الإثنين 10 يونيو 2024

فى ذكرى ميلاده.. سمير فريد عاش مخلصًا للسينما ومدافعًا عنها

أخبار1-12-2020 | 11:25

منح من عمره 50 عامًا للنقد السينمائي، عاشها مخلصًا، محبًا وعاشقًا للفن السابع، ومدافعًا عنه، حاول في كل المناصب التي تولاها أن يجذب الجمهور للفعاليات الثقافية والسينمائية، لتسجل علامات مضيئة في تاريخ الناقد السينمائي الكبير سمير فريد، الذي ولد في مثل هذا اليوم 1 ديسمبر من عام 1943، في القاهرة.


تخرج سمير فريد عام 1965 في المعهد العالي للفنون المسرحية، وحصلت رسالته "دلالات الصمت في مسرحية بيكيت (في انتظار جودو)"، على درجة الامتياز، عمل كصحفي في جريدة الجمهورية، وعلى مدار نصف قرن، كان ضيفًا أساسيًا للكثير من المهرجانات السينمائية، وأحد أعضاء لجان تحكيمها مرات عدة.


ودعم "فريد" المكتبة السينمائية العربية، وقدم لها أكثر من 50 كتابا ما بين مُترجم ومُؤلف، وحتى سنوات عمره الأخيرة، شهدت إنتاجات جديدة، ولم يفقد شغفه بالكتابة عن السينما وقضاياها رغم بلوغه أكثر من 70 عامًا.


من بين أبرز مؤلفاته "تاريخ الرقابة على السينما في مصر"، "تاريخ نقابات الفنانين في مصر"، "مخرجون واتجاهات في السينما الأمريكية"، "فصول من تاريخ السينما المصرية"، "أدباء العالم والسينما"، "مخرجون واتجاهات في السينما المصرية"، "هوية السينما العربية"، "الصراع العربي الصهيوني في السينما"، "سينما الربيع العربي".


وحمل سمير فريد لواء الدفاع عن الحق ولم يكن يخشى في ذلك لومة لائم، ويشهد تاريخه على الكثير من المواقف الجادة التي وقف فيها أمام قرارات أضرت بالصناعة وبمصر كدولة منظمة لواحد من أعرق وأهم المهرجانات السينمائية، وهو مهرجان القاهرة السينمائي.


بدأت علاقة سمير فريد بمهرجان القاهرة السينمائي مع تأسيسه، ولم تكن تسير على وتيرة واحدة، إذ اضطر يومًا لإعلان مقاطعته للمهرجان وذلك عام 1979، بعد معاهدة السلام، وبمشاركة إسرائيل في المهرجان بصورة رسمية استمرت مقاطعته له، حتى تغير الوضع، فتولى بعد ذلك منصبًا فيه عام 1985، إذ تم تعيينه مديرًا فنيًا، كما تولى رئاسته في دورة 2014.


حمل سمير فريد عضوية لجنة الإنتاج السينمائي في وزارة الثقافة عام 1970، ولجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة عام 1980، وهي اللجنة التي تولى رئاستها في الفتر من 1999 إلى 2005، كما لعب دورًا مهمًا في تأسيس المهرجان القومي للأفلام الطويلة، والمهرجان القومي للسينما.


عُرف سمير فريد بدوره في الوقوف إلى جانب حركة السينما الشبابية، للدرجة التي جعلت بعض الشباب السينمائيين يشعرون باليتم برحيله، ومن بينهم المخرج أحمد عبدالله السيد الذي أهداه فيلم "ليل خارجي" والذي عُرض في إحدى دورات مهرجان القاهرة السينمائي.


منحه المجلس الأعلى للثقافة جائزة الدولة للتفوق في الفنون، وحصل من مهرجان كان السينمائي على ميدالية ذهبية بمناسبة الدورة الأخيرة في القرن العشرين، ويعد تكريمه من مهرجان برلين السينمائي، وحصوله على كاميرا البرلينالي، تتويجًا لمشواره وعطائه الفني، وتسلم التكريم قبل وفاته بشهرين تقريبًا.


بعد معاناة مع مرض السرطان، توفى الناقد الكبير في 4 من أبريل عام 2017،  لكن سيظل اسمه علامة مضيئة في تاريخ النقد السينمائي، ورمزًا لقلم صادق، مُحب ومخلص، يعترف بقيمة السينما ودورها في الارتقاء بالشعوب وتسجيل تاريخ الأمم.

    الاكثر قراءة