الإثنين 13 مايو 2024

أحمد سليمان لـ«الهلال اليوم»: الموسيقى العربية ترتقي بالذوق العام.. وغياب المهرجانات الفنية أزمة

فن3-12-2020 | 20:04

كنت أجلس كعادتي في الكراسي الأمامية لمسرح قصر ثقافة الفيوم أرهف السمع للمطرب، الذي وقف ممسكاً بيمكرفون فرقته القومية للموسيقى العربية مستمعاً لبداية لحن أغنيته الذي سيشدوها، ثم أنطلق وكأنه ينقلنا جميعاً لتلك الحالة العاطفية ويتلاعب بأمزجتنا حين يغني رائعة محمد عبد الوهاب "أمتا الزمان يسمح يا جميل وأسهر معاك على شط النيل"، فيتفاعل معه الحضور بالتصفيق أو الكلمات المعبرة عن حالتهم المزاجية وقتها، ربما منذ وقتها من سبع سنوات لم أفوت لصديقي حفلة أو أغنية لإنه يستطيع وبشدة أن يحسن من المزاج السيئ بصوته الرقيق والقوي في ذات الوقت وابتسامته التي تأبى أن تفارقه حتى ينُهي تحية الجمهور.

أحمد علي سليمان مطرب شاب بالفرقة القومية للموسيقى العربية بقصر ثقافة الفيوم منذ حوالي 12 عاماً وقد شارك في كل حفلات الفرقة كذلك شارك في العديد من الأعمال الغنائية الخاصة بالعروض المسرحية في الفيوم وبني سويف والقاهرة وغيرهم من المحافظات، لهذا هاتفته للحديث معه،  كشاب في الموسيقى العربية وعن القضايا المتعلقة بالفرق الغنائية القومية كما يراها من وجهة نظره. 

أبتسم المُطرب الشاب حين سألته عن بدايته في الفرقة القومية للموسيقى العربية، ليأخذ نفس عميق ويجيب "بدأت في كورال جامعة القاهرة ثم مراكز الفنون بوزارة الشباب ثم الفرقه القومية للموسيقى العربية بالفيوم ومن أهم أعمالي مسابقة محمد عبدالوهاب عام  2008 وحفلة شباب الأوبرا عام 2003 ومهرجان الموسيقى العربية عام 2014 بعنوان رياض القصبحي، ثم يستكمل حديثه بشرح أكثر، التحقت بالفرقة القومية للموسيقى العربية عام 2008، وكان انضمامي للفرقة بعد انتهاء دراستي الجامعية، لأنه لم يكن أمامي أي مجال لممارسة النشاط سوى الفرقة أو مراكز الفنون التابعة للشباب والرياضة وكان وقت انضمامي للفرقة المايسترو سامي البابلي في آخر أيامه وكان من أنجح قادة الفرق على مستوى مصر وقتها. 

وبسؤالي عن العوائق التي واجهها كونه مطرب شاب في الفرقة القومية للموسيقى العربية أجاب، من أكبر العوائق  فترة حريق قصر ثقافة بني سويف وضعف استمرارية النشاط في ذلك الوقت ووظروف تأمين المواقع الثقافية في فترة مابعد الحداد على شهدائنا في المسرح ومنهم أصدقائنا وأساتذتنا، كذلك من العوائق أيضًا فترة الدراسة وعدم وجود كشافين عن المواهب الفنية بالمدارس بشكل كبير. 

وعن دور الفرق القومية للموسيقى العربية على مستوى قصور الثقافة بمصر قال المطرب، "دور الموسيقى العربية هام وفعال فالموسيقي هي اللون الأقرب لغالبية عموم الشعب المصري رغم موجات الأغاني الغريبة الا أنه شعب ذواق، تربى على عمالقة الغناء بالوطن العربي، ولكن توقف مهرجانات الموسيقى لفرق الهيئة العامة لقصور الثقافة وغياب التنافسيه منذ 2015 واقتصار أنشطة القصور على مجالات أدى الى انكماش دور الفرق في التبادل الثقافي بين المحافظات والألوان المختلفة للغناء. 

وحين كنت أستمع إليه، بادرني سؤال فجأة وهو على الرغم من كل المحاولات التي يقوم بها كل أعضاء الفرق الغنائية القومية، لماذا لا يحصلوا على الشهرة الجماهيرية؟ وقتها تجهم وجه صديقى المغني للحظات ثم قال "العوائق أمام تحقيق الشهرة هي الإنتاج في ظل وجود منتديات وعدم إحترام الملكية الفكرية وخسارة كثير من المنتجين بالقطاع الخاص في شتى ألوان الفنون بالإضافة إلى تطور أساليب النشر والدعاية الفنية. 

وعن وجهة نظرة في إمكانية أن ترفع الفرق الغنائية للموسيقى العربية الذوق السماعي لدى الجمهور، أجاب بصوت يملأه الفخر، "تسطيع الفرق حقيقة الإرتقاء بالذوق العام لدى جمهور المستمعين ومد جسور للتذوق الفني لديهم فإيقاع الحياة السريع منح أغاني المهرجانات طريقاً لأذان الشباب إلا أنه لا يوجد إنسان لا يحتاج للحظة هدوء واستجمام ولن يجدها إلا في أجواء نغمات الفن الراقي مع صوت ثومة أو ألحان السنباطي وإحساس حليم أو رقة شادية أو بهجة أغاني وردة ويمكن تحقيق هذا الهدف من خلال عملية تبادل فني بين محافظات الشمال والجنوب والبيئة البدوية بالواحات وسيناء وفلكلور النوبة لإثراء الحياة الفنية لهذه المجتمعات وهذا صميم أهداف وزارة الثقافة". 

وعن مدى دعم الإعلام للفرق الغنائية القومية بقصور الثقافة قال، "غاب دور الإعلام قليلاً في دعم الفرق الغنائية بقصور الثقافه خاصة وبشكل عام يتمثل في غياب برامج تلفزيونية لقطاع الإنتاج بماسبيرو كبرنامج الراحلة رتيبه الحفني أو الإذاعة كبرنامج العبقري عمار الشرييعي "غواص في بحر النغم"، وبعض البرامج للقنوات الخاصه  كقناة فن وقناة طرب بأحد الشبكات الفضائية العربية، كذلك قلة تنظيم المؤسسات الثقافية  لمهرجان الموسيقى العربية بقصور الثقافة على الرغم من دعمهم للمسرح ورفع ميزانية الفرق سنوياً فلم يغب مهرجان الفرق المسرحية سواء للأقاليم أو المهرجان الختامي للقوميات أو فرق القصور أو البيوت. 

سألته، كيف ترى إقبال الجمهور على حفلات الفرق القومية للموسيقى العربية؟، أجابني، "إقبال الجمهور رائع إذا توفر المناخ المناسب والخاص بهذه الحفلات وتنظيم جيد يحترم نوعية مثل هذه الفنون ويتم تقديمه بشكل يليق بالمستمع نفسه خاصة أن الدور المجتمعي لهذه الفرق إنها تقدم فن بلا مقابل فهو دور ثقافي بالمقام الأول، وأقترح لجذب أكبر للجمهور أن تقوم هذه الفرق الثقافية بتقديم أعمال تعمق مفاهيم وحدة الشعب المصري وتاريخه عبر السنين وعلاقته بالأشقاء العرب عن طريق تنظيم احتفالات في المناسبات الوطنية لكل دولة شقيقه. 

وعن ترويج أعمال الشباب بالفرق الغنائية على السوشيال ميديا أوضح سليمان، "مساحة ترويج الأغنيات على السوشيال أصبحت المتنفس الأقرب للشباب نظراً لسرعة تداول المحتوى الفني بشكل أسرع لدى أوساط المتلقي أيضاً لانخفاض تكلفة التسويق بالإعلانات الممولة أو حتى نجاح الأغنية بعد قبولها لدى جمهور السوشيال ميديا وعملية الشير على نطاق واسع وفي وقت قصير". 

وبسؤاله عن أزمة الفرق القومية الغنائية من وجهة نظرة وما يقترحه للخروج من تلك الأزمة قال، "أزمة الفرق الغنائية تقريبًا هي غياب منافسات مهرجان الموسيقي العربية منذ آخر مسابقة في 2014 لأسباب إدارية وبعضها خاص بميزانية هذه المهرجات والخاصة بموازنة إدارة الموسيقي بالهيئات التابعة لوزارة الثقافة وأقترح لدعم هذه الفرق إعطائها مساحة من تقنين عمل رعاة، لمثل هذه الفرق بما لا يخل بالدور الأساسي لخطة عمل ومنهج هذه الفرق ليعود بالايجاب على الفرق والراعي المستفيد من تقديم مواهب جديده على غرار برامج المواهب بالقنوات الفضائية".

    Dr.Radwa
    Egypt Air