادرة "لا للتعصب"، بهدف نبذ العنف والتعصب الرياضي، ونشر وإعلاء مبادئ التسامح بين جماهير الناديين الأهلي والزمالك، حيث الشوربجي أن تلك المبادرة تأتي بهدف نشر وإعلاء مبادئ التسامح بين جماهير الأهلي والزمالك، مع التشديد على ضرورة الابتعاد نهائيا عن التعصب الرياضي مع إرساء مبادئ الروح الرياضية بين كافة الجماهير.
وأكد رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، أن صورة فرحة الرياضة المصرية تكتمل بحصد لقب دوري أبطال إفريقيا سواء بين الأهلي أو الزمالك بالتشجيع المثالي بين الجماهير وعدم والتعصب والفرحة بأن لقب دوري الأبطال عاد إلى مصر بعد غياب سنوات.
دور الإعلام
ومن جانبه، أشاد الدكتور سامي عبد العزيز، الأستاذ بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، بمبادرة "لا للتعصب" والتي أطلقتها الهيئة الوطنية للصحافة وذلك قبل مباراة الأهلي والزمالك في نهائي دوري أبطال إفريقيا المقرر إقامتها الجمعة المقبلة في استاد برج العرب، قائلا إن "البطولة مصرية وهذا هو الأهم دون النظر إلى الفائز، "مش مهم مين يكسب، الفرحة للمصريين".
وأضاف عبد العزيز في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن التعصب شيء مرفوض ليس في كرة القدم والرياضة فقط، وإنما في كل مجالات الحياة العامة، مضيفًا أن جماهير الفريق الفائز لا بد أن تفرح دون أن تقترب من الطرف الآخر لا بإهانة ولا شماتة.
وأكد أن التعصب ينشر الفتنة الرياضية، وهي بداية ومؤشر لأنواع أخرى من الفتن، وذلك لأن الشخص تعود على أن يحقد على الطرف الآخر أو يهينه، وذلك لا يؤدي إلى التعصب الكروي فقط وإنما لأنواع أخرى من التعصب.
وبخصوص التغلب على التعصب، أوضح أستاذ الإعلام أن السبيل إلى ذلك يأتي من التنشئة ومن المدراس والجامعات، ثم يأتي بعد ذلك دور الإعلام، مؤكدا أنه يجب على الإعلام إشاعة سمة التسامح والروح الرياضية دون التحيز لطرف ما عن الآخر.
وشدد على أهمية دور قناتي الأهلي والزمالك، حيث يقع عليهما العبء الأكبر ومسئولية التعامل مع التعصب من خلال عدم شحن الجماهير والتمهيد للروح الرياضية ليس فقط قبل مباراة القمة القادمة وإنما في كل الأوقات الرياضية.
السوشيال ميديا تشعل التعصب
وفي هذا السياق، قال محمود حسين، وكيل لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، إن السبب الرئيسي للتعصب الكروي الشديد هو مواقع التواصل الاجتماعي، مضيفا أن السوشيال ميديا أصبحت متواجدة لحظة بلحظة بين يدي جمهور الكرة، حيث تبث الأخبار والمناوشات التي تحدث داخل أي فريق، بعد أن كان التشجيع يقتصر على الهتافات المحفزة للأندية قديما.
وأوضح "حسين" في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مبادرة لا للتعصب التي أطلقتها الهيئة الوطنية للصحافة، برئاسة المهندس عبدالصادق الشوربجي، قبل إقامة المباراة النهائية بين الأهلي والزمالك في دوري أبطال إفريقيا، تأتي في إطار الدور الهام الذي تلعبه وسائل الإعلام، مشددا على ضرورة الدعم الكامل للمبادرة لكي تحقق أهدافها، في ظل حالة الترقب بين جمهور الناديين لهذه المواجهة التي ستعقد الجمعة المقبلة.
وأضاف أن مبادرة "لا للتعصب" تستهدف أن تكون المباراة بدون حالة من الاحتقان والشحن أو التعصب، وتقبل النتيجة أيا كانت، وتهنئة الفريق الفائز وتمنيات التوفيق للفريق الخاسر، موضحا أن الفريقين مصريان وأيا كانت النتيجة فستكون لصالح مصر، لذا ينبغي تخفيف حدة الاحتقان والتعصب الحادثة على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها.
ووجه وكيل لجنة الشباب رسالة إلى جماهير الكرة المصرية، مؤكدا: أننا نمارس الرياضة للرياضة وليس للفوز والخسارة، وأن الفائز الأخير في المباراة هو مصر، مشددا على ضرورة دعم الجماهير للأندية وعدم الانسياق وراء الشائعات المغرضة التي تستهدف إثارة البلبة قبل المباراة المرتقبة بهدف التزييف والإضرار بالجماهير وإشعال الخلافات بين المشجعين للفرق.