محافظة الغربية هى عروس الدلتا، جميلة
وجمالها فى بساطتها وبساطة أهلها، محافظة متوسطة الحجم، وبما أنها متوسطة الحجم
فإن أى جهد يبذل فيها حتى ولو قليل يظهر للعامة بسرعة شديدة، وحقيقة الأمر أن محافظها
د. طارق رحمى، رجل كثير الاحترام والأخلاق والميدانية أيضًا، فهو رجل على مستوى الضمير
فى العمل، فإنه لا يدخر من وقته جهدًا ولا عرقًا للوقوف الميدانى، فإنى أكاد أجزم
بأن وجهه أصبح مألوفًا لمعظم مدن المحافظة، خصوصًا مدينة طنطا باعتبارها عاصمة
المحافظة، ولكن أخشى على المحافظ من الشو الإعلامى، فالقاصى والدانى فى هذه
المحافظة يعلم أن سيادته ينفذ تعليمات مجلس الوزراء والحكومة، ولكن بعنفوان شديد
وكأن مشكلة الكورونا مثلًا باعتبارها أخطر ما نقابله منذ عده شهور، انحصرت فى
غلق المقاهى والمحال التجارية ولم تنحصر مثلا فى الأسواق والباعة المتجولين فى الشوارع
الذين لا يحافظون على مسافات الأقدام ليس مسافة التباعد المقررة، وكأن تنفيذ
الإزالات والتعديات انحصر فى فندق مشهور فى العاصمة لفلاش كاميرات الأكشن ولم
ينحصر فى آلاف التعديات والمخالفات الجسيمة فى معظم القرى والمراكز التابعة
للمحافظة، أما عن تكسير الشوارع والميادين وتجميل المدن، فحدث ولا حرج عن
محافظة الغربية، فالعيب على كل من تولى منصب المحافظ فى هذه المحافظة ليس د. رحمى فقط .
فكل المحافظين السابقين والحاليين، يخالف
المنطق فى تقييم الأشياء وسداد قيمته المرتفعة على ظروف نادرة لا تتكرر دائمًا ولا
بسهولة، فأصبح مقياس التواجد لكل مسئول فى المحافظة هو التغيير ما بين اتجاهات
شوارع أو إنشاء نافورات.
سيادة المحافظ.. إننى من أهل مدينة طنطا
وعملى خارج تلك المدينة الحبيبة إلى قلبى، ولا أراها سوى نهاية كل أسبوع ولا يوجد
لدى أدنى مصالح شخصية داخل المحافظة بالكامل، وضرورى الوحيد هو تدهور الأحوال فى مدن
المحافظة وشكوى الناس المريرة.
سيادة المحافظ.. أعذب الكلام أكذبه، فلا
تصدق عذوبة ألسنة من حولك، ربما تخدع المظاهر الكثيرين ولكنها لا تخدع كل الناس.. فكن
محاربًا قويًا وفارسًا نبيلًا، واهتم بكل تفصيلة بالمحافظة ليس ما هو ظاهر
فقط واستمر فى التصميم الأصلى وتعامل مع الظروف نادرة الحدوث بما تمتلكه من
إمكانيات. وأحسن الى الناس يحسن الله إليك. فالقيادة يجب أن تكون سابقة لجموع
الناس فى طريقها للاجتهاد الذى يسبقه تطور الأوضاع وفى تنسيق دروس التجربة وإلا
ستدور محافظتك دائمًا مع الخطأ وستراوح فى مكان محصور.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه وأعانك على
تحمل أعباء وظيفتك وكاهلها وسدد خطاكم لخدمة الوطن وخدمة المحافظة .