أجمع أساتذة علم
الاجتماع أن الحالة الاقتصادية لم تعد السبب الرئيس في ارتفاع نسبة الطلاق بالمجتمع
المصري، لافتين إلى أن أسباب ارتفاع الظاهرة يرجع إلى حدوث أزمة فى القيم داخل
المجتمع أثرت على تماسك الأسرة فتحول الطلاق إلى حل سريع .
وأكد الخبراء أن
البرامج والدراما التى تخاطب الأسرة تحتاج إلى إعادة نظر، ويجب أن تحث على التعاون
بين أفراد الأسرة، فسابقا كانت البرامج التى تخاطب المرأة والأسرة تهتم بتوجيه الأسرة نحو القيم المجتمعية
أزمة القيم:
أكدت الدكتورة
سامية خضر أستاذ علم الاجتماع أن من أهم أسباب تفاقم ظاهرة الطلاق فى المجتمع
المصرى هو أزمة القيم، لافتة إلى أن الكثيرين يرون أن الزواج ليس لبناء الأسرة، أو
تكوين نواة للمجتمع من خلال التعاون.
وأضافت خضر أن
تفسخ الأسرة هى النتيجة الأسرع للطلاق، قائلة: الأسرة هى النواة الأولى للمجتمع
ونحن كمجتمع فى مفترق صعب لأنه من المفترض أن تكون الأسرة بشكل أو بآخر انعكاس على
المجتمع.
وأوضحت أستاذ
علم الاجتماع أن السبب الرئيسى لارتفاع نسبة الطلاق فى المجتمع ليس العامل
الاقتصادى فقط، ولكن يرجع الى عدة عوامل أخرى أهمها غياب القيم والمفاهيم السليمة
وأساليب التنشئة وقوة التحمل وأنانية الطرفين وعدم تحمل المسئولية، حيث باتت
المعارك والندية وعدم الرغبة فى التفاهم هى لغة الحوار السائدة الآن فى الأسرة،
فتحولت لغة الحوار إلى حلبة للمصارعة يدفع ثمنها الاطفال.
وأشارت الخبيرة
الاجتماعية إلى أن البرامج والدراما التى تخاطب الأسرة تحتاج إلى إعادة نظر، فيجب
أن تحث على التعاون بين أفراد الأسرة، كانت البرامج التى تخاطب المرأة والأسرة
"تعليمية"، توجه الأسرة نحو القيم المجتمعية مشددة على أننا فى حاجة
الآن إلى أن نقوم بتعليم الأم والأب مفهوم الأسرة وأهمية الترابط الأسرى.
اختلاف معايير
اختيار شريك الحياة
أكدت الدكتورة
إنشاد عز الدين أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية، أن ارتفاع معدلات الطلاق يرجع
فى المقام الأول إلى سوء اختيار شريك الحياة، لافتة إلى أن معايير الاختيار لم تعد قائمة على أساس سليم، وبات أغلبها الآن قائمًا
على المظهر والمصالح.
وأضافت إلى أن
تمكين المرأة واستقلالها المادى يلعب دورًا فى ارتفاع معدلات الطلاق، إذ جعل
للمرأة استقلالية أكثر، ولا تتحمل ظروف الحياة، وأصبح من السهل أن تحصل على الطلاق
السريع.
وأوضحت الأستاذ
بجامعة المنوفية إن التسهيلات الكبيرة الميسرة التى يقوم بها الأهل جعل من الزوجين
غير قادرين على تحمل المسئولية، فلم يعد هناك أى اعتبارات أمام الزوجين، ما سهل
القرار، وكذلك المكتسبات التى أعطاها القانون للمرأة أمدتها بالقوة والاستقلالية
أكثر.
وأشارت إنشاد عز
الدين إلى أن شكل المطلقة فى المجتمع لم يعد كما كان، فالمرأة المعيلة تكفلها
الدولة ماديا، وبالتالى لم يعد هناك ما يدعو المرأة لتتحمل ظروف الحياة ومشاكلها.