الخميس 27 يونيو 2024

الربيع فى الفن التشكيلى .. نسمات الحب والألوان

29-4-2017 | 10:09

تحقيق: أمانى ربيع

على الرغم من ارتباط فصل الربيع فى مصر برياح الخماسين المحملة بالأتربة إلا أنه كان وما زال رمزا لتجدد الحياة متمثلا فى تفتح الأزهار ذات العطور الفواحة والألوان الزاهية الآسرة للعيون، فهى دوما رفيقة الربيع الوفية تعبر عن الكلمات التى يعجز اللسان عن النطق بها وهذا ما عكسته العديد من اللوحات الفنية لكبار الفنانين العالميين الذين اتخذوا من الزهور واللون الأخضر موضوعا للوحاتهم «حواء » ترصد فى السطور التالية أجمل اللوحات لأشهر الفنانين الذين اتخذوا من الورود والربيع موضوعا للوحاتهم.

عذراء الربيع

تمثل لوحة «عذراء الربيع » للرسام الإنجليزى فرانك ديكسى التى أبدعها عام 1884 كل ما يعنيه الربيع من نضارة وجمال، فقد تضمنت اللوحة فتاة حالمة ترتدى تاجا رقيقا من الزهور، زين صدرها بباقة صغيرة من الورود، تشرد بملامحها الناعمة الجميلة بعيدا، ربما تنتظر حبيبها.

بائعة الزهور

فى فترة ما فى باريس لم تكن الزهور مرادفا للحب فقط، فلم يكن الواقع رفيقا ببائعات الزهور اللاتى كن يبعن الجمال دون أن يحظين بقبس منه وهذا ما جسده رسام الواقعية الفرنسية لويس مارى دى شريفر »1942-1862« فى لوحته «بائعة الزهور قرب قوس النصر » التى تناولت فتاة جميلة تمد يدها بالزهور بينما يعلو ملامحها حزن مبهم، ربما هى متعبة من نهار طويل لم تحصل على ما يكفيها من مكسب فتتمنى أن يمد أحدهم يده لها بوردة لتزهر من جديد.

الخطاب

ربما لم يكن الربيع بطلا منفردا فى لوحة «الخطاب » التى رسمها ويليام وايتاكر عام 1993 لكنه كان رمزا للحالة الرومانسية باعتباره مرادفا للحب، فعندما تطالع اللوحة تجد فتاة واقفة فى حديقة مزهرة إشارة إلى قلبها الذى يغمره الحب، مرتدية ثوبا أبيض تقرأ خطابا فى هدوء، بينما عطر الأزهار يداعب أنفها حاملا لها ذكريات جمعتها بحبيبها.

الربيع

«قد تقتلع كل الزهور، لكن هذا لم يمنع الربيع من أن يأتي »، قالها الشاعر بابلو نيرودا، وطبقها الرسام السيريالى رينيه مارجريت فى لوحته «الربيع »، ربما عندما نسمع كلمة الربيع نتخيل زهورا وألوانا، لكن اللون الأخضر عند مارجريت هو الزرع والطير والحياة والحرية، ففى لوحة «الربيع » ترى طائرا يحلق فوق عشه الذى بناه على شجرة بإحدى الغابات بحرية.

حقول التوليب قُرب ليدن

تمثل الورود حصة كبيرة من أعمال كلود مونيه فهو القائل: «ربما أنا مدين للزهور بكونى أصبحت رساما »، وفى لوحته «حقول التوليب قُرب ليدن »، نرى بعيون الفنان منظرا طبيعيا لزهور التيوليب مستلقية تحت أشعة الشمس فى مشهد يبعث الدفء فى النفس.

ميلاد لون

فى لوحة «ميلاد لون » نرى الضوء يمنح شهادة ميلاد لجمال وردة منفردة، فلا يمكننا أن نستشعر جمال وردة فى الظلام، لكن النور يجعلها مرئية حتى نتمكن من الاستمتاع بألوانها الزاهية، إنها محاكاة رقيقة لوقع الزهور على نفوسنا فى عمل من إبداع الفنان الروسى ألكسى أنتونوف.

بيت الزهور

نرى فى لوحة بول جاى جانتنر الذى تأثرت أعماله بالانطباعية الفرنسية بيتا منعزلا هادئا يقبع فى وداعة بين أحضان الزهور التى تغلف المشهد بالبهجة والدفء، وكأن الزهور حراسا تمنعالأحزان من دخول المنزل.

لحظة تفكير

تخصص الفنان دانيال رايدجواى نايت فى رسم النساء الريفيات والمناظر الطبيعية، وفى لوحته »لحظة تفكير ،» نرى فتاة ريفية فى شرفة مزهرة تفكر فى شيء ما، جمال التفاصيل يدفعك للسؤال ترى فيم تفكر الحسناء؟!

وردة والمتيمة

ربما الوردة لا تعنى بتلات ورائحة عطرة فحسب، وليست كأس العطر الملون فى أيدينا، فربما الزهرة الحقيقية هى من تمسك الوردة، وهو ما نلمسه فى لوحة الرسام الإيطالى يوجين دى بلاس التى نرى فيها فتاة جيملة ممسكة بوردة بين أناملها وكأنها زهرة تمسك وردة.

وفى لوحته »المتيمة » التى رسمها عام 1911 نطالع وردة بشرية مرة أخرى، فتاة جميلة تقف فى شرفة مزينة بالورود تفكر فى حبيبها وتنتظر اللقاء الذى يجمع بينهما.

يوتوبيا

رغم ما نعلمه عن السيريالية من بعدها عن المتوقع وعن التكوينات التقليدية، إلا أن لوحة رنيه مارجريت «يوتوبيا » التى أبدعها عام 1954 ، تختلف فنرى فيها الزهرة والبحر والجبل فى لوحة من أرق ما رسم مارجريت، نرى زهرة تطل على البحر تحتضنها سماء تفتح مصراعيها للأمل والحياة، تعكس رؤية الفنان لليوتوبيا المفقودة بكل ما فيها من سلام، وكأنه يتساءل ألا يأتى الوقت الذى تعيش فيه الورود داخل الصخور فى سلام دون صراع؟

    الاكثر قراءة