مدرج
الكولوسيوم، أو المدرج الفلافى، هو واحد من أشهر معالم الحضارة الرومانية، ومن أعظم الأعمال الهندسية والمعمارية التي بنيت في تلك الفترة، وهو مدرج عملاق يقع في وسط المدينة، ويرجع
تاريخ بنائه إلى عهد الإمبراطورية الرومانية فى، القرن الأول فيما بين عامي 70 و72
بعد الميلاد تحت حكم الإمبراطور "فلافيو فسبازيان"، وتم الإنتهاء منه
بشكل كامل فى عهد "تيتوس"، ثم أجريت عليه بعض التعديلات فى عصر
الإمبراطور"دوميتيان"
أطلق عليه هذا الإسم نسبة إلى تمثال نيرون
الضخم الذى يقع بجانبه والمسمى باللاتنية
"Colossus"، سمي الكولوسيوم بالمدرج
الفلافي تكريمًا لسلالة الأباطرة الفلافية التي أنشئت هذا المدرج.
تدل كلمة "الكولوسيوم"، التي
اقترنت بمسرح فسبازيان عبر أكثر من تسعة عشر قرنًا، على الكتلة هائلة الحجم والبنية.
ويعود أصلها إلى تمثال إله الشمس الإغريقي أبوللو، وقد أراد نيرون المهوس بالعظمة
وجبروت روما أن يتمثل بالإله أبوللو حين أقام لنفسه تمثالًا هائلًا أطلق عليه
الرومان اسم الكولوسيوم على مدخل قصره الأعجوبة دوموس أوريا والذي يعني الدار
المذهبة، الذي أهلكه شعب روما نقمة على إمبراطورهم نيرون وانتقامًا لفعلته الشهيرة.
استمرت مراسم افتتاحه 100 يوم، حيث شاركت
فئات الشعب الروماني بأكمله في ذلك الحدث، ومات خلال ذلك الاحتفال العشرات من
المصارعين والوحوش الذين ضحوا بحياتهم من أجل متعة وترفيه الشعب.
وهو عبارة عن مبنى بيضاوي ضخم طوله 185 مترًا
كان يتسع لعدد من 50 ألفًا إلى 80 ألف متفرج، وكان يستخدم كساحة للقتال بين
المصارعين والعديد من المسابقات الجماهيرية ،ويرجع سبب تحطم جزء منه بسبب
تعرضه لهزة أرضية عنيفة فى القرون الوسطى.
تم ترتيب المدرجات بشكل هرمي بما يتوافق مع
الهرم الاجتماعي لسكان روما، حيث في المقدمة الأمامية للمدرج وبالقرب من الساحة
الرملية كانت هناك منصة يتم حجزها باسم الإمبراطور وأعضاء مجلس الشيوخ، أما
الأقسام الأخرى الحجرية من الطوابق الثاني والثالث والرابع فكانت موزعة من الأسفل
نحو الحلبة إلى أعلى حسب الترتيب الطبقي الاجتماعي، ليجلس في الطابق الثاني طبقة الأشراف والفرسان، وهم
طبقة رجال الأعمال في المجتمع الروماني، وكانوا يجلسون على تسع مصاطب من الطبقات
الرخامية، أما الطابق الثالث والرابع، كان مخصصان للمواطنون العاديون من بقية
أفراد الشعب، وكانوا متكتلين فوق بعضهم البعض في حوالي 20 أو 30 مصطبة .
تم إدراج المدرج ضمن عجائب الدنيا السبع
الجديدة فى العالم، وقد اكتشف عمال النظافة خبايا خالدة بداخله حيث عثروا على ما
يقرب من 2000 جدارية حية ذات ألوان زاهية وتنبض بالحياة وكأنها رُسمت منذ عدة أيام.
ويشتهر هذا المبنى بالتوافق الكامل لعناصره
الزخرفية ويشهد بروعة الفنون المعمارية الرومانية القديمة بمحيط دائرة تصل إلى 52
مترًا، وهو على شكل مدرج ومسرح نصف دائري مقام منذ ألفي سنة، وجاء هذا الصرح
المعماري بوصفه رمزًا لأكثر رموز حضارة الرومان قوة ورسوخًا وخلودًا.