ولد فان جوخ في
30 مارس 1853، بمدينة جروت زندرت الهولندية، وكان والده
ثيودورس وزيرا للدولة، ووالدته آنا كورنيلاكاربينتوس، فنانة مزاجية نقلت حب الطبيعة
والرسم والألوان المائية إلى ابنها.
وولد جوخ بعد عام من ولادة شقيقه الأكبر، الذي كان أيضا يحمل اسم فنسنت، إلا أنه توفي مبكرا.
عاش فان جوخ طفولة بائسة، إذ تعرضت العائلة لأزمات مالية كبيرة، وعندما بلغ الخامسة عشر، أجبر على ترك المدرسة، والعمل لدى متجر خاله كورنيل، وهو متجر
لبيع المنتجات الفنية تابع لشركة من تجار اللوحات الفنية في لاهاي.
وبحلول هذا الوقت أصبح فان جوخ يجيد الفرنسية
والألمانية والإنجليزية، فضلا عن لغته الأم الهولندية.
ولنتقل فان جوخ إلي معرض جروبيل بلندن
في يونيو 1873، حيث أعجب بالثقافة الإنجليزية، وزار المعارض الفنية في وقت فراغه، وأصبح
أيضا من محبي كتابات تشارلز ديكنز وجورج إليوت.
ورغم تأثره بالأفكار الدينية، فإنه لم يكن جادا في تكريس حياته للكنيسة، على أمل أن يصبح وزيرا، وقال إنه على استعداد
للتقدم لامتحان القبول في كلية اللاهوت في أمستردام.
وبعد عام من الدراسة، رفض أن يتقدم الامتحانات
اللاتينية، وأسماها "اللغة الميتة"، وفي شتاء عام 1878، تطوع فان للانتقال
إلى منجم الفقراء في جنوب بلجيكا، وهو المكان الذي عادة ما يرسل إليه الوعاظ كعقوبة.
وعمل فان جوخ في التبشير، وخدمة المرضى، كما رسم
لوحات عن عمال المناجم وأسرهم، حتى أطلقوا عليه اسم "مسيح مناجم الفحم"، ولم تكن اللجان الإنجيلية مسرورة، فعارضت نمط حياة فان جوخ، ورفضوا تجديد عقده.
واضطر فان إلى إيجاد مأوي آخر، فقرر في خريف عام 1880، الانتقال
إلي بروكسل، ليصبح فنانا، ورغم أنه لم يحظ بأي تدريب فني، قدم شقيقه الأصغر
ثيو، الذي عمل موزعا للوحات الفنية، الدعم
المالي لفان، وهكذا بدأ التعلم من تلقاء نفسه، ودرس كتب لتشارلز بارج.
وفي فبراير 1888، استقل فان القطار إلى جنوب فرنسا وانتقل إلى "البيت الأصفر الصغير"، وصرف أمواله على شراء الألوان
بدلا من الطعام، وعاش على القهوة والخبز، ليجد نفسه مريضا،
وقبل مرور فترة طويلة، أصبح واضحا أنه بالإضافة إلى المعاناة من مرض جسدي، كانت صحته
النفسية آخذة في الانحدار.
ومن المعروف عنه أنه اعتاد على شرب التربنتين
وأكل الألوان الزيتية، كان فان ينجذب للنساء
بطريقة كارثية سببت له المشكلات دائما.
أصيب فان غوخ بالصدمة حول مستقبله، معتبرا
أن شقيقه ثيو، لم يعد مهتما ببيع فنه.
خرج في صباح 27 يوليو 1890 ليرسم كالمعتاد، لكن هذه المرة كان يحمل مسدسا، وأطلق
النار على نفسه، لكن الرصاصة لم تقتله وعثر عليه بعدها، لينقل إلى مستشفى قريب، ويرسل أطباؤه إلى ثيو، الذي وصل ليجد شقيقه جالسا على السرير يدخن الغليون، فأمضى الشقيقان اليومين التاليين
بالحديث معا، ثم طلب فان من ثيو أن يأخذه إلى المنزل، ليتوفى بين ذراعي أخيه في 29 يوليو 1890، وكان عمره 37 عاما.