الإثنين 13 مايو 2024

ثقافات الشعوب حول العالم.. الشموع تضيء شوارع كولومبيا تكريما بمريم العذراء

فن7-12-2020 | 18:38

تعد العادات والتقاليد جزءً راسخًا من حياة المجتمعات، ومع اختلاف الجنسيّات، والاهتمامات، والأديان بين البشر، إلّا أنّه توجد عاداتٌ وتقاليدٌ خاصّة بكلّ عائلة، قبيلة، دولة، ثقافة وعصر؛ فجميع الأفراد داخل مجتمعٍ معيّن يلتزمون بعاداته وتّقاليده ويقدسونها، ودائمًا كانت تلك العادات والأعراف السائدة تنبثق من المعتقدات الدينية الراسخة، والتي من الممكن، في بعض الأحيان، أن يتعرض الفرد إلى العقاب إذا خرج عن الأطر العامة التي حددها المجتمع.

تعتبر الشموع رمز الاحتفال دائمًا، سواء أكانت تحمل مناسبة سعيدة أو حزينة، فنحن نضيء الشموع فى بهجة وسعادة فى يوم"السبوع" احتفالًا بالمولود الجديد، نضيء له شمعته الأولى فى الدنيا ونغنى له فى مرح شديد، ليكبر عامًا وراء عامًا وتزيد شموعه، وفي كل عام يحتفل بعيد مولده وينير الشموع احتفالاً بعام جديد فى حياته، وعلى الجانب الآخر من تجاربنا التعيسة ننير الشموع تنديدًا أو إجلالاً لهيبة الموت الذي غيب أحدهم في حادث مأسوي، كضحايا الحروب، الكوارث الطبيعية أو غيرها من الحوادث الأخرى، كغرق السفن أو تحطم طائرة، أو ضحايا عمل إرهابي غاشم، نُشعل الشموع لعل صلواتنا تصل إلى أرواحهم المسلوبة.

أما اليوم الإثنين السابع من ديسمبر، تحتفل كولومبيا بحلول "يوم الشموع Día de las Velitas "، والذي يعتبر البداية غير الرسمية لموسم عيد الميلاد المجيد، ويتم الاحتفال بهذه الأعياد عند غروب الشمس في 7 ديسمبر من كل عام، عشية عطلة عيد "الحبل بلا دنس" يوم الثلاثاء، 8 ديسمبر، ويعتبر هذا العيد  هو واحد من 18 عطلة رسمية سنوية في كولومبيا، وهى عقيدة مسيحية تختص بالسيدة مريم العذراء.

 وتندرج فى إطار العلوم المريمية، والتي تنص على أن العذراء مريم قد ولدت دون أن ترث الخطيئة الأصلية التى يرثها سائر الجنس البشرى، وذلك ليس بطاقاتها الذاتية بل كما ينص منطوق العقيدة، باستحقاقات ابنها المسيح، أي أن سيدنا عيسى اليسوع قد خلّصها هى الأخرى كسائر المسيحين، كما تقول العقيدة المسيحية.

 إنما بنوع فريد قبل تبشيره وصلبه، وذلك منذ اللحظة الأولى التي تشكل بها في بطن أمها، لذلك يعود أصل الاحتفال بهذا اليوم إلى 7 ديسمبر 1854، عندما عرّف البابا بيوس التاسع الحبل بلا دنس بمريم العذراء بالعقيدة، والذي نُشر في دستوره الرسولي، و تحسبا لهذا القرار، أشعل الناس الشموع والفوانيس الورقية لإظهار دعمهم للبابا بيوس التاسع ويتم الاحتفال بهذا العيد برفع الأعلام البيضاء عليها صورة السيدة مريم العذراء.

فى يوم الشموع، عند غروب الشمس، يضع ملايين الأشخاص في كولومبيا الشموع والفوانيس الورقية على الشرفات، عتبات النوافذ، المتنزهات، الساحات العامة، والشوارع والأرصفة في جميع أنحاء المدن في كولومبيا، وحتى يومنا هذا سترى شموعًا صغيرة تُباع في كل محل بقالة في كولومبيا.


وقد حافظت الكنيسة الكاثوليكية في كولومبيا على هذا التقليد من خلال تقليد سنوي يتمثل في إضاءة الشموع في ليلة 7 ديسمبر، ومع ذلك في السنوات الأخيرة  فقدت احتفالات عيد الشموع  بعض من أهميتها الدينية، وتعتبر من تقاليد العطلات الشعبية بغض النظر عما إذا كان عيد يهتم به المتدينون أم لا.

هناك اعتقاد شائع الآن هو أن كل شمعة تمثل رغبة في العام الجديد. لذلك، فإنه مع كل شمعة مضاءة، يتم منح رغبة جديدة. وإذا اشتعلت النيران لفترة أطول، فمن المعتقد أن هذا هو احتمال تحقق أمنية، أيضًا، وفي بعض المواقع في كولومبيا، يتم إضاءة الشموع بعد منتصف الليل.

على سبيل المثال، في منطقة الكاريبي في كولومبيا بما في ذلك كارتاخينا وبارانكويلا وسانتا مارتا، تتم إضاءة الشموع في الساعات الأولى من يوم 8 ديسمبر، بدلاً من الليلة السابقة.

ويمكن أن ترى مراسم الاحتفال بعيد الشموع، حيث رؤية الشموع مضاءة فى جميع أنحاء المدينة، مثل مدينة: "باركي سابانيتا"، "باركيه إنفيجادو"، "باركي بيلين"، "بويبليتو بايسا"، أما أفضل المدن الذى من الممكن أن نشاهد فيها بهجة مراسم هذا العيد هو مدينة"بويبلوس"، حيث يعد هذا الوقت هو الأمثل لزيارة تلك المدينة، حيث تكون مزدحمة بالناس الذين يتفنون فى إضاءة الشموع والأنوار فى الشوارع والطرقات.
    Dr.Radwa
    Egypt Air