الخميس 16 مايو 2024

مفتاح الحياة.. سامح الدهيلي يستخدم الكمبيوتر بقدمه بعد حادث مأساوي

محافظات3-12-2020 | 20:54

الإصرار والعزيمة هما مفتاح الحياة، فقد يديه وقدمه اليسرى ولم يمتلك سوى رجله اليمنى يكتب بها ويأكل بها ويشرب بها ويتعامل بها مع التليفون وأجهزة الكمبيوتر، استطاع تسلق جبل الصعاب ليصل إلى القمة ويحفظ القرآن كاملًا، لم ييأس أبدًا ولكنه تحدى نفسه واستمر، ليضرب سامح الدهيلي الطالب بكلية القرآن الكريم بطنطا، مثلا جديدًا في الإرادة

 

الشيخ سامح الدهيلي، 33 عاما، طالب بكلية القرآن الكريم بطنطا، يقيم في عزبة حسين نامق التابعة لقرية الزيتون بمركز ناصر في محافظة بني سوي، ولديه 3 أولاد هم عمر وحبيبة ومريم.

 

وأوضح "الدهيلي" لـ"الهلال اليوم" أن سبب فقدانه لأطرافه الثلاثة هو حادث قطار في عام 2003 أثناء فترة دراسته في المدرسة الثانوية الكهربائية، مؤكدا أنه بعد الحادث لم يتملكه اليأس؛ ولكنه تحدى كل الصعاب.

 

وتابع: ألهمني الله عز وجل حفظ القرآن الكريم كاملًا، وبالفعل حفظته بمفردي، والتحقت بمعهد القراءات ببني سويف التابع للأزهر الشريف، وقضيت فيه ثماني سنوات مقسمين على عامين تجويد وثلاثة عالية القراءات وثلاثة في تخصص قراءات العشر الكبرى.

 

وأضاف أن، مصدر دعمه وتشجيعه هو والده الذي ساعده على استكمال الطريق، حيث كان يذهب معه للمعهد، وبعدها كوّن علاقات صداقة ومعارف، وكان الدهيلي يذهب للمعهد عن طريق الاتفاق مع تاكسي.

 

وفسر كيف كان يكتب بقدمه بقوله: "كنت بمسك القلم برجلي، والأمر ده فضلت فترة على ما اتدربت عليه، والحمد لله رجلي دي بعمل بيها حاجات كتير، بكتب وبأكل واشرب بها وبتعامل مع تليفوني والكمبيوتر".

 

وتابع "الدهيلي" عند التحاقي بكلية القرآن كان هناك اختبار شفوي ونظري على القرآن كاملًا، وبفضل من ربنا تفوقت فيه وتم قبولي، مبينًا كيف تعجب عميد الكلية عندما رآه يكتب بقدمه بقوله: "عميد الكلية وقف جنبي وسألني أنت منين قلت له من بني سويف، قال لي أنت جاي من بني سويف علشان تمتحن وتكتب برجلك؟".

 

لا يكتفي سامح بحفظه للقرآن ولكن أصحاب الهمم دائمًا تطلعاتهم وآمالهم أكثر من ذلك بكثير؛ فتمنى أنه يحصل على أعلى الدرجات في الكلية وبترتيب على طلاب دفعته وحلمه يصبح معيدًا.

 

وفي نهاية حديثه، قدم رسالة لذوي الاحتياجات والإعاقة وأي إنسان مهموم بأن يعتمد على الله -عز وجل- والاستعانة بالله، موضحًا ذلك بقول الله تعالى "وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ " الآية ٣ من سورة الطلاق.