الأحد 30 يونيو 2024

فرنسيس .. «البابا الذي أنصف الإسلام»

28-4-2017 | 15:46

كتب- محمد أبو الدهب:

"سأزور مصر غدا كحاج للسلام".. تدوينة نشرها بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، أمس الخميس، على حسابه بموقع التدوينات القصيرة «تويتر»، في إشارة إلى زيارته التاريخية، اليوم الجمعة، إلى مصر، التي من المقرر أن تستغرق يومين، فمن هو البابا فرنسيس؟.

 

«البابا الذي أنصف الإسلام»

 

على خلاف سلفه، أنصفت مواقف، وتصريحات البابا فرنسيس، الدين الإسلامي، منذ تولّيه بابوية الكنيسة الكاثوليكية، في مارس 2013، فرفض إلصاق تهمتي العنف، والإرهاب بالإسلام، خلال تصريحاته أثناء عودته من بولندا، يوليو الماضي، قائلًا:" يمكن للكاثوليك أيضًا أن يتسموا بالعنف".

 

ويُفصل بابا الفاتيكان بين الإسلام كعقيدة، ورسالة، و«داعش» كتنظيم إرهابي، فقال في حوار مع صحيفة "لاكروا" الفرنسية في مايو الماضي، إن " الناس في الحقيقة تخشى تنظيم داعش، وليس الإسلام.

 

وعلى الرغم من المواقف المتشددة في دول أوروبا من مظهر المرأة المسلمة، فأن البابا فرنسيس وقف مدافعًا عن حقها في ارتداء الحجاب، معتبرًا ذلك حرية شخصية، وفقًا لتصريحاته لصحيفة "لاكروا" الفرنسية.

 

ولـبابا الفاتيكان موقفًا مميزًا من حادث الاعتداء الإرهابي على مقر صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية، بعد نشرها رسومًا مسيئة للنبي محمد، فشدد عبر تصريحات له خلال رحلته إلى الفيليبين، على ضرورة أن يكون لحرية التعبير حدود، فلا يجوز التمادي في إهانة معتقدات الناس، والسخرية منها.

 

«البابا المنفتح»

 

على عكس سلفه البابا بينديكت السادس عشر، الذي كان منعزلًا، يوصف البابا فرنسيس بـ "الشخص المنفتح"، وبرز ذلك جلياً عبر موقفه من قضية المثلية الجنسية، الذي جسّدتها تصريحات أطلقها خلال عودته من البرازيل، يوليو 2013، فقال:" إذا كان أحدهم مثلي الجنس، ويبحث عن الرب بنية حسنة، فمن أنا لأحكم؟".

 

تلك التصريحات التي أثارت ضجّة عالمية، كررها البابا بطريقة أخرى خلال عودته من أرمينيا، فقال لصحفيين على متن الطائرة:" على الكنيسة الكاثوليكية أن تعتذر للمثليين، بسبب الأسلوب الذي تعاملت معهم به".

 

الطابع التحرري الذي أصبح صفة ملاصقة لشخص البابا، جعلت البعض يربط بينها وبين خلفيته القادمة من الكنيسة الكاثوليكية في أميركا اللاتينية، التي احتضن تاريخها العديد من الحركات التحررية.

 

وينطلق البابا فرنسيس، متجاوزًا القضايا الدينية الفرعية، ليُرسّخ القواسم المُشتركة بين البشر، وأهمية تحقيق العدالة الاجتماعية، رابطًا بين تفشي الرأسمالية، واليمين المُتطرّف، وبين تمادي ظواهر العنف العالمي، فيقول:" الظلم الاجتماعي، وعبادة المال من بين الأسباب الرئيسية للإرهاب".

 

«بابا الفقراء»

 

يُعرف البابا فرنسيس بانحيازه للفقراء، واهتمامه بالقضايا الإنسانية، ويؤكّد ذلك اختياره لاسم فرنسيس مع توليه منصب بابا الفاتيكان، تأسّياً بالقديس فرنسيس الأسيزي، الذي اشتهر بدفاعه عن الفقراء، واتجاهه الإصلاحي، في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. 

 

ومن بين تلك المواقف، إرسال البابا خطاب للرئيس السوري بشار الأسد، في ديسمبر الماضي، دعاه فيه إلى احترام القانون الدولي لحقوق الإنسان، والمحافظة على حقوق المدنيين، والسماح بإدخال المعونات إلى بؤر الصراع.

 

وتشغل قضية اللاجئين بابا الفاتيكان، ففي إبريل  2016، زار البابا مخيم "موريا"، الذي يقطنه 3 آلاف لاجئ في جزيرة ليسبوس اليونانية، مطالبًا العالم بالتعامل معهم بطريقة "تليق بالكرامة"، كما اصطحب معه ثلاث عائلات من اللاجئين السوريين أثناء عودته إلى الفاتيكان.

 

ودعا البابا في 23 إبريل الجاري، الدول الأوروبية إلى استقبال المهاجرين بشكل أفضل، ومعاملتهم "بكرم أكبر"، منتقدًا الاتفاقيات الدولية التي "تبدو أهم من حقوق الإنسان"، وشبه بعض مراكز إيواء اللاجئين في أوروبا "بمعسكرات الاعتقال النازية".

 

«حياته»

 

ولد البابا فرنسيس في ديسمبر 1936 باسم خورخي ماريو بيرجوليو، بالأرجنتين، وينتمي لأسرة بسيطة، فعمل والده في السكة الحديد، وأمه ربة منزل، وهو بابا الكنيسة الكاثوليكية الـ  266، ويعتبر أول بابا من أمريكا الجنوبية منذ عام 741، والأول من خارج أوروبا منذ عهد البابا غريغوري الثالث، وفقًا للموقع الرسمي للكنيسة الكاثوليكية.

 

كما أنه عضو في الرهبنة اليسوعية، التي تعتبر من أكبر منظمات الكنيسة الكاثوليكية، ويعتبر بذلك أول بابا يسوعي على الإطلاق، ويحسب البابا على الجناح الإصلاحي في الكنيسة، وشغل منصب رئيس أساقفة بيونس آيرس قبل انتخابه بابا.

 

تفرّد البابا فرنسيس بعد صعوده على رأس الكنيسة الكاثوليكية، ببعض القرارات، فرفض الإقامة في القصر الرسولي، وفضّل الإقامة بمنزل القديسة مرثا، كما احتفظ بالصليب الحديدي، رافضًا ارتداء الصليب الذهبي.