الخميس 26 سبتمبر 2024

الرزق يحب الخفية.. «مدحت» يلجأ لـ«مطعم محمول» لتوفير مصروفات دراسته

محافظات3-12-2020 | 19:12

"الشمس هلّت بالأمل ع الشقيانين" يصدح صوت الشيخ إمام من بداية كورنيش النيل ببني سويف، هناك حيث يقف شاب صغير السن، كبير الطموح يسعى خلف لقمة عيشه، متحدياً اليأس وضارباً بحجة البطالة عرض الحائط، يقف مدحت خالد حاملاً مطعمه المتنقل في انتظار زبائنه المعتادين.

 

أثار الشاب المكافح الكثير من التساؤلات والإعجاب في ذات الوقت، بين أبناء بنى سويف، فالفكرة قد تبدو غريبة، لكنها تشهد إقبالا، يكسبه مزيدًا من الطموح.

 

مدحت خالد صلاح الدين 18 عاماً، لايزال يدرس بالمدرسة الثانوية الكهربائية قسم الإلكترونيات، لكنه يحب الطهي فلجأ إليه لبدء تحقيق أحلام.

 

وقال مدحت خالد لـ"الهلال اليوم" بكل شغف وفخر وهو يطهو طعامه على مطعمه الذي يحمله على كتفه سائراً: عملت بالعديد من المطاعم من قبل للبحث عن رزقي ولقمي عيشي ومساهماً في مصروفات دراستي.

 

ويستكمل مدحت حديثه وهو يضيف بعض التوابل لطعامه الذي يملأ ثنايا الهواء برائحته الشهية: فكرت في الاستقلال عن عمل المطاعم وأن أبدأ مشروعي الخاص، حيث فكرة المطعم المحمول منتشرة في أوروبا بشكل كبير ولكن قليلة جداً في مصر، وكنت قد تابعت شاب من الإسكندرية بنفس المشروع وتواصلت معه حتى استطعت برأس مال بسيط أن أحصل على مطعمي المحمول هذا.

 

يأخذ مدحت نفساً طويلا ثم يقول إن"الرزق يحب الخفية" ويحب من يسعى للحصول عليه وأنا أقف بمطعمي يومياً متنقلاً ما بين كورنيش النيل ومنطقة الأباصيري، مضيفًا: أحمد الله الإقبال جيد على المطعم.

 

ويختم مدحت حديثه معنا بتمنيه أن يملك ذات يوم مطعماً كبيراً يستطيع من خلاله أن يتوج مسيرته العملية.

 

والجدير بالذكر أن هناك الكثير من الشباب الذين يشبهون مدحت، في طموحه وفيه تحملهم للمسئولية من خلال التفكير والبدء في تنفيذ مشروعات صغيرة كالمطعم المحمول، ولكن باختلاف المجالات.

 

واستطاع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، على مدار السنوات القليلة الماضية، تحقيق إنجازات ملحوظة على مستوى دعم الشباب، ومشروعاتهم، وتحويل الأفكار البسيطة والمميزة إلى مشروعات حقيقية على أرض الواقع، عبر تقديم الدعم المالى اللازم بفائدة مبسّطة.

 

 ولا تقتصر خدمات الجهاز على إتاحة الدعم المالى فحسب، إذ تتعدى تلك الخدمات، لتشمل الدعم الفنى الممثل فى تقديم الاستشارات المتعلقة بدراسات الجدوى وطرق تسويق وعرض المنتجات، وهو ما أسهم فى توسيع قاعدة الشباب المستفيد من الجهاز، وأسهم أيضاً فى تعزيز الثقة بقدرات الجهاز الذى ينفذ استراتيجية واضحة لدعم المشروعات الشبابية خلال الفترة المقبلة.