الثلاثاء 18 يونيو 2024

صدر حديثًا عن الهيئة العامة للكتاب «قضايا المرأة المعاصرة بين النسوية وما بعدها»

فن5-12-2020 | 16:27

صدر حديثًا عن الهيئة العامة للكتاب، برئاسة الدكتور هيثم الحاج علي، كتاب" قضايا المرأة المعاصرة بين النسوية وما بعد النسوية" للدكتورة سامية قدرى، والذى تحاول فيه أن تقدم بعض قضايا المرأة المصرية من منظور نسوى، على أن يبدأ كل فصل بمقدمة نظرية لرؤية التيار النِسوى للقضية موضوع الدراسة.

 

 يتضمن هذا الكتاب ثمانى فصول، استطاعت من خلالها الكاتبة سبر أغوارها قضيتها الأساسية بكافة أنماطها المختلفة ، فترصد فى الباب الأول لمحة عن النِسوية ومدارسها والتطور الذى لحق بها، بدًء من الحركات النسائية العالمية التى ظهرت منذ أواخر القرن الثامن والتى بدأت الموجة الأولى منها بوحى من الثورة الفرنسية نتيجة لظهور كتاب"مارى ولستونكرافت" "الدفاع عن حقوق المرأة "عام 1792.

 

كما أن تضع تعريفًا موجزًا ومختصرًا لأهم مصطلحات النظرية النسوية مثل"النسوية الراديكالية"، "السلطة الأبوية"، كما أنها رصدت المناهج النسوية أو أدوات البحث النسوى التى ارتبطت بشكل وثيق بالحركات النسائية منذ نشأتها.

 

ترى"قدرى" أن مثلما نمت فى أوروبا حركة النقد الإجتماعى، كان هناك الأدب النسوى الذى ازدهر بفعل التأثير الهائل للإتجاه النسوى الذى ترك أثرًا كبيرًا على الدراسات الأدبية والأكاديمية، ففى الفصل الثانى من الكتاب تتطرق لإهتمامات النقد الأدبى النسوى منذ ظهورها، ولعل قضية مقاومة السلطة الأبوية تمثل القضية الأولى للنقد النسوى، وذلك برغم تنوع القضايا الذى يتناولها هذا الإتجاه، كما يهتم هذا الإتجاه برصد الصورة التى تقدم بها المرأة من خلال الأعمال الأدبية التى كتبها الكُتاب الرجال الذى شاع فى بداية ظهور حركة النقد النسوى.

 

فى الفصل الثالث تحاول الكاتبة أن ترصد ماهية العلاقة بين النسوية والسينما والتى بدأت منذ مطلع سبعنيات القرن العشرين، وذلك بالموازة مع بداية ظهور الموجة الثانية للنسوية، وبالتحديد فى عام 1972 مع صدور المجلة الأمريكية "المرأة والسينما"، والذى دعا الكاتب فيها إلى مقاومة القهر الذى تتعرض له النساء، كما تتوسع فى حديثها عن المرأة وعلاقتها بصناعة السينما المصرية، والتى ارتبطت كل الطرفين منذ بدايات الحركات النسائية المصرية خاصة إثر دعوة قاسم أمين لتحرير المرأة، فقد حاولت فى خضم ذلك رصد صورة المرأة التى تعكسها الأفلام المصرية بكافة حقباتها المختلفة ومدارسها المتعددة .

 

تتحدث "قدرى" فى الفصل الرابع عن النسوية والجسد، فجسد المرأة حظى بإهتمام بالغ فى الفكر النسوى الغربىوذلك إثر الأطروحات التى قدمها "ميشيل فوكو" فى كتابه "تاريخ الجنسانية"الذى تم إصداره فى 1981 ،والذى عالج فيه علاقة الجسد بالعقل، والتنظيم العقلانى فى الحضارة الغربية، فقد تأثرت النسوية بأفكاره وخاصة بعد إعلان إعتراضه على الثنائية التقليدية التى تجعل من الجسد نابعًا للعقل، وتطرح الكاتبة فى ضوء قضيتها الحديث عن العولمة وأدواتها وأنماطها المستجدة  بإعتبارها إحدى إرهاصات وتداعيات تسليع جسد المرأة ، حيث خضع الجسد كموضوع إجتماعى ثقافى لتغير النظرة البحثية والتحليلية وذلك تبعًا للمتغيرات المؤثرة عليه.

 

تناقش "قدرى " فى الفصل الخامس عن النسوية والقانون حيث تقوم الدراسات النسوية للقانون على نقد الأسس الأبوية للقانون، وذلك بإعتبار أن النظام القانونى الذى من المفترض أن يقوم على الأفكار الليبرالية التى تعتم بالحقوق الفردية ويزعم بأنه محايد ويسعى إلى المساواة بين الجنسين، نراه فى الواقع يعكس تقاليد منحازة للرجل، كوضعه قيودًا على دحول النساء إلى المجال العام.

 

أما فى الفصل السادس تلاحظ الكاتبة أن النقد النسوى للتقاليد الدينية يتمحور حول ثلاث قضايا هم : تحدى الرؤية اللاهوتية للمرأة، وتحدى القوانين الدينية أو العادات التى تمنع المرأة من ممارسة الكهنوت، وأخيرًا الدعوة من أجل حصول المرأة على مكانة مهنية متميزة داخل الكنيسة.

 

عن النساء والتمكين فى الفصل السادس تسعى الكاتبة لرصد التحولات العالمية والمحلية التى انعكست على أدوات تمكين المرأة فى المجتمع كتوفير القروض الصغيرة كآلية لتمكين المرأة الفقيرة، كما حددت لمحة عامة حول جمعية نهوض وتنمية المرأة ، والتى تعد أول جمعية أهلية نسوية مصرية تعمل مع المرأة المعيلة فى المناطق العشوائية التى تأسست عام 1987 .

 

وأخيرًا تختتم الكاتبة كتابها بحديثها عن النسوية والعمل فى الفصل الأخير حيث ترى أن تلك المتطلبات السابقة إدراك النسويات لأهمية العمل بالنسبة إليهن، وبالنسبة إلى المجتمع التى يعشن فى إطارها، الأمر الذى دعا الداعيات للحركات النسائية التحررية العالمية والمحلية، للنضال من أجل الحصول على حق العمل كأحد الحقوق الأساسية للبشر والنساء على وجه التحديد.