يرى من يتأمل لوحات الفنان تيسير حامد أن أعماله ذات تأثر شديد بذلك النسيج المكثف للثقافة والفلكلور المصري، ويتخذها كمكون للوحاته،
مستخدمًا خامات متعددة ومتنوعة لإظهارها، منها الألوان الزيتية، والمائية، وحتى الأكريليك
أحيانًا على سطح القماش أو الورق.
وتخرج تيسير حامد من كلية الفنون التطبيقية
عام 1978، وشارك فى العديد من المعارض الجماعية والفردية
في مصر وخارجها منها المعرض القومى العام للفنون التشكيلية فى دورتيه 31 و34، ومعرض أبيض وأسود
بدار الأوبرا المصرية، وأقام معرضًا خاصًا بمتحف سعد الخادم، وعفت ناجي وآخرين فى قاعة الباب بدار الأوبرا المصرية، وهكذا فى كلية الفنون التطبيقية.
وحصل تيسير حامد على جائزة دبى الثقافية
للإبداع فى الفنون التشكيلية، وجائزة مركز التصميم والموضة، وله مقتنيات بمتحف
الفن الحديث بمصر ومقتنيات خاصة بتطوير مطار المدينة المنورة الدولي بالمملكة العربية
السعودية.
ويتحدث تيسير حامد لـ"الهلال اليوم" عن أحدث معارضه، "رؤى".
كيف تستوحى موضوعات لوحاتك؟
كل فنان لديه انطباع ما يُفجّر شيئًا في داخله، ليس
من الضرورى أن تتشابه اللوحات مع بعضها، أو تنال ألوانها إعجاب الجميع؛ المهم أن تخرج
من الفنان يملأها الصدق، وربما بدت إليك هذه اللوحات ذات ألوان كثيرة مزدحمة، ولكن من منظوري أهم شيء هو البساطة فى التصميم، وأن تكون اللوحات سطحية فى تلوينها، حتى
لو كان عددها كبير وتفاصيلها كثيرة.
وبالنسبة لأغلب الجمهور فإن الفن التشكيلى لايزال غامضًا نوعًا رغم إحساسهم بالمتعة.
كيف يمكن فهم وقراءة اللوحات دون أن يشرحها
الفنان؟
يجب قبل رؤية اللوحة الاستعداد الذهنى لتلك الرؤية،
وكذلك وجود قدر من المعرفة العامة، وهذا يزداد مع كثرة المشاهدة والمخالطة مع آراء الناس،
وفهم وجهات نظرهم، وهكذا تزداد الرؤية البصرية، ويبدأ المُشاهد في تكوين وجهة نظره.
ماذا عن لوحات هذا المعرض؟
من وجهة نظرى ليس من الضرورى وجود موضوع كبير يضم
اللوحات، هو "بيتولد مع الشغل"، واللوحة تنتهى وقتما تكتفى من إكمال موضوعها،
أقوم بالرسم من خلال أنبوبة، ومن موضوعات مستوحاة من خيالى، ولا أعمل على تحضير الألوان
وتركيبها، لذلك تتباين اللوحات في الحجم والمساحة والألوان والإيقاع، وذلك حتي لا يحدث
تشويش وملل لحركة العين.
لماذا أطلقت على المعرض اسم "رؤي"؟
لأنه يتناول كل عمل برؤيته الخاصة، ويتعرف فيه المشاهد
على الشكل واللون عبر مساحته داخل الإطار العام من التصميم، ويكون لديه القدرة على
تمييز العمل، ولا أحد يفهم الفكرة كاملة إلا من قام بها وهو الفنان؛ لذلك مايكل أنجلو
عندما رأي قطعة رخامة أندهش وقال إنه عمل رائع وجميع من حوله بدت عليهم ملامح الاستغراب،
وكان في ذلك الوقت غير المسموح بالابتكار أو الفخر كان محدودًا؛ أما الآن كل مجال له
عدد معين من الفنانين ولهم مواهبهم الخاصة، أما عن اللوحات، أحدثت بها تنوع في الحجم
والمساحة والألوان والإيقاع حتى لا يحدث تشويش وملل لحركة العين، واعتمدت أكثر في العمل
على تشخيص جسد المرأة.
كم استغرق منك هذا العمل؟
ستة أشهر، وهى فترة طويلة أرهقتنى كثيرًا
وأجهدت عقلى واستنفذت طاقتى، فليس فى أى وقت يمكن للفنان أن يعمل، ولكن يجب أن يكون
فى وضع يسمح بالإلهام والإبداع.