في لقاء نظّمته السفارة الأمريكية بالقاهرة عبر تقنية التواجد الافتراضي، شاركت فيه "الهلال اليوم"، تحدث الكاتب والمُخرج وصانع الأفلام البيروفي خافيير فوينتيس ليون، عن كيفية إعداد الكُتّاب والمنتجين والمخرجين مشروعات أفلامهم من أجل الحصول على التمويل اللازم لتنفيذها.

وقال فوينتيس ليون، الذي يُشارك في قيادة ورشة عمل افتراضية، عبر مؤسسة Film Independent، والسفارة الأمريكية بالقاهرة، تستمر لسبعة أيام، ضمن فعاليات "أيام القاهرة لصناعة السينما"، البرنامج المهني لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي تستمر فعالياته في الفترة من 2 وحتى 10 ديسمبر الجاري، إن الورشة لمساعدة المنتجين العرب على فهم استراتيجيات تمويل الأفلام المستقلة للولايات المتحدة وتسهيل جلسات محاكاة لعرض فرص الإنتاج المشترك الإقليمية والدولية.

يُضيف المخرج، الذي يستقر حاليًا في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة، أن  أكثر الأسئلة صعوبة التي يواجهها المتقدم للحصول على تمويل لفيلمه هي معرفة ما يرغب فيه الممولين لكي ينجح في الحصول على دعمهم، أو ما السمات التي تجعل الفيلم عالميًا "لكن الأهم هو كيفية تقديم كل شيء عن المحتوى الذي تسعى للحصول على تمويل له في عشر دقائق وهو فن في حد ذاته، ثم هناك فن آخر هو كيفية بيع هذه الفكرة إلى الممول". وأضاف أن صانع الفيلم كي يستطيع تسويق المشروع، يجب أن يكون شغوفًا به، ويستطيع نقل هذا الشغف إلى الممولين "فمن يرغبون في استثمار أموالهم يتطلعون لمعرفة إلى أي مدى ستُقاتل لتحقيق هدفك والحصول على المال لتنفيذ فيلمك. الحماس والشغف هو شيء مُعدي، ويجب عليك نقل عدوى الشغف إليهم".

حصد فوينتيس ليون فيلمه الطويل الأولContracorriente Undertow، الذي عُرِض لأول مرة في مهرجان سان سيباستيان السينمائي عام 2009، أكثر من 50 جائزة دولية، بما في ذلك جائزة الجمهور من مهرجان صندانس السينمائي 2010. كان هذا ما مهّد الطريق لـ بيرو لتخطو إلى جوائز الأوسكار في عام 2011. أعقب هذا بتقديم فيلم الإثارة النفسي The Vanished Elephant، والذي عُرض لأول مرة في مهرجان تورنتو السينمائي عام 2014 وأعقبته عروض دولية مرموقة في مهرجانات قرطاجنة، ولوس أنجلوس.

يُتابع: "على ممول أشبه بالعثور على زوجة، كلاهما سوف يقضي معك وقتًا طويلًا تحاولان فيه تحقيق نجاح، الأفلام تستغرق وقتًا طويلًا، هذه نقطة أخرى يهتم بها ممولي الأفلام. يتساءلون: هل يُعجبني هذا الشخص؟ هل يُمكننا التواصل جيدًا؟ لأن الأمر يعتمد على تبادل الثقة. هذا صعب لأن يجب اكتشافه خلال وقت قصير"، مُشيرًا إلى أن الفيلم يستغرق ما بين عامين إلى خمسة أعوام، تبدأ منذ البحث عن تمويل للفكرة وحتى الانتهاء منه، ثم إرساله إلى مهرجانات كبرى وبعدها العرض للجمهور.

شارك فوينتيس ليون في مسلسلات Netflix الأصلية ككاتب ومخرج رئيسي للموسم الأول من Distrito Salvaje Wild District، الذي تم تصويره بالكامل في كولومبيا عام 2018. ثم أحدث أفلامه الطويلة The Best Families الذي كتبه وأخرجه أواخر عام 2018. وتحت اسم Left Avenue Joiners، سجّل ألبومه الأول من أغاني موسيقى الروك المستقلة الأصلية Altivo Way ، والذي صدر في أوائل العام الجاري. وقام بتطوير المسلسل التلفزيوني Prophet ، والذي يتناول قصة حب خيالية، وقد كتب لها أيضًا الموسيقى. أمّا أحدث أعماله، التحضير لمسلسل قصير عن قصة حقيقية من ست حلقات، عن مأزق غير اعتيادي يواجه ألمع لاعب كرة قدم في بيرو، قبل ستة أشهر فقط من بطولة كأس العالم في روسيا 2018، والتي طال انتظارها بعد ستة وثلاثين عامًا.

ينصح الكاتب والمخرج الكبير من يرغب في عمل قصة تصلح لجمهور ضخم ومتنوع أن "يكتب ما يريد أن يكتبه، وليس أن يكتشف ما الذي يرغبون فيه" بعبارة أبسط يقول: "لا تقول إنهم في Netflix يهتمون بقصص الرعب والخيال العلمي، لذلك سوف أصنع مسلسل مصري بهذا الشكل لأنني سأستطيع بيعه؛ ربما تكون محظوظًا وتنجح في بيعه حقًا، لكن هذا لن يستمر لوقت طويل. عن نفسي استغرقت ثماني سنوات حتى استطعت الحصول على تمويل لفيلمي الأول. كنت أرسلته لشركات الإنتاج هنا في لوس أنجلوس، ورد بعضهم بأن القصة تروقه حقًا، ولكن هل يُمكن أن تدور في أمريكا، أو -على الأقل- هل يُمكن أن يقوم بالبطولة بينلوبي كروز أو خافيير بردام، وهما اثنان من أشهر من مثلوا بالإسبانية هُنا؛ لكن في الحقيقة لم أستطع قبول كليهما كاثنان في قرية تقات على الصيد في بيرو، لم أر بينلوبي كروز وهي زوجة صياد في تلك القرية الفقيرة، لم أصدق هذا، وإذا كنت لا أستطيع تصديقه فلا يُمكنني أن أجعلك كمشاهد أن تصدقه".

يُتابع: "جزء من الورشة التي أقدمها بالاشتراك مع المنتجة كيلي توماس هو أن يتعلم المشاركون إزالة هذا التوتر والحديث بهدوء، والتركيز على النقاط التي يجب توضيحها خلال تقديمهم لعروضهم، ومن الذي سيتحدث، وكيف يتم التقديم إذا كان هناك أكثر من متحدث، مثل أن يكون هناك المنتج والمخرج أو المؤلف والمخرج، وتنظيم الحديث بينهما، وتحديد النقاط، وهي تقديم نفسك وفريقك والفكرة التي تعمل عليها، ولماذا اخترت القيام بهذا، ولماذا تعتقد أن الناس يجب أن يروا هذا الفيلم، وما الذي تريده من هذا الأمر؛ كذلك فإن المخرج يجب أن يتحدث عن رؤيته، وكيف يرى هذا الفيلم، وإذا ما كان قام باختيار بعض الممثلين، وهل هناك ممثل مشهور وافق على القيام بأحد الأدوار الرئيسية، أو أن هناك وجه جديد يتحمس له، كفتاة وجدها في قرية أو شيء كهذا، هنا يُمكن أن يعرض صورتها".

ولفت إلى أن المخرج أو الكاتب يجب أن يعرف جيدًا ما يبحث عنه "فقد تكون تبحث عن منتج مشارك يُساهم بجزء من التكلفة، أو آخر يقوم بتمويل العمل بالكامل. في هذه الدقائق العشرون فإن من على الطرف الآخر يجيب عن أسئلة أخرى لنفسه، مثل هل أحببت المشروع؟، وهل كنت متواصلًا مع القائم عليه؟، وهل يمكنني أن أعمل مع هؤلاء؟، وهل هم حقًا يعرفون ما الذي يقومون به؟. لذلك أنت تعرض مهاراتك كراوي في هذا العرض التقديمي. فأنت تروي ليس فقط قصة الفيلم، بل كذلك قصتك كصانع أفلام، وقصة هذا التعاون المزمع القيام به، هذا صعب لكنه ممكن بالتأكيد. إذا ما نجحت في هذا سوف تجد من يقول لك أريد ان أقرأ أو أريد أن أرى، أو تجد من يقول لك لا أستطيع القدوم للقاهرة لكن سأذهب إلى ألمانيا أو لبنان فهل يُمكننا اللقاء هناك. لن تجد أحد يقول لك لقد أحببت عملك، هذا هو المال. لن يحدث هذا".