السبت 18 مايو 2024

هدى شعراوي.. المصرية التي ناضلت من أجل حقوق النساء

فن28-11-2020 | 16:26

خمسون عامًا من حياتها وهي في صراع مع ركائز المجتمع وقوانينه الصارمة التي تدعم السلطة الأبوية بقيودها الزائفة، فهي أبرز الناشطات النسوية اللاتي يعود إليها الفضل في تشكيل الحركة النسوية المصرية، والتي عادة ما يتم التأريخ لميلادها بخروج النساء في مظاهرات ثورة 1919 ضد الإحتلال البريطاني التي تفجرت عقب نفي "سعد زغلول" ورفاقه، فكانت "شعراوي" على رأس تلك المظاهرة، حاولت أن تكسر أغلالها بيديها، فهي أول من يرفع النقاب، وأول من يندد بالتحيز الجنسي ضد نصف المجتمع، فكانت تدعو لتمكين النساء حيث الخروج من تلك العزلة المظلمة، والانطلاق نحو المشاركة والبناء والإنتاج، فقد ارتبط اسم "شعراوي" في الربع الأول من القرن الماضى بالنضال من أجل تحرير المرأة، واستقلال مصر.


فقبل 141 عامًا ولدت إحدى رائدت الحركة النسوية فى مصر في إحدى القرى التابعة لمدينة المنيا بصعيد مصر في 23 يونيو 1879، واسمها الحقيقي "نور الهدى محمد سلطان الشعراوي"، وهي ابنة محمد سلطان باشا رئيس مجلس النواب المصري الأول في عهد الخديوي توفيق، بدأت تستهل مراهقتها بالتمييز العنصري ضدها، من حيث تفضيل أخيها الأصغر وإعطائه معاملة خاصة، ثم زواجها قصرًا دون علمها من ابن عمها الذي كان يكبرها بأربعين عامًا.


تعرفت "شعراوى" خلال رحلتها إلى أوروبا للاستشفاء على قيادات فرنسية نسوية لتحرير المرأة، فعندما عادت إلى مصر أرادت أن تحذو حذوهن، فساهمت في إنشاء الإتحاد التهذيبي وجمعية الرقي الأدبية للسيدات المصرية، الذي كان بمثابة إرهاصات تحريك الماء الآسن، حيث بدأت "شعراوي" الحديث بكل شجاعة عن خلع الحجاب فكانت ترى فيه علامة قوية على العلاقة بين مفهوم النوع الإجتماعي الذي يعتبر النساء كوعاء جنسي مثير للفتنة.


في عام 1927، أنشأت "شعراوى" الاتحاد النسائي المصرى وانتخبت رئيسة له، إلا أن تلك الخطوة لم تؤت ثمارها جيدًا، وذلك بعد رفض الدستور المصري الصادر عبر الإستقلال الإعتراف بدور النساء فى الكفاح من أجل التحرير، وجاءت الممارسة السياسية مقتصرة فقد على الرجال، إلا أن اليأس لم يهزم هؤلاء الناشطات فبادرن بإنشاء مجلة "المرأة المصرية"، والتي أرادن بها توسيع نشاط الحركة النسوية وكسب المزيد من الثائرات نحو الظلم الواقع عليهن.


حضرت "شعراوى" أول مؤتمر دولي للمرأة بروما عام 1923، والتقت هناك بـ"موسوليني" الذي صافح أعضاء المؤتمر جميعًا، وعبر عن اهتمامه الكبير بمسار الحركة النسوية في مصر، كما التقت في إحدى المؤتمرات الدولية في إسطنبول بـ"مصطفى كمال أتاتورك" مؤسس تركيا الحديثة، فهكذا كانت حياتها صالت وجالت في أقطار مختلفة من بلدان العالم تبحث عن مكانة أرفع وأرقى للمرأة العربية، إلى أن وافتها المنية فى 12 ديسمبر1947 بالسكتة القلبية وهى في فراشها تكتب بيانًا تندد فيه الدول العربية بضرورة الحركة لمناصرة فلسطين، بعد صدور قرار تقسيم فلسطين من قبل الأمم المتحدة 29 نوفمبر 1947.

    الاكثر قراءة