تعد «الكارتة»، إحدى المشكلات اليومية التي يواجهها سائقو السرفيس، في جميع مواقف الجمهورية، خاصة أنها لا تستند إلى أي مسوغ قانوني، وإنما يفرضها البلطجية على السائقين، فيما تتقاسم بعض المحافظات المبالغ التي يتم تحصيلها من قبل هؤلاء البلطجية.
مقابل السيطرة
وفي أحد المناطق الشعبية المتفرعة من شارع الهرم، يقف شعبان خليل، ذو الـ35 عاما، كمحصل كارتة، على جنبات الطريق، والذي قال لـ«الهلال اليوم»: «أعمل في هذه الشغلانة منذ 5 سنوات، وأغلب السائقين على الخط، بيدفعوا ودي، من غير ما نجبر أي حد منهم؛ لأن لو بتاع الكارتة مش مسيطر على الموقف، هتحصل مشاكل كتير».
وأضاف: «هناك نوعين من جامعي الكارتة، الأول يمتلك ترخيصا من المحافظة، لمزاولة تلك المهنة، ويتم منحه بونات شهرية، بمبلغ معين يسلم قيمتها للمحافظة، والباقي يجمعه لنفسه، أما النوع الثاني، فيحصل الكارتة من السائقين عن طريق الجباية، دون ترخيص».
أصحاب نفوذ وعائلات
وأوضح «خليل»: «ليس كل من يعمل في مهنة جامع الكارتة، مجرم أو مسجل خطر، لكنه لابد أن يتميز بالقدرة على السيطرة داخل مواقف الميكروباص، ويكون مدعوما من إحدى العائلات الكبيرة بالمنطقة.
الحصيلة اليومية
ويتابع جامع الكارتة حديثه قائلا: «مش معنى إني باخد فلوس كارتة، أبقى بلطجي، فهي مهنة زي أي مهنة بناكل منها عيش وبنفتح منها بيوت، لأننا مش لاقين شغل أو في ناس ربنا تاب عليها، لافتا إلى أن هناك ما يقرب من 20 سيارة، بالموقف يتم تحصيل كارتة منها، تحقق عائدا ماديا يصل إلى 100 جنيه في اليوم الواحد، يتم منح جزء منه للمحافظة، والجزء الآخر لي.
من جانبهم يقول أحد السائقين بمنطقة العمرانية، أدفع الكارتة بشكل يومي، للقائمين على جمعها تصل إلى 5 جنيهات فى اليوم الواحد، لافتا إلى أن هناك بعض محصلي الكارتة يفرضون تلك الرسوم، دون وجه حق، أو ترخيص من المحافظة.
وطالب السائق، الذي فضل عدم ذكر اسمه، الدولة منع أي جامع كارتة لا يحمل ترخيص، من العمل.