دعا وزير الخارجيّة العراقي فؤاد حسين إلى المحافظة على الأمن الإقليميّ والدوليّ، وتحقيق مُتطلّباته، معتبرا أنّ سلامة الدول وأمن شُعُوبها يتطلَّب جُهُوداً جماعيَّة كبيرة تتشارك فيها الدول، وتتحمَّل فيها مسؤوليَّاتها والتزاماتها؛ لتنعم بأجواء التعايش السلميّ، والاستقرار الدائم.
وقال - في كلمة ألقاها في مُؤتمَر حوار المنامة أوردتها الوكالة الوطنية العراقية للأنباء اليوم السبت - "إنَّ التداخُلات والتشابُكات التي يشهدها عالمنا اليوم على صعيد علاقاته الدوليَّة لا تجعل أيّ دولة في مأمن ومعزل عن التحدِّيات والمشاكل التي تُواجهها دُولٌ أخرى سواءٌ أكانت قريبةً أم بعيدة".. مُعلّلاً بأنّ العامل الجغرافيّ لم يعُدْ حاجزاً منيعاً لدرءِ الأخطار والكوارث العابرة للحُدُود".
وشدّد الوزير العراقي على أنّ غياب آليّات حلِّ النزاعات في المنطقة جعلها من أكثر مناطق العالم توتُّراً وتأزُّماً، وخلَّفت أوضاعاً من عدم الاستقرار ترسَّخت آثارُها، مُتابعا: "ويأتي في مُقدِّمة تلك الأزمات هو القضيَّةِ الفلسطينيَّةِ، وحقِّ تقريرِّ المصيرِ للشعبِ الفلسطينيِّ على وفقِ إرادتِه، ورؤيةِ قيادتِه، والصراعاتِ في سوريّا وليبيا واليمن".
وأكد أنَّ إرساء دعائم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط لن يتحقَّق ما لم يتمَّ انتهاج سياسات ثابتة وواقعيَّة ودائمة لحلّ بُؤر الصراعات ونزع فتيل الأزمات في المِنطقة بالسُبُل السلميَّة.
وحول الوضع في العراق، أكّد الوزير فؤاد حسين أنّ حُكُومة بلاده تعمل على إعادة إعمار المُدُن المُحرّرة بعد أن تحرّرت من قبضة تنظيم داعش الإرهابيّ، وإعادة بسط سيطرة الدولة على جميع المناطق والمُدُن التي استباحها هذا التنظيم الإرهابيّ، وإعادة المُهجَّرين والنازحين إلى مناطق سُكناهم، وتوفير مُستلزمات العيش لهم بما يخفِّف المُعاناة الإنسانيَّة الكبيرة.
ولفت إلى التحدّيات الصحّية المتمثلة بتفشّي جائحة كورونا، وتداعياته الاقتصاديّة والصعوبة التي تواجهها المُؤسَّسات الصحِّية العراقيَّة خاصة فيماي يتعلق باستيعاب أعداد الإصابات المُتزايدة.
ونوه إلى سعي الحُكُومة العراقيَّة نحو فرض هيبة الدولة وسلطة القانون، واستكمال مُتطلَّبات إجراء انتخابات حُرَّة ونزيهة في العام المُقبل، والاستجابة للمطالب الشعبيَّة التي عبَّرت عنها التظاهرات، وتجنيب العراق أن يكون ساحة للصراعات أو مُنطلَقاً للاعتداء على دول الجوار.