الجمعة 27 سبتمبر 2024

شخصيات صنعت التاريخ| أمير الشعراء أحمد شوقي

فن28-11-2020 | 19:54


أحمد شوقي هو أحد رواد النهضة الأدبية، الفنية، السياسية، المجتمعية والمسرحية التي مرت بها مصر، أما في مجال الشعر فهذا التجديد واضح في معظم قصائده، فلم يجد شوقي عناء في نظم القصيدة وهو ذا موهبة شعرية فذة، وبديهة سيالة.


ولد أمير الشعراء، أحمد شوقي، لأب شركسي وأم يونانية في 16 أكتوبر عام 1868، بحي الحنفي في القاهرة، وكانت تعمل جدته لأمه وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، فتربى شوقي ونشأ في القصر.


حفظ أحمد شوقي القرآن وتعلم مبادىء القراءة والكتابة، والتحق بمدرسة المبتديان الإبتدائية، حيث أظهر نبوغه الذي حصل بسببه على منحه أعفته من المصروفات المدرسية، وبدأ في هذه السن الصغيرة يقرأ الشعر ويحفظه.


التحق شوقي بمدرسة الحقوق وهو في عامه الخامس عشر، ثم انتسب إلى قسم الترجمة، وبدأ في كتابة الشعر في هذه المرحلة، لكنه بعد ذلك سافر إلى فرنسا لاستكمال دراسته وهناك أسس مع أفراد بعثته "جمعية التقدم المصري" وكانت أحد أشكال العمل الوطني ضد الاحتلال الإنجليزي.


أثناء تواجده بفرنسا، لم يتوقف عن قراءة الشعر واستلهام التجارب الشعرية الفذة في الثقافة العربية، وكان مولعا بشعر المتنبي، كما إنه أيضا اهتم كثيرا بالشعراء الفرنسيين خاصة جان راسين، وجون بابتيست بوكلان الملقب بـ"موليير".


بعد عودة أحمد شوقي من فرنسا، توجه إلى مدح الخديوي عباس والأسرة الحاكمة لمصر، ما ادى إلى نفيه إلى إسبانيا في العام 1915، الأمر الذي جعله ينهل من الأدب العربي والحضارة الأندلسية أكثر، فأصبح يعبر عن اهتمامته بالشعر.


في العام 1927، بايع شعراء العرب كافة شوقي أميرا للشعر، وبعد تلك الفترة تفرغ شوقي للمسرح الشعري حيث يعد الرائد الأول في هذا المجال عربيا، ومن مسرحياته الشعرية: "مصرع كليوباترا"، "قمبيز"، "مجنون ليلى" و"علي بك الكبير".


كما إنه ترك خلف ديوانا ضخما عرف بـ"الشوقيات" وهو من أربعة أجزاء، يضم الأول قصائد الشاعر في القرن التاسع عشر والمقدمة وسيرة لحياته، أما الجزء الثاني فقد اشتملت قصائده على الوصف، والجزء الثالث طبع بعد وفاة الشاعر، وضم الرثاء، والجزء الرابع ضم عدة أغراض أبرزها التعليم. وقد تم نشر الجزء الثالث والرابع بعد وفاة الشاعر.


أما عن أعماله الأخرى، فقد كتب شوقي عدة عناوين نثرية منها: "الفرعون الأخير"، "عذراء الهند"، "الفجر الكاذب" وكتاب "أسواق الذهب" الذي حاكى فيه كتاب "أطواق الذهب" للزمخشري، وما يشيع فيه من وعظ في عبارات مسجوعة.


توفي أمير الشعراء أحمد شوقي في 14 أكتوبر عام 1932، وهو في عمر الرابعة والستين.