الجمعة 17 مايو 2024

متاحف حول العالم| متحف «اللوفر» بباريس.. خلاصة تاريخ الشعوب

فن8-12-2020 | 15:55

المتاحف ذاكرة الأمة وتاريخها التليد، وزيارة تلك المتاحف تغنى زائرها عن تقليب صفحات كثيرة من الموسوعات والمجلدات فى تاريخ الوطن، كما تزيد مرتديها وعيًا بتاريخ الفن.


تعتبر فرنسا من الدول التى اهتمت بنشأة المتاحف بجميع أنواعها، وقد بلغ عدد متاحفها على أٌقل تقدير نحو3800 متحف، ومن أهم متاحفها "متحف اللوفر" بباريس وهو من أعظم متاحف العالم، إذا اشتمل على خلاصة تاريخ الشعوب، فهو يمثل المتحف القومى لفرنسا.


يعد متحف "اللوفر" أكبر متحف فني في العالم وأكبر نصب تاريخي في مدينة باريس، إذ يقع على الضفة اليمنى لنهر السين، ويعد هذا المتحف الضخم من أهم المعالم الرئيسة لمدينة باريس، حيث تبلغ مساحة الأرض التي يحتلها هذا المتحف 72،735 كيلومتر مربع، كما يعرض في اللوفر حوالي 38 ألف قطعة يعود تاريخها إلى الفترة الواقعة بين عصور ما قبل التاريخ وحتى القرن الواحد والعشرين.


بدأ "فليب أوغسطس" فى عام 1190 بناء قلعة وترسانة، لتضم الكنوز الملكية من المجوهرات والسلاح والمخطوطات المصورة، ثم صار مقرًا ملكيًا للأٍرة الحاكمة عام 1400 ، وما لبث أن أضاف شارلز الخامس أساسات لمكتبة هذا القصر، والتى صارت بعد ذلك نواة المكتبة الأهلية بباريس، وهى أيضًا من أعظم مكتبات العالم بما تضمه من كنوز المعرفة التى لا مثيل لها فى العالم.


هدم" فرنسيس الأول" مبنى اللوفر القديم وبنى مكانه قصرًا عظيمًا، وصار يقتنى النماذج الفنية حتى عصر الثورة الفرنسية، وكان هدفها ربط الفنون بعظمة العرش، على غرار أسلوب الأمراء الإيطاليين فى عصر النهضة، واستقدم الملك أعظم فنانى عصر النهضة إلى فرنسا، استقدم الملك أعظم فنانى عصر النهضة إلى فرنسا، وصار يقتنى أعمالهم الفنية الرائعة، والتى تميز بها اللوفرعن متاحف العالم مثل لوحة"الموناليزا" للرسام"ليوناردو دافنشى"، وصورة"الجاذبية الجميلة" لرفائيل، ولوحة "موت العذراء" وهي أحد أعمال الرسام "ميكيلانجلو ميريزي" والملقب بِكارافاجيو، ولا زالت هذه اللوحة ذات قيمة كبيرة في عصر العلمانية لما تحتويه من عمق الحقائق الشعوري، لوحة "الحرية تقود الشعب"وهي أحد أعمال الفنان "يوجين ديلاكروا"، حيث تعد هذه اللوحة أقوى صور الثورة الفرنسية التي رسمت على الإطلاق،لوحة "تشارلز الأول" ملك إنجلترا وهي أحد أعمال الرسام "أنتوني فان ديك"، والتى كانت النواة الأولى لمجموعات اللوفر الفنية والتى أًصبحت بعد ذلك من أعظم المجموعات الفنية لفنانى العصر الحديث.


طرأ على القصر الإمبراطورى التوسعات والترميم والتجديد لما يضمع من مجموعات، ففى عهد لويس الرابع عشر ازادات المجموعة الملكية من 200 صورة إلى 2000 صورة، وفى سنة 1661 اقتنى مجموعة الكردينال، مازارين، وفى سنة 1667 اشترى المجموعة الضخمة من رسومات مطبوعة خاصة بمشيل دى مارول، ولسياسية الدولة الإهتمام  بالفنون الجميلة، تم عرض بعض من الصور الملكية للجمهور فى اللوفرعام 1681.

فى عام 1652 انتقل البلاط إلى اللوفر، فتم إدخال تعديلات جديدة على القصر، وقامت مجموعة من المصورين والمثالين وعلى رأسهم "لبرون" بزخرفة الطابق الأول، ثم أضيفت مبانٍ جديدة إليه فى عام 1664.


فى عام 1668 انتقل الملك من اللوفر إلى قصر"فرساى"، وفى عهد لويس السادس عشرحولت القاعة الكبرى إلى متحف لعرض امقتنيات الملكية كمتحف، ونتيجة للثورة الفرنسية، فتح اللوفر كأول متحف قومى فىى عام 1793 ، وعرض "نابليون" فى اللوفر الأعمال الفنية التى جمعها من البلاد التى استولى عليها.


المتحف معماريًا يتكون من مجموعة من القصور التى تلتف حول فناء أوسط، وتتكون من بدورم، ودور أرضى، وطابقين، وقد خصص الدور الأرضى لعرض الحضارات الشرقية القديمة مثل بلاد الرافدين، الحضارة الفرعونية، الحضارة الإغريقية، الحضارة الرومانية، ثمو حضارات العصور الوسطى ، وقد شيد فى النصف الثانى من القرن العشرين هرم زجاجى ندخل منه إلى أقسام المتحف المختلفة.