الإثنين 29 ابريل 2024

مصر أول الداعمين سياسيا ودبلوماسيا لجنوب السودان.. القاهرة سارعت للاعتراف بها دولة مستقلة.. وقدمت لها دعما دبلوماسيا واسعا

تحقيقات28-11-2020 | 13:37

يعقد الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره سلفا كير قمة مشتركة بعد أن وصل الرئيس إلى جنوب السودان، صباح اليوم السبت، وستقبله الأخير في مطار جوبا.

وتعد زيارة الرئيس السيسي إلى جنوب السودان، الأولى من نوعها، وستشهد عقد قمة مصرية - جنوب سودانية، ستتناول مناقشة مختلف الملفات المتعلقة بالتعاون المشترك بين البلدين وسبل تعزيز العلاقات الثنائية، خاصةً على الصعيد الاقتصادي والتنموي، بما يسهم في تحقيق مصالح البلدين الشقيقين، حسبما صرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية.

ويمثل جنوب السودان أهميةً استثنائية بالنسبة لمصر لما يمثله من عمق أمنى واستراتيجى، ولعلاقاتنا التاريخية معه باعتباره أرض التلاقى والتواصل العربى الأفريقى، وكذلك بما يملكه من فرص وإمكانات واعدة، تبذل مصر مساعى كبيرة لتوطيد علاقاتها مع الجنوب السوداني فى إطار استراتيجية شاملة لتطويرها ، من أجل دعم التنمية وتحقيق السلام والاستقرار بين دولتى السودان.

وسارعت مصر إلى إعلان دعمها لدولة جنوب السودان والاعتراف بها دولة مستقلة، وإقامة علاقات دبلوماسية معها، وذلك فى إطار حرص مصر على رغبة أبناء الجنوب فى أن تكون لهم دولة مستقلة خاصة بهم ومنفصلة عن الشمال، وهناك تنسيقٌ بين مصر وجنوب السودان فيما يتعلق بحوض نهر النيل، وفى التوصل إلى حلول للصراعات بالطرق السلمية لتحقيق الاستقرار في جنوب السودان والقرن الأفريقي والقارة الإفريقية.

 

وفى إطار دعم مصر لدولة جنوب السودان، أرسلت مصر أكبر قوة لقوات حفظ السلام الدولية بجنوب السودان، حرصا على دعم استقرار الدولة، وتسعى مصر إلى زيادة دعمها لدولة جنوب السودان فى مجالات التعليم والصحة والمشروعات الخدمية والبنية التحتية، والتعاون المشترك فى كافة المجالات.

وكانت لمصر مواقف واضحة إزاء بعض التحديات السياسية التي واجهت جنوب السودان ولاسيما قضية " أبيي" ، الغنية بالبترول المتنازع عليها بين الشمال والجنوب والتى تم تحويل قضيتها إلى محكمة التحكيم الدائمة بلاهاى لتحديد حدودها، إذ رحبت مصر بالقرار الذى صدر عن المحكمة ودعت الأطراف إلى الالتزام به.

بالإضافة إلى استمرار المساهمة المصرية بأكبر مكون فى قوات حفظ السلام الدولية بجنوب السودان.

 وفي 9/7/2011 اعترفت مصر رسميا بجمهورية جنوب السودان، شاركت مصر بوفد في احتفالات إعلان الدولة في جوبا. قام الوفد المصري المشارك في الاحتفالات بتسليم خطاب رسمي بالاعتراف بجمهورية جنوب السودان.

كما أكد الوفد، حرص مصر على دعم وتعزيز العلاقات مع الأشقاء في جنوب السودان ومواصلة الدور المصري في تقريب وجهات النظر بهدف تسوية المسائل العالقة بين شمال السودان وجنوبه، وبما يؤمن علاقات جيدة ومستقرة بينهما في مختلف أنحاء المنطقة.

كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بنيويورك، فى 23/9/2014 سيلفا كير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان، على هامش أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، ثمّن سيلفا كير دور مصر سواء في منطقة الشرق الأوسط أو في إفريقيا، مشيدا بالدعم المصري لبلاده في مختلف المجالات، ولا سيما في مجال التعليم، معرباً عن تطلعهم لاستمرار هذا الدعم.

أضاف سيلفا كير أن حكومته ملتزمة بالنهج السلمي لتسوية الأزمة الداخلية فى جنوب السودان. أكد السيسى على أهمية أن يمثل نهر النيل فرصة حقيقية للتعاون والتنمية في منطقة دول الحوض، وبما يحقق المكاسب لكافة الأطراف.

كما ترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى 20/9/2016، قمة مجلس السلم والأمن الإفريقي، التي ناقشت تطورات الوضع في جنوب السودان، وأكد الرئيس، أهمية التوصل إلى آلية فعالة لمساعدة كافة الأطراف الجنوب سودانية على التمسك بخيار السلام ومساندتها على تنفيذ بنود اتفاق السلام وإرساء أسس الأمن والاستقرار، وإيجاد حلول عاجلة للأزمة الإنسانية في جنوب السودان، والنهوض بالوضع الاقتصادي المتردي به لتحقيق ما يتطلع إليه أبناؤه من آمال في السلم والاستقرار والتقدم.

وأعرب الرئيس السيسي، وقتها، عن أهمية متابعة التنسيق مع حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية بجنوب السودان من أجل الاتفاق على ولاية القوة المُقترح نشرها وتشكيلها ومناطق انتشارها، بما يأخذ شواغل حكومة جنوب السودان في الاعتبار، كما أكد الرئيس السيسي أن مصر مستمرة في مساندتها لكافة الجهود الرامية لدعم تنفيذ اتفاق التسوية السلمية في جنوب السودان.

وأيضا عقد سامح شكري وزير الخارجية، في 22/9/2017، جلسة مباحثات مع الجنرال “تعبان دينج” النائب الأول لرئيس جنوب السودان على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أشار فيها إلى جهود المبادرة المصرية للتنمية في دول حوض النيل لإقامة محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية فى “جوبا” (4 ميجاوات), وإقامة مشروعين للاستزراع السمكي في “جوبا” و”واو” , فضلا عن التعاون في مجال إدارة الموارد المائية والري.

وفي 17/2/2018، أجرى وزير الخارجية سامح شكري مباحثات مع تعبان دنج النائب الأول لرئيس جنوب السودان، وذلك على هامش مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن.

وأكد وزير الخارجية سامح شكري، دعم مصر لجنوب السودان نحو تحقيق السلام والاستقرار من خلال مبادرة توحيد الحركة الشعبية لتحرير السودان والحوار الوطني في البلاد، منوها بدور مصر في دعم جنوب السودان إبان عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن عامي 2016 و2017، بالإضافة إلى عضويتها الحالية في مجلس السلم والأمن الأفريقي.

وأجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، في 28/1/2018، اتصالاً هاتفياً مع رئيس جنوب السودان سلفا كير، أكد خلاله دعم مصر لإحلال السلام فى جنوب السودان، وذلك فى إطار الاتفاق المنشط للسلام بين الأطراف الجنوب سودانية الذى تم التوصل إليه، وكذا مساندة مصر لمختلف الجهود الهادفة إلى تحقيق تطلعات شعب جنوب السودان نحو الاستقرار والتنمية.

وفى 1/7/،2018 شارك سامح شكري وزير الخارجية نيابة عن رئيس الجمهورية فى مائدة مستديرة رفيعة المستوى، حول تمكين المرأة في أفريقيا، وقمة مجلس السلم والأمن بشأن جنوب السودان، وذلك على هامش مشاركته فى الاجتماعات التمهيدية للقمة الأفريقية بالعاصمة الموريتانية نواكشوط.

وأوضح شكري أن رؤية مصر للتعامل مع الأزمة تتأسس على أن السلام لا يمكن أن يُفرض من الخارج، وأن الاستقرار والرخاء لن يتحقق إلا من خلال اتفاق سلام ترتضيه الأطراف الجنوب سودانية وتحرص على تنفيذه، وأن فرض العقوبات ليس السبيل إلى الحل، لما لها من تأثير سلبى على سير المفاوضات.

    Dr.Randa
    Dr.Radwa