يحل اليوم الاثنين 30 نوفمبر ذكرى ميلاد الموسيقار الكبير رياض
السنباطي، الذى يعد واحدا من أهم صناع الموسيقى فى عالمنا العربي، فقد أسس مدرسة
خاصة به، وكان تعاونه مع كوكب الشرق أم كلثوم بمثابة جواهر ثمينة فى تاريخ
الموسيقى العربية.
ارتبط الموسيقار رياض
السنباطى بعلاقة صداقة خاصة جدًا بكوكب الشرق أم كلثوم، وشكلت الخط الأساسى فى تجربته
الفنية فهى شراكة عمر، مكانة ، وانفرد بمكانه خاصة وانتزع بها عرش الراحل الكبير
" محمد القصبجي" داخل مملكة أم كلثوم، فقد تعامل السنباطى فنيا مع درة
الفن فترة تزيد على 40 عاما، ولحن لها رصيدًا كبيرًا من الأغانى الهامة التى حصدا
بها نجاحا ساحقا، وعلاقة الكبيرين أم كلثوم والسنباطى بدأت مبكرا منذ الصغر، عندما
كان عمره 13 عاما، وعمرها لم يتجاوز الـ 17، كما كان والد أم كلثوم الشيخ إبراهيم
البلتاجي، صديقا قديما للمنشد محمد السنباطي.
كان التعاون بين رياض
السنباطى وأم كلثوم مع بداية مشواره الفنى عام 1935، كانت أغنية " أنشودة
الربيع " هى باكورة التعاون بينهما، وكتبها " أحمد رامى ".
ثم غنت " أم كلثوم " أغنيات دينية
للسنباطي، منها: "رابعة العدوية، على عينى بكت عينى ،عرفت الهوى ،يا صحبة
الراح ، تائب تجرى دموعى ندمًا ،حديث الروح " .
كما لحن السنباطى " لأم كلثوم "
الكثير من الأغنيات السياسية والوطنية، التى وصل عددها إلى 33 أغنية، أشهرها:
«قصيدة النيل»، «مصر تتحدث عن نفسها»، «وقف الخلق ينظرون»، «مصر التى فى خاطري»،
«نشيد بغداد»، «منصورة يا ثورة أحرار»، «قصة السد»، «ثوار»، «راجعين بقوة السلاح»،
«حق بلادك».
غنت أم كلثوم لجمال عبد الناصر 3 أغنيات من
ألحان السنباطي، الأولى" بعد حادث المنشية عام 1954، بعنوان «يا جمال يا مثال
الوطنية»، والثانية: عندما تنحى «ناصر» بعنوان « قم واسمعها من أعماقي» تناشده
فيها بالبقاء فى الحكم، والثالثة: فى موت عبد الناصر كانت قصيدة من كلمات نزار
قبانى بعنوان «رسالة إلى عبد الناصر»، ولم تغن أم كلثوم بعد وفاة «ناصر» أى أغنية
سياسية أو وطنية.
وصلت أعمال " السنباطى " إلى 1000
لحن، كان رصيد أم كلثوم منها أكثر من 282 أغنية وقصيدة منها: "أراك عصى
الدمع، ولسه فاكر، وحيرت قلبى معاك، وأقولك أيه عن الشوق، وليلى ونهاري، وطوف
وشوف، والأطلال".
وعلى الرغم من قوة
العلاقة التى كانت بين أم كلثوم ورياض السنباطي، إلا أن تلك العلاقة مرت بأزمة
وصلت إلى القطيعة بينهما لمدة 3 سنوات، بسبب اعتراض أم كلثوم على فقرة بأغنية «يا
طول عذابي»، وطالبت السنباطى بتغييرها مبررة ذلك له: "أنها تكرار
للقصبجي"، فاستاء السنباطى ورفض تغيير المقطع، وتركها وانصرف وبدأت بينهما
القطيعة التى استمرت حتى عاد التعاون بينهما من جديد فى أغنيتها «فاكر لما كنت
جنبي».