الأحد 2 يونيو 2024

كلمة العدد

29-4-2017 | 10:20

أيام قليلة ويحتفل المسلمون فى كافة أرجاء العالم بذكرى رحلة الإسراء والمعراج التى لم تكن مجرد معجزة إلهية متكاملة بل كانت رسالة إلى كل مكروب ألا ييأس من رحمة الله فقد سبقها عام مليء بالأحداث المؤلمة التى عاشها النبى صلى الله عليه وسلم حتى لقب فى التاريخ بعام الحزن وهو العام الذى شهد وفاة عمه أبو طالب الذى كان سنده وعزوته أمام قوة وجبروت كفار قريش وشهد أيضا وفاة زوجته السيدة خديجة رضى الله عنها التى صدقته وقت أن كذبه الناس وساندته بمالها وحنانها أمام ما لاقاه من عنت فقد شاء الله أن يؤيد نبيهَّ محمدا صلى الله عليه وسلم، ونصَرَ بها دعوتهَ،ُ وأظهرَه على قومهِ بدليل جديد ومعجزة عظيمة يعجز عنها البشَر؛ إذ أسرى به من المسَجد الحرام فى مكةَّ إلى المسجد الأقصى فى مدينة القدس؛ ثم عَرجَ بِه إلى السمَّاوات العلُى؛ ليريهَ من آياتهِ الكبرى.

ومن المؤكد أن التصديق بإمكانية حدوث رحلة الإسراء والمعراج يحتاج إلى إيمان عميق بالله عز وجل، وبرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم؛ فالرحلة من أولها إلى آخرها خروج عن المألوف، والرحلة من أولها إلى آخرها كذلك خارجة عن إمكانيات البشر وقدراتهم؛ ومن ثَم فإن ضعيف الإيمان سينُكر بقوةَّ إمكانية حدوث الرحلة، وهو بذلك وكأنه يعُلن عن شكهِّ فى قدرة الله سبحانه، أو شكهِّ فى صدق الرسول صلى الله عليه وسلم، وكلا الشكينَّ محبط للإيمان؛ فصارت بذلك الرحلة كاشفة عن هؤلاء المذبذبين، وفاضحة لضعفاء الإيمان، ولقد أكدَّ الله تعالى على هذا الهدف تحديداً -هدف اختبار الناس- فى كتابه الكريم فى قوله تعالى: «ومَاَ جعَلَنْاَ الرؤُّيْاَ التَّىِ أرَيَنْاَك إلاِ فتِنْةَ للِناَّس « »ِالإسراء: .»60

من هذا اليوم نستلهم قيمة الصبر على الب اء والشدائد مؤمنين بأن وراء كل محنة منحة وفضل من الله وما علينا إلا أن نبذل أقصى الجهد فى العمل ثم ننتظر الجزاء والتوفيق من الله.