السبت 27 ابريل 2024

من 54 عاما.. صراع ورثة محمد فوزي بعد رحيله!

كنوزنا6-12-2020 | 22:18

في 30 نوفمبر 1966 حلت ذكرى الأربعين على رحيل الفنان محمد فوزي، ذلك المبدع الذي أسعد الدنيا بجميل أعماله التي تفيض مرحا وحبا .. وفي مساء ذلك اليوم هم نجوم الفن والمعارف والأصدقاء لحضور ذكرى الأربعين لكن واجهتهم مشكلة ، فقد وجدوا هناك سرادقين أحدهما أقامته شقيقته الفنانة هدى سلطان والآخر أقامته زوجته الأخيرة الفنانة كريمة، فعلى الفور علم الجميع أن هناك انقساما حدث بين أسرته لينقسموا إلى معسكرين .. التفاصيل المؤلمة سنعرفها في السطور التالية والتي نشرت في عدد الكواكب الصادر في 6 ديسمبر 1966 أي منذ 54 عاما بالتمام والكمال.

 

انقسام من اللحظة الأولى

ما إن رحل الفنان محمد فوزي وأسدل الستار على رحلة كفاح الرجل وتاريخه الكبير وأيضا رحلة المرض التي أنهكته حتى ظهر الإنقسام بين أفراد أسرته مع اللحظات الأولى لرحيله، فقد ظهر معسكرا تمثله زوجته كريمة وأخواتها وأقاربها، يطالبون بحقها في كل قشة تركها محمد فوزي والمعسكر الثاني ويمثله أولاد محمد فوزي الأربعة، ثلاثة منهم من زوجته الأول والرابع عمرو من الفنانة مديحة يسري.

 

فريد شوقي يتدخل

تدخل الفنان فريد شوقي في الأمر لتقريب وجهات النظر وإبعاد الخلاف بين الأسرة بصفته زوج هدى سلطان شقيقة فوزي، واتفق الرأي بعد تدخله أن تصبح الشقة التي تقيم فيها كريمة ببرج جاردن سيتي من حقها بكل محتوياتها من أثاث فاخر وتحف وغير ذلك .. وكأن فوزي كان يتوقع ما سيحدث فقد كتب الشقة بإسم زوجته كريمة عام 1964 كمؤخر صداق.

 

تركة محمد فوزي

بدأت الكواكب في رصد تركة محمد فوزي فأكدت أن أكبر جزء فيها هو شقة برج جاردن سيتي التي كان يقيم فيها هو وزوجته كريمة، وقدرت قيمتها بثلاثة آلاف جنيه، وشقة أخرى في المعمورة قدرت بمحتوياتها بحوالي ألفي جنيه، وشقة ثالثة بعمارة الإيموبيليا بها بعض المكاتب والكراسي المعدومة .. ودولاب به مائتي بدلة منها 150 بدلة لم يلبسها فوزي بسبب مرضه الأخير، قم مبلغ ألفي جنيه احتفظ بها سرا في دفتر توفير وأوصى محاميه أن يخصص المبلغ لتعليم أولاده ، ومن عناصر التركة أيضا حقه في الآداء العلني كملحن، وكان فوزي مدينا لجمهية المؤلفين والملحنين بألف جنيه، وهناك أخيرا نصيبه من الأفلام التي أنتجها من عشرين عاما.

 

إختفاء ملابس محمد فوزي

مع الأيام الأولى لرحيل فوزي فتح أولاده دولاب ملابسه فوجودوه خاويا إلا من بعض عدة بدل قديمة يرجع عمرها إلى أكثر من عشر سنوات، وكانوا يأملون أن يستفيدوا بما ترك الوالد من بدل قيمة وأقمشة والدهم، وصرخ الإبن الكبير محتجا على اختفاء الملابس، فثارت عمتهم هدى سلطان على ما يحدث وخققت في الأمر ليتضح أن أقارب كريمة زوجة الفقيد قد جمعوا هذه الملابس ونزلوا بها من السلم الخلفي أثناء تلقي الأسرة العزاء ليلة وفاته، ونفت كريمة معرفتها باختفاء الملابس، وطالبها أولاده بساعة قيمة تقدر قيمتها بمائة جنيه كان فوزي قد وعد إبنه الأكبر بإهدائها، لكن كريمة تمسكت بها كذكرى من زوجها كما احتفظت ببعض الملابس له كان قد ارتداها في مناسبات مختلفة إثناء حياتهما الزوجية.

 

مديحة يسري تعيد أثاث المعمورة

بعد عشرة أيام من رحيل فوزي شاء القدر أن تسافر مديحة يسري إلى الأسكندرية لتصوير عدة مشاهد في فيلم لها، وكان مكان التصوير بالقرب من الفيللا التي يستأجر فيها فوزي شقته والتي كان يقضي فيها أجازة الصيف مع مديحة يسري وترافقهما المطربة نجاة علي، ولاحظت مديحة وجود سيارة نقل ضخمة فذهبت إلى الشقة لتجد بابها مفتوحا وعمال النقل ينقلون أثاثها إلى السيارة تحت إشراف أحد أقارب كريمة، فاتصلت بشرطة المعمورة التي تمكنت من إعادة الأثاث مرة أخرى إلى الشقة ووضعها تحت حراسة الشرطة لحين اتخاذ إجراءات الوراثة.

 

أم كلثوم تساهم في مصاريف الجنازة

لن يصدق أحد أن الموسيقار محمد فوزي، ذلك المبدع الذي ظن الجميع أنه مليونيرا، أنه قد مات وليس في بيته مليما واحدا، مما جعل زوجته كريمة تطلب من محاميه محمود لطفي أن يتصل بجمعية المؤلفين، وبالفعل اتصل الرجل بهم ليحثل على خمسين جنيها لمصاريف الجنازة، وفور علم السيدة أم كلثوم بهذه المأساة أرسلت مبلغ مائة جنيه لمصاريف الجنازة، كما ارسلت جمعية الموسيقيين مائة جنيه أيضا وأرسل عبد الحميد الحديدي 50 جنيها تبرعا من صندوق نادي الإذاعة، وسلم الماحمي كل تلك المبالغ لأسرته للإنفاق منها على مصاريف الجنازة.

 

مناشدة الكواكب لكريمة

في نهاية التحقيق المؤلم أكدت الكواكب أن الفنانة كريمة أثبتت خلال سنوات مرض فوزي أنها زوجة وفية وتفانت في خدمته وتمريضه والسفر معه إلى كل مكان بحثا له عن علاج، وناشدتها الكواكب أن ينتقل هذا الوفاء إلى أولاده، خاصة وهي تعلم مدى حبه لهم وخوفهم على حياتهم من بعده، ولن يضيرها شئ لو تنازلت عن نصيبها في ثروته من أجل أولاده ، خصوصا أن الثروة ضئيلة لا تسمن ولا تغني عن جوع، لكنها بالتأكيد ستساعد أولاده على استكمال دراستهم في جو هادئ كما كان يتمنى والدهم.

    Dr.Randa
    Dr.Radwa