السبت 18 مايو 2024

أثري يعرض المعالم الأثرية لطريق التقديس من أبو مينا لدير سانت كاترين

29-4-2017 | 12:02

  أ ش أ

 انطلقت اليوم فعاليات الاحتفالية العلمية بكنيسة السيدة العذراء الأثرية بباب الشعرية والتي نظمتها جمعية محبى التراث القبطي برئاسة سامى متري بالتعاون مع نيافة الأنبا روفائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة ووزارتى الآثار و السياحة وذلك فى ضوء زيارة بابا الفاتيكان، البابا فرانسيس إلى مصر.


وشهد الاحتفال الدكتورة شروق عاشور المقرر العام للاحتفالية والسعيد حلمى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة الآثار والدكتور محمد عبد اللطيف أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بكلية السياحة والفنادق بجامعة المنصورة ورئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية السابق ، ولفيف من الخبراء والمتخصصين.


وفى محاضرته ، عرض الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى بوزارة الآثار المعالم الأثرية بمحطات طريق التقديس المسيحى منذ القرن الرابع الميلادى من أوروبا عبر الإسكندرية ومنها لنهر النيل لتعبر بعدها بريًا إلى سيناء ومنها إلى القدس.


وأكد أن منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية كشفت منذ استرداد سيناء عن معالم أقدم رحلة مقدسة للمسيحيين من أوروبا إلى القدس عبر سيناء وحددت محطات هذه الرحلة المقدسة بطول 575كم عبر شرق وغرب سيناء وهى أقدم رحلة مقدسة للمسيحيين منذ القرن الرابع الميلادى مع اعتبار أن رحلة العائلة المقدسة هى رحلة خاصة بالعائلة المقدسة نفسها، أما رحلة المسيحيين للقدس فهى لزيارة مهد السيد المسيح بالقدس والتبرك بالمواقع التى عبرتها العائلة المقدسة والمواقع الخاصة برحلة نبى الله موسى بسيناء والجبل المقدس وشجرة العليقة المقدسة بسيناء.


وقال إن أول رحلة بطريق الرحلة المقدسة بسيناء عبرتها الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين عام 336م وزارت منطقة جبل موسى وشاهدت هناك مجتمعات رهبانية فأسست لهم كنيسة بجوار شجرة العليقة الملتهبة تسمى كنيسة العذراء وكذلك برجين محصنين وبين أعوام 381 – 384م زارت الراهبة إجيريا أو اثيرى القدس وجبل سيناء وهى راهبة جاءت من أوروبا ووصفت الحياة الرهبانية حول الجبل المقدس ووصفت عدة قلايا وكنائس هناك ، والأنشطة الزراعية للرهبان.


وأضاف انه بين أعوام 385 – 388م قامت القديسة سلفيا (وهى من بلد أوروبى ربما تكون أسبانيا ) برحلتها لجبل سيناء والقدس ووصفت المنظر حول الجبل المقدس قبل بناء الدير وقد تجمع الرهبان حول بئر موسى ، مؤكدا أن المقدّسين المسيحيين تدفقوا على سيناء آمنين مطمئنين عبر كل العصور التى مرت عليها منذ القرن الرابع الميلادى وحتى نهاية أسرة محمد على.


وتابع قائلا إن المقدس بوستوميان ، وهو من أهالى ناريون بجنوب فرنسا ، قد جاء إلى مصر عام 400م بعد أن عبر البحر المتوسط فى أربعين يومًا إلى الإسكندرية ثم توجه للقدس عن طريق سيناء وكان معه عدة مرافقين ، ووصف رحلته عبر سيناء ، كما زار الراهب نيلوس سيناء عام 395م وكان محافظاً للقسطنطينية وترك عائلته وبلاده ليحيا حياة الرهبنة بجبل سيناء وأقام هناك قرب مغارة إيليا النبى إلى أن مات عام 411م.


وأشار ريحان الى أن المقدسين المسيحيين توافدوا على سيناء بعد الفتح الإسلامى لمصر من كل بقاع العالم لزيارة الأماكن المقدسة بسيناء وهم آمنين مطمئنين فى ظل التسامح الاسلامى التى سارت عليه الحكومات الإسلامية ، موضحا انه زار سيناء عددًا من المسيحيين لا يمكن حصرهم وكثير منهم كانوا من شخصيات ورتب عالية ومن بين هذه الرحلات رحلة أنطونيوس الذى جاء من القاهرة لسيناء ومعه سبعة أوربيون عام 1331م وتوجه للقدس عن طريق غزة.


وعن معالم الطريق ، أوضح الدكتور ريحان أن هناك طريقين مشهورين للرحلة المقدسة إلى القدس طريق شرقى وطريق غربى الطريق الشرقى هو للقادمين من القدس إلى جبل سيناء ويبدأ من القدس إلى أيلة (العقبة حاليًا) إلى النقب ثم وادى الحسى إلى وادى وتير ثم يسير الطريق فى وادى غزالة إلى عين حضرة ثم وادى حجاج وبه تلال من حجر رملى بها كتابات للمقدسين المسيحيين حتى يدخل سفح جبل سيناء.


وأضاف أن طول هذا الطريق 200كم من أيلة إلى الجبل المقدس (منطقة سانت كاترين حاليًا) ، لافتا الى ان الطريق الغربى يبدأ من القدس عبر شمال سيناء وشرق خليج السويس إلى جبل سيناء وطوله من القدس إلى القلزم (السويس) 245كم ومن القلزم حتى جبل سيناء 130كم فيكون الطريق من القدس إلى جبل سيناء 375كم ويكون إجمالى الطريقين الشرقى والغربى 575كم.


وطالب ريحان بإحياء هذا الطريق الذى سيكون له مردود سريع فى كل أوروبا يساهم فى تنشيط السياحة بسيناء بعمل إنشاءات سياحية جديدة فى محطات هذا الطريق مستوحاة من العمارة البيزنطية خاصة وأن خامات البناء متوفرة بسيناء من أحجار جرانيتية ورملية وجيرية والرخام متوفر فى مصر، وعمل منتجات خاصة مرتبطة بهذا الطريق ولها أصول تاريخية وتمثل قيمة دينية لرواد هذا الطريق مثل قنانى الحجاج أو قنانى القديس مينا الذى كان يملؤها المقدسين المسيحيين من عين ماء قرب دير أبو مينا بالإسكندرية للتبرك بها والاعتقاد بأنها تشفى من أمراض العيون.


واقترح تنفيذ مشروع للصوت والضوء بالوادى المقدس يحكى قصة التسامح على أرض الفيروز ، ومشروع شبكة تيليفريك تربط جبال الوادى المقدس بعضها البعض وتيسر على كل الرواد مشقة الصعود لجبل موسى 2242م فوق مستوى سطح البحر وجبل سانت كاترين 2246م.

    الاكثر قراءة