الإثنين 25 نوفمبر 2024

فن

"حدثتنى عنك" من مجموعة "جئتك بالحب" لتيسير النجار

  • 29-11-2020 | 11:30

طباعة

تنشر "الهلال اليوم"، قصة قصيرة من المجموعة القصصية "جئتك بالحب"، للكاتبة الشابة "تيسير النجار"، والصادرة مؤخرًا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، والقصة بعنوان " حديثني عنك".


 

حدثتني عنكـ

«أخبرت أمي عن لطفك واهتمامك وأخلاقك العالية، فرحت ودعت لي بالخير معك، تخيلت نفسي بجوارك، نعم الفستان الأبيض حلمي مثل الفتيات مهما حاولت إنكار ذلك، جئتني باستحياء قطع الحذر الذي يحاوطني، خاطبت عقلاً وليس جسدًا اكتفى من المهاترات، راقبتني طويلاً حتى أيقنت صدقك، وأن اختيارك لي ليس نزوة عابرة، مارست كل فنون الجذب التي قرأت عنها، لم أرغب في التقرب من أحد قبلك، معك رقمي ولم تبادر بالاتصال، متلهفة أنظر إلى رقمك، حيائي يقف لي بالمرصاد، سيتصل ربما الغد أو بعده.

 

رن هاتفي في مساء اليوم، كان صوتها حيويًا، يفيض بالبشرى، تأكدت من اسمي، إنها أختك، اضطرب قلبي وماج بالفرحة، ابن حلال كما قالت أمي، جعلت أختك وسيطًا لحبنا، أول خطوة في الارتباط، تمنيتك جريئًا تحمل باقة الزهور تركع أمام منزلي وتصدح "أحبك"، أو في مكان عملنا، لكن لا بأس الخجل يزين الرجال أيضًا، أسرَّت إليَّ بكل ما تحمله لي، إعجابك وحبك، هي الأقرب إليك من بين أخواتك، لماذا لم تعرفني عليها ؟ أظنها ستكون صديقة جيدة، أنا التي تزيدها الوحدة جمالاً - كما قلت- انحرفت أسئلتها وصارت تجردني من كرامتي، قالت بفجاجة:

 

  واخداه تسلية ولا جواز؟

 قتلتني .. تماسكت وأخبرتها أنه لا يجمعنا سوى الصداقة والقبول، يبدو أن خيالها قد جمح بعيدًا، مثلت بجثة أملي بقولها

 

يعني حب من طرف واحد؟ كان عاوز يتجوزك..

 كدت أبكي وأنا أفرك شعر عروستي بأصابعي، هل فقدتك بغبائي وضعف حجتي؟ أصرت على اللقاء لنتحدث بشكل أفضل، وافقت، تغيرت نبرة صوتها:

 

أنا احترمتك جدًا، وللأمانة أنا مراته وأم أولاده ..

"مراته .. مراته .. مراته" صداها زلزل قلبي، لم ترتعش نبرتي مثلها، سألت عن المطلوب مني، إن كان البعد فهذا لها دون طلب، سألتني عنك لماذا تخونها؟ رأيتها مثلي ضعيفة .. مخذولة .. يضطرب قلبها في صدرها، قد تظنني امرأة لعوبًا عبثت بوالد أطفالها، استدرجته ليهيم بي ويهجر عشها، أنا التي لم أتوقف لأنظر إليك بعد سلامنا، أنت لا تعني لي، هي لم تصدقني رغم قسمي بكل المقدسات، اهتمامك فقط أخرج كل ما واراه الزمن، ضحكت لطفل يخلط ملامحنا في مسحة براءة، فرحت بحضن يضمني وكتف أبكي عليه، ربما لا يضطرني للبكاء في وجوده، شيئًا هي لم تفهمه، أنت لست حلمي بل أنا ألبستك إياه، تمنيت بصدق حل مشكلتكم أخبرتها أنك تردد الرومانسية دائمًا، قاطعتني:

 

أنا رومانسية جدًا، واخدين بعض عن حب !!

 هدأتها استفضت رغم الحرج بطلبي أن تراجع سير علاقتكما الخاصة فهي أصل المشاكل ويخجل الزوجان من الحديث فيها، أجابتني كأنني أختها

 

أنا باكون مبسوطة معه جدًا.

 لم أدرِ كيف أساعدها؟ ولماذا حملت نفسي هذه المسؤولية؟ قد تكون ظالمة، ولا تعطيك حقك، أو أنك ممثل بارع، قربك المفاجئ مني ألف علامة استفهام، سألتك ببساطة "ليه ماكنتش بتكلمني قبل كده؟" قلت "معرفش" خرجت عفوية ولا يصدقها سوى ساذجة مثلي، أنهيت مكالمتي معها، صوتها بدأ في الخفوت والارتباك، أخبرتني أنك تقترب منها وانقطع الاتصال، ضممت ساقيّ وجذبت طرف ثوبي عليهما كأن كلماتها عرتني، رحت أتأمل في أرقام هاتفها كان بصقة على بياض قلبي، تسبني وتسخر مني، أغلقته، جلست بجوار أمي أشاهد المسلسل كان مشهدًا رومانسيًا مثل الملح على الجرح، لولا وعدي لها بعدم مخاطبتك ثانية، لكنت سألتك لماذا أيقظت داخلي الحلم ..؟».

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة