الأربعاء 29 مايو 2024

فدوى البرغوثي لـ"الهلال اليوم": أنا جزء من عائلات تتألم وتبكي

28-4-2017 | 19:54

 

امرأة استثنائية،في ظرف استثنائي، ولعل القدر جعلها تدرس الحقوق كي تدافع عن قضية وطن.. "فدوي البرغوثى".. التي ارتبط اسمها منذ 15 عامًا بقضية الأسرى، فتحملها أينما ذهبت، وطرقت كل أبواب المنظمات الحقوقية، والإنسانية في محاولة لتدافع عن أسرى الحرية، ولم لا وهي زوجة القائد "مروان البرغوثي" القابع في الأسر منذ عدة أعوام.. بالإضافة إلى أنها تتابع حياتها كامرأة وأم تلعب دور الأب، في تسيير سفينتها.

من هي فدوي التي قد لا يراها البعض؟

أنا لست فدوى فقط، فقدري أن أعمل بشخصيتين، واحدة عامة أتحدث فيها مع الإعلام، وأشارك في النضال من أجل مطالب الأسرى، والأخرى شخصية الأم التي تخاف على أبنائها التي تتحمل مسئوليتهم، وزوجها الأسير.

فأنا أمثل عائلة، وجزء من عائلات، "عائلات الأسرى"، تتألم وتبكي وتحاول أن تشد من أزر أبنائنا.. وطيلة 12يومًا لم أعرف النوم، ربما نمت لخمس ساعات.. إنه موضوع حياة أو موت، أي منذ بدء الإضراب المفتوح عن الطعام الذي يقوده مروان، الأسير في سجون الاحتلال منذ 15 عامًا، لتحقيق مطالب يجمع عليها الأسرى المضربين تتعلق بظروف أسر كريمة تكفلها المواثيق العالمية وسلبتها "إسرائيل".

منذ متى تم التفكير في موضوع الإضراب؟

موضوع الإضراب مطروح منذ 8 شهور مضت، أي في أغسطس الماضي حيث كانت هناك وثيقة موقعة من الحركة الأسيرة بمطالبهم وأنه في حالة عدم تنفيذها سيتم التصعيد والإضراب عن الطعام، وتم تحديد مهلة للتنفيذ تنتهي في 16 أبريل الجاري، وعندما لم تتم الاستجابة للمطالب بدأ الإضراب في اليوم التالي مباشرة والذي صادف يوم الأسير الفلسطيني. كما أن هناك فعاليات جماهيرية متعددة في كل المحافظات لمساندة ونُصرة الأسرى.

ماذا يريد الأسير مروان البرغوثي والأسرى تحقيقه بهذا الإضراب؟

الهدف الأساسي تحقيق المطالب هو (تحسين ظروف السجن) التي سلمت لإدارة السجون الإسرائيلية، والقيادة الفلسطينية، والمؤسسات الدولية والقنصليات. هذا الإضراب وطني بامتياز، وموضوع حرية الأسري وكرامتهم جزء لا يتجزأ من حرية الشعب الفلسطيني وكرامته، وخطوتهم هذه جزء أيضاً من نضال الشعب الفلسطيني علي مرّ سنوات الاحتلال.

لعل أظرف شيء منع قوات الاحتلال حفيدتنا تاليا البرغوثي، اقترب عمرها من الأربعة أعوام من لقاء جدها ولو لمرة واحدة، حيث رفضت إدارة السجون إدخالها للزيارة بعد أن كانت على بعد أمتار من لقاء جدها بحجة أنها "ليست قريبة من الدرجة الأولى".

كما أن مروان وزملاءه أرادوا أن يقولوا للجميع إن هذا الإضراب، هو أن الأسرى يعيشون حالة الوحدة الوطنية، فهم أصحاب وثيقة الأسرى للوفاق الوطني، وهم من صاغها، وكان لهم الفضل في محاولة لمّ الشمل الفلسطيني منذُ اتفاقية مكة، وتشكيل أول حكومة وحدة وطنية كان بسبب هذه الوثيقة.

كيف تعاملت حكومة الاحتلال مع المضربين؟

قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلية بمنع المحامين من زيارة الأسري المضربين عن الطعام منذ اليوم الأول للإضراب، وقد تحدثت الأخبار الشحيحة من داخل السجون عن تعرض البرغوثي لبعض المشاكل الصحية كالضغط والسكري غير أنها أكدت أن إرادته قوية وصلبة وأنه مؤمن بحتمية قضية الأسري ومطالبهم.

هل الوضع مقلق أم هناك بادرة أمل؟

نعم و"سيفاجئ شعبنا دولة الاحتلال بمخزون نضالي لا ينضب", فإن فعاليات الحراك الشعبي تتصاعد يومًا بعد يوم لمساندة الأسرى المضربين عن الطعام ،وذلك يعطيني امل في تحقيق مطالب الأسرى، وسوف تكون هناك مسيرة للحرية والكرامة يوم 3 مايو المقبل، وسوف يشارك فيها حشود كبيرة من الشعب الفلسطيني تأتي إلى رام الله من كل أنحاء فلسطين للتأكيد عن دعمها للأسرى والمعتقلين.

وعندي أمل كبير أن ترضخ حكومة الاحتلال لهذه المطالب، فهي مطالب عادية وإنسانية، وهي مطالب تتعلق بكرامة الأسرى واحتياجاتهم اليومية في السجون، مثل زيارة عائلاتهم والتواصل معهم.

من السهل تحقيق هذه المطالب، إذا لم يُرد الاحتلال خلق أزمة جديدة في الشارع الفلسطيني. الأسري لديهم خبرة طويلة في مواجهة الاحتلال، هم أبطالنا وقرارهم قبل بدء الإضراب الانتصار، وهم لن يقبلوا أن تنكسر إرادتهم.

كيف تنظرون إلى تفاعل الشارع الفلسطيني مع الإضراب؟

إن تحرك الشارع في المحافظات الفلسطينية المختلفة، جيد ومرضيّ عنه. فكل الشعب واقف على «رجل واحدة»، ونحن لا نريد أكثر من هذا. ويكفي أن أهالي الأسرى شعروا بكرامتهم الحقيقية عندما ملكوا الشارع الفلسطيني الذي انضم إليهم عبر خيم التضامن. حددنا ٣ مايو المقبل يوماً للحرية والكرامة، وسنجتمع في ميدان مانديلا في رام الله في الساعة الخامسة، وفي كل الميادين في الضفة وغزة والقدس ومخيمات اللجوء والشتات للتضامن مع الأسرى.

ستكون هناك فعاليات في مخيمات الشتات في لبنان وفي الأراضي المحتلة عام ١٩٤٨، وتحديداً في الخيام التضامنية مع أسرى أراضي الـ٤٨. وسنطلب من الجاليات أن يكون هذا يوم وحدة ويوم كرامة ليتضامنوا فيه مع الأسرى.

لماذا تم اختيار يوم 3 مايو وهل له علاقة بزيارة ابو مازن للولايات المتحدة الأمريكية؟

لا علاقة بين الحدثين،المسيرة مرتبطة بأن الأسرى سيكونون قد أكملوا 16 يومًا في الإضراب عن الطعام لتحقيق مطالبهم، وأن هذا اليوم هو الأنسب وهو يوم أربعاء حيث إن الأول من مايو هو عطلة عيد العمال.

ولكنها فرصة لآلاف من الشعب الفلسطيني المتوقع احتشادهم في هذا اليوم حتى يتمكنوا من توصيل رسالتهم في توقيت الزيارة للاستجابة لمطالب الأسري المشروعة ووقف الهجمة الهمجية الشرسة ضدهم من قبل سلطات الاحتلال.