الجمعة 24 مايو 2024

بالصور .. «سوق السلاح» .. آثار آيلة للسقوط

29-4-2017 | 01:02

عند تطأ قدماك شارع "سوق السلاح" بالدرب الأحمر في القاهرة، يجذب انتباهك لأول وهلة كثرة الآثار الإسلامية المهدرة، التى باتت آيلة للسقوط، وتَهدم البعض منها؛ بسبب عدم ترميمها منذ سنوات طويلة، ويعود تاريخها إلى عصر الدولة الناصرية والفاطمية والمملوكية والعثمانية، ورغم ما لها من جمال وسحر فى طرازها المعماري الأخاذ إلا أنها لم يجر فتحها كمزارات سياحية وآثرية، وظلت مغلقة أمام الزائرين، الراغبين فى تنسم عبق الماضى ورونقه.

ويعود تاريخ شارع "سوق السلاح" إلى ما يزيد على 700 عام ، وكان يُطلق عليه في البداية "سويقة العزي" نسبة إلى الأمير عز الدين بهادر، أحد أمراء المماليك البحرية الذي يُقال إنه كان يسكن فيه، لكن وبمرور الوقت بدأ الناس يطلقون على الشارع اسم "سوق السلاح" نظراً لوجود العديد من ورش ومصانع الأسلحة على اختلاف أنواعها فيه، من رماح وسيوف ودروع ، حيث كان الشارع يقدم خدماته التسليحية للقلعة أثناء حكم المماليك بمصر.

ولكن مع تراجع الطلب على تلك النوعيات من الأسلحة، تحولت الورش الموجودة في الشارع إلى محلات لإصلاح الأسلحة من مسدسات وبنادق، وفي الخمسينيات من القرن الماضي اختفت هذه المهنة أيضا شيئا فشيئا، وتحولت أنشطة المحلات إلى مجالات أخرى لا علاقة لها بنشأة الشارع كسوق سلاح.

وطغت على الشارع الأثري المقاهي والمحلات التجارية وصناديق القمامة، كما قام أهالى المنطقة بركن سياراتهم الخاصة فى مداخل وأمام المساجد الآثرية واتخذت المقاهي منها مكانا للزبائن دونما تحرك من وزارة الآثار ، وتستشعر عند حديثك لأهالي المنطقة وخاصة جيل الشباب منهم عدم إدراكهم لقيمة الآثار الإسلامية الموجودة بالشارع، حتى أنهم يستخفون بمن يأتي لزيارتها، ويلتقط الصور التذكارية لها.

وعند دخولك الشارع تجد بوابة كبيرة عند بدايته وتحمل اسم "منجك السلحدار" ، وهي من أروع الآثار التي يرجع تاريخها إلى العصر المملوكي، وأنشأها الأمير "سيف الدين منجك السلحدار" وكانت تعد في العصور الأولى للشارع المدخل الرئيسي له، وتحتوي البوابة التي مازالت تحتفظ برونقها التاريخي على الرغم من سنوات عمرها المديد، على بعض الرسومات لسيوف ودروع توضح ما كان عليه الشارع قديما كموقع لإنتاج السلاح ، إلا أنها الآن مهملة وباتت آيلة للسقوط .

وعلى بعد خطوات من البوابة يأتي جامع "الجاي اليوسفي" الذي أنشأه الأمير "سيف الدين الجاي بن عبد الله اليوسفي" كمدرسة ومسجد، ويتميز المسجد بأبوابه العملاقة وساحته الداخلية الكبيرة. وقد أطلق عليه الناس اسم جامع "السايس" والسبب في ذلك يعود للسايس الذي كان يرعى فرس السلطان حسن، ويقال إنه دفن أسفل المسجد في مكان مجهول ، لكن الآن انتشرت على جوانبه الخردة والقمامة .

وإلى جانب هذا المسجد، هناك عدد آخر من المساجد من بينها جامع "قطلبغا الذهبي" الذي أنشئ في منتصف العصر المملوكي كمسجد وكتاب لتحفيظ القرآن، كما يوجد في نهاية الشارع مسجد "عارف باشا" ، ويضم الشارع حمام "بشتاك" الذي يعد من أشهر وأندر الحمامات في مصر، وأنشأه الأمير "سيف الدين بشتاك الناصر" ، واستمر المصريون فى استخدامه سنوات طويلة ، إلا أنه لم يعد يستخدم الآن، بعد أن تم غلقه، وأحاطته القمامة من جميع الجوانب.

وعلى بعد خطوات من حمام بشتاك يقع سبيل "رقية دودو" الذي أنشئ كصدقة جارية على روح "رقية دودو بنت بدوية شاهين بنت الأمير رضوان بك" ، كان مدرسة لتحفيظ القرآن والأحاديث النبوية لكنه مغلق ومهمل الآن.