الأحد 16 يونيو 2024

روشتة نفسية لتقليل فرص الطلاق.. خبراء: الاختيار الجيد والتوافق وعدم تدخل الأسر عوامل أساسية.. ونحتاج برنامجًا قوميًا لتأهيل المقبلين على الزواج

تحقيقات3-12-2020 | 19:14

قدم خبراء علم نفس عدة نصائح وروشتة لتقليل فرص الطلاق، وخاصة بعد ارتفاع نسبته في المجتمع المصري خلال الآونة الأخيرة، وعلى رأس هذه النصائح إعداد برنامج قومي لتأهيل المقبلين على الزواج ودورات تدريبية لهم للوعي بمعنى الحياة الزوجية وتحدياتها وكيفية مواجهتها، وكذلك مراعاة الاختيار الجيد والتوافق بين الزوجين وعدم تدخل الأسر بشكل سافر في شئون الزوجين.


وفي تقرير له مؤخرا، أكد الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أنه بلغت عدد إشهادات الطلاق 225929 إشهاداُ عام 2019 مقابل 211554 إشهادا عام 2018 بنسبة زيادة قدرها 6.8٪، ووصل عدد إشهادات الطلاق فى الحضر 121552 إشهاداً عام 2019 تمثل53.8٪ من جملة الإشهادات مقابل 121714 إشهادا عام 2018 بنسبة انخفاض قدرها 0.1٪.


كما بلغ عدد إشهادات الطلاق فى الريف 104377 إشهاداً عام 2019 تمثل 46.2٪ من جملة الإشهادات مقابل89840 إشهاداً عام 2018 بنسبة زيادة قدرها 16.2 ٪.


وبالنسبة للمطلقين، سجلت أعلى نسبة طلاق فى الفئة العمرية (من 30 إلى أقل من 35 سنة) حيث بلغ عدد الإشهادات بها 46094 إشهاداً بنسبة 20,4٪، بينما سجلت أقل نسبة طلاق في الفئة العمرية (من 18 إلى أقل من 20 سنة) حيث بلغ عدد الإشهادات بها 441 إشهاداً بنسبة 0,2 ٪ من جملة الإشهادات.


 وبالنسبة للمطلقات، سجلت أعلى نسبة طلاق فى الفئة العمرية (من 30 إلى أقل من 35 سنة) حيث بلغ عدد الإشهادات بها 41389 إشهاداً بنسبة 18.3 ٪، بينما سجلت أقل نسبة طلاق فى الفئة العمرية (65 سنة فأكثر) حيث بلغ عدد الإشهادات بها 1415 إشهاداً بنسبة 0,6٪ من جملة الإشهادات.


برنامج قومي للمقبلين على الزواج


وفي هذا السياق، قال الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، إن نسبة الطلاق شهدت ارتفاعات العام الماضي مقارنة بعام 2018، بنسبة تقدر بـ6.8% وفقا لبيانات جهاز التعبئة العامة والإحصاء، وهو أمر يعود إلى عدة أسباب أبرزها العوامل الاقتصادية التي تشكل ضغطا كبيرا على المتزوجين مما يؤدي إلى مشاكل كبيرة بينهما.


وأوضح "المهدي" في تصريحات خاصة لبوابة "الهلال اليوم"، أن السبب الثاني هو تغير طبيعة الشباب والفتيات، حيث أصبحت العلاقة تتسم بالندية والتنافسية، فبعد الزواج يتصور الشاب أن تكون زوجته مطيعة وتوافقه بشكل دائم كوالدته وجدته، لكن الفتيات في المقابل أصبحت أكثر استقلالا وترغب في إثبات ذاتها وكيانها الخاص، لذلك يتصادم الطرفان بشكل دائم، مما يؤدي لصعوبة الحياة بينهما وغياب إمكانية التفاهم والوصول لحل وسط.


وأكد خبير الطب النفسي أن عدم فهم المقبلين على الزواج للمعنى الحقيقي للزواج وأهدافه وماهيته، ومع أي خلاف قد يطرأ يقرروا إنهاء العلاقة، وكانت قديما نسبة الطلاق أعلى في السنة الأولى للزواج، لكنهم حاليا أصبحوا لا يصلون حتى الست أشهر الأولى من الزواج، مضيفا أن من بين أسباب الطلاق أيضا أن الفتاة تجد زوجها غير قادر على تحمل المسئولية سواء من الناحية المادية أو الاجتماعية والمعنوية، حيث تتدخل أسرته في شئون حياتهما وقد يكونوا هم من ينفقون عليهما، ما يجعل الأسرة الكبيرة أكثر تدخلا في حياة الزوجين.


وأشار إلى أن هذا السبب يفقد الزوجين قدرتهما على إدارة حياتهما بشكل شخصي ويظلا تحت سيطرة الأسرة الكبيرة، موضحا أن مشكلات العلاقات الجنسية بين الزوجين هي أيضا أحد الأسباب الخفية للطلاق، وذلك بسبب انتشار المواقع والمواد الإباحية، بما يؤثر بشكل كبير على العلاقة بين الزوجين وهو مؤثر خفي يظهر صداه بوضوح في العيادات النفسية.


وشدد "المهدي" على ضرورة عمل دورات مكثفة للمقبلين على الزواج، وهو أمر أجري بالفعل عبر برامج وأجندات تدريب لكنها لم تفعل بالشكل الصحيح، لأن المقبلين على الزواج لو كان لديهم وعي أكثر بطبيعة الزواج وأهميته والمشاكل التي قد تواجههم وكيفة يتعاملون معها ويحلونها ستتراجع النسبة بشكل كبير وسيصبحوا أكثر قدرة على التعامل مع هذه العوامل.


ولفت أستاذ الطب النفسي إلى أن دار الإفتاء أجرت من قبل دورات للمقبلين على الزواج، وكان هناك مقترحا بعمل هذا المشروع تبعا للأمانة العامة للصحة النفسية وإصدار قانون من مجلس النواب بعدم عقد قران إلا للحاصلين على شهادة إتمام دورة التوعية للمقبلين على الزواج، مشيرا إلى أن ماليزيا بعد ارتفاع نسبة الزواج لـ32%، نفذت دورة لمدة 6 أشهر للمقبلين على الزواج وساهمت في تراجع النسبة بالفعل إلى 8%.


وأكد أهمية أن ينفذ مشروعا قوميا على المستوى العام تحت إشراف خبراء في علم النفس والاجتماع والعلوم الدينية لتأهيل المقبلين على الزاوج.



روشتة نفسية لتقليل فرص الطلاق


ومن جانبها، قالت الدكتورة هبه عيسوي، أستاذ الطب النفسي بكلية الطب بجامعة عين شمس، إن ارتفاع نسبة الطلاق في عام 2019 مقارنة بعام 2018 بنسبة 6.8% تقريبا يرجع إلى عدة عوامل، مضيفة أنه لا يمكن اعتبار العوامل الاقتصادية سببا أساسيا يمكن التعويل عليه في ارتفاع نسبة الطلاق؛ لأنه لا يوجد تغيرات جوهرية فيها خلال هذين العامين يمكن اعتبارها سببا في هذه النسبة.


وأوضحت في تصريحات خاصة لبوابة "الهلال اليوم"، أن خوف الفتيات من العنوسة يعززه ضغوط الأسرة والمجتمع على الفتاة مما يجعلها تقوم باختيارات غير صحيحة، لا تقوم على التكافؤ والكرامة والاحترامة بين الطرفين، مما يجعلها تتزوج لمجرد فكرة الزاوج والهرب من شبح العنوسة، سواء كان مصير هذه الزواج الطلاق أو الاستمرار، حيث أصبحن يقبلن كونهن مطلقات أكثر من كونهن لم يتزوجن بعد.


وأضافت أستاذ الطب النفسي أن الفتيات والشباب أصبحوا يتفننون في إخفاء الوجه الحقيقي لشخصياتهم وارتداء أقنعة تخفي عيوبهم، وكذلك التواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من التواصل المباشر مما يخفي جانبا كبيرا من الشخصية وردود الأفعال الحقيقة في كافة المواقف، ثم تظهر الحقائق بعد الزواج فيصدم كل منهما في الآخر.


وأشارت إلى أن التدخل السافر للأسر من ضمن أسباب زيادة الطلاق، فأصبح هناك دورا آخر للحموات غير ظاهر، تحت شعار تقديم النصائح للابن أو الابنة مما يسهم في تجديد الخلافات رغم انتهاء المواقف، مؤكدة أن هناك عاملاً شائكًا وهو الرضا الجنسي، فبعد تأخر سن الزواج إلى أكثر من 30 عاما زاد استخدام العادة السرية مما أدى لمشكلات كثيرة بين الزوجين.


وأكدت أن تقليل فرص الطلاق يحتاج أولا إلى الاختيار الجيد والتوافق والتكافؤ بين الطرفين في وجهات النظر والهوايات والمستوى الاجتماعي وكذلك مراعاة الاحترام في العلاقة بين الزوجين، مضيفا أنه يجب أن الشخص يطبق مبدأ "كن أنت"، فيعيش بطبيعته دون تزييف أو إخفاء لحقيقته ولا يكون ما يتمناه الطرف الآخر فقط ولكن يكن كما هو بعيوبه ومميزاته.


وشددت على أن الفتاة يجب ألا تختار شريك حياتها وفقا لغناه المادي ووسامته؛ لأن هذين العاملين ليسا من أولويات الاختيار، موضحة أنه يجب على الأسر ألا تتدخل في تفاصيل حياة أولادهما.