قال السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لفرنسا، تعد من الزيارات العادية والمتوقعة في كل وقت، وسبق له أن زار باريس عدة مرات، على ضوء خلفية تاريخية، تشهد تعاونًا وتنسيقًا إيجابيًا بين الدولتين، فضًلا عن المصالح المشتركة، والبعد المتوسطي، حيث تمتلك فرنسا إطلالة على البحر المتوسط، وهي صاحبة مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط.

 

وأشار "القويسني"  لـ "الهلال اليوم" إلى وجود نقاط تلاقي بين المصالح المصرية والفرنسية، مثل الاهتمام بالوضع في ليبيا، ومحاولة الوصول إلى تسوية سلمية للأوضاع الليبية، وإخلائها من المرتزقة، بالإضافة إلى التصدي للتوسع التركي في البحر المتوسط، وخاصًة على المسرح الليبي، مؤكدًا أن كلا من مصر وفرنسا، لديهما اهتمام باستقرار شرق المتوسط، ولذلك تحاول الدولتان التصدي للأعمال غير المشروعة في هذه المنطقة.

 

وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، أنه هناك توافق في المصالح بين مصر وفرنسا، بأن تستقر الأوضاع في سوريا، وينتهي التآمر التركي، لافتًا إلى وجود علاقات ثنائية كثيرة بين مصر وفرنسا، وكان من نتاجها مشروع مترو الأنفاق، فضًلا عن العديد من المشروعات الاقتصادية والتنموية، والتعاون في مجال التسليح، والتدريب البحري والعسكري المشترك بين الدولتين.

 

وأوضح أن مصر وفرنسا يلتقيان أيضًا في أفريقيا، مؤكدًا أن فرنسا لديها مصالح تاريخية كبيرة بأفريقيا، إضافًة إلى الاهتمام المصري والفرنسي بالأوضاع في اليمن، وتماسك دول الخليج، والتهديد الإيراني لاستقرار دول الخليج.

 

وأكد أحمد القويسني، أن وزير الخارجية الفرنسي زار القاهرة منذ أسبوعين؛ للالتقاء بشيخ الأزهر، حيث تعد مصر من أكثر   الدول التي تحارب الإرهاب، وجاء ذلك عقب وقوع حادث إرهابي بفرنسا، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي يدعو دائمًا إلى تجديد الخطاب الديني، كما تحرص فرنسا على استقرار أوضاع المسلمين المتواجدين بها، حيث وصل عددهم إلى نحو 5 مليون، ولذلك هناك التقاء بين الدولتين في عدة مصالح.

 

كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد وصل صباح اليوم الاثنين إلى قصر الإليزيه لعقد مباحثات قمة مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وذلك في ثاني أيّام الزيارة التي يقوم بها حاليا إلى فرنسا، وكان الرئيس ماكرون في استقبال الرئيس السيسي لدى وصوله لقصر الإليزيه.

 

الرئيس السيسي استعرض حرس الشرف الذي اصطف لتحيته كما عزفت الموسيقى العسكرية للجمهورية الفرنسية ترحيبا بالرئيس السيسي، وعقب مراسم الاستقبال، اصطحب الرئيس ماكرون الرئيس السيسي إلى داخل قصر الإليزيه حيث بدأت المباحثات بين الرئيسين السيسي وماكرون.

 

الميادين والشوارع المحيطة بقصر الإليزيه ازدانت بأعلام مصر وفرنسا بمناسبة زيارة الرئيس السيسي.