الخميس 23 مايو 2024

محمد عادل: أتمنى أموت على المسرح.. وسعيد بتقديم شخصية الشهيد رشاد

أخبار9-12-2020 | 17:30

ولد مسرحيًا بجيناته الوراثية، فهو ابن اثنين من ممثلي المسرح المعروفين، و‏هما: "عادل ماضي"، و"سمر عبد الوهاب"، وعندما بلغ الثالثة من عمره، وقف ‏على هذه الخشبة معلنًا عن مولد فنان يعشق العمل المسرحي ومن خلاله ‏يعشق الفن بوجه عام.‏

أنه الفنان محمد عادل الشهير بـ"ميدو عادل"، والذي قدم كل الأشكال ‏والأنماط المسرحية والسينمائية والتلفزيوينة، فضلًا عن الغناء في

 بعض أعماله بصوت يؤهله لأن يكون مطربًا متميزًا، إلى جانب التمثيل. ‏

ويقوم ميدو عادل الآن ببطولة العرض المسرحي "الوصية" إلى جوار ‏القديرين، أحمد فؤاد سليم ، وسميرة عبد العزيز، مع مطربة الأوبرا مي ‏فاروق ومجموعة من النجوم الشباب، والمسرحية من إخراج الفنان المبدع ‏خالد جلال.‏

تتناول المسرحية قصة الشهيد محمد المعتز رشاد أحد شهداء الجيش المصري،والذين قدموا حياتهم فداءً للوطن، ويأتي هذا العرض ضمن مبادرة "اعرف ‏جيشك" التي أطلقتها إيناس عبد الدايم، وزير الثقافة، من خلال الدكتور إسماعيل مختار رئيس البيت الفني للمسرح.‏

وعن هذا العرض وأهميته والأثر الذي يمكن أن يتركه في نفوس مشاهديه ‏خاصة الشباب كان هذا الحوار مع الفنان "محمد عادل": ‏

ما هي قصتك مع شخصية الشهيد محمد المعتز رشاد منذ بداية طرح فكرة العمل ‏عليك؟ ‏

الحقيقة أنه عندما عرضت عليّ فكرة تقديم عرض مسرحي وطني ترددت في ‏البداية لأننا تعودنا على تقديم معظم الأعمال الوطنية بشكل ملحمي فتصبح ‏أقرب إلى الليلة المسرحية منها إلى العرض المسرحي، ثم أخبروني أن ‏المخرج هو الفنان "خالد جلال" ، وقرأت القصة فشعرت بسعادة كبيرة فهذا ‏الشكل المسرحي هو ما تمنيت دائمًا أن أشاهده، فكلنا نتمنى تقديم المعلومة ‏في وجبة مسرحية دسمة وهذا ما تحقق في مسرحية "الوصية" وللصدفة ‏الجميلة كانت القصة لبطل من أبطال جيش مصر العظيم، والذين يمنحون القدوة والمثل لكل شاب محب لوطنه، وراغبًا في الدفاع عنه، ومثله كثيرون في كل ‏مجالات الحياة بمصر.‏

من هو البطل الشهيد "محمد المعتز رشاد" كما قرأته في المسرحية؟ ‏

هو شاب من شباب مصر "ابن ناس"، تخرج من جامعة خاصة درس فيها ‏الفن، وعندما دخل الجيش أراد أن يتواجد وسط الأحداث، وداخل المعارك ‏الضارية التي تدور على أرض سيناء، ويخفي عن والده هذه الرغبة، و‏كان يكتب مذكراته كأي شخص يرغب في توثيق لحظاته الحياتية المهمة، و‏تتحول هذه المذكرات بعد استشهاده إلى وصية يستودعها أحد زملائه، والذي ‏كان من المفروض أن يتواجد في المهمة، ولكن بطلنا ذهب فيها بدلا منه، و‏عندما قرأت هذه الأحداث "قلبي وجعني" ، وأدركت أنني أمام شيء حقيقي ‏وليس مجرد ليلة عن شهيد، فقررت دخول المسرحية بحماس ‏كبير؛ لأنني أحببت "محمد المعتز رشاد" ، وأحببت حماسه.‏

هل ما شاهده الجمهور على خشبة المسرح هو حقيقة حياة البطل الشهيد أم ‏كان هناك إضافات تخدم الدراما المسرحية؟

كل ما شاهده الجمهور هو القصة الحقيقية للشهيد، وربما هناك جوانب أخرى لا نعرفها؛ فأحيانًا قصص الشهداء أو القصص ‏الوطنية عامة قد يكون بداخلها تفاصيل لا يجب الإفصاح عنها.‏

كيف رأيت الأحداث الدرامية داخل النص المسرحي؟

‏ إلى جانب أحداث حياة البطل الشهيد كان هناك مستوى آخر من الدراما، وهو ‏ما نسميه الدراما الآلهية العظيمة، والتي لا يمكن أن تضاهيها أي دراما ‏أخرى، ويتجلى هذا عندما يصاب "محمد المعتز رشاد" في إحدى المعارك ‏مع قوى الظلام والإرهاب، ويضعه القدر تحت يدي أبيه الطبيب الذي يحاول ‏جاهدًا إنقاذ حياته، ولكنه يفشل في النهاية، ويستشهد البطل أمام عيني ‏والده. ‏

هذا هو تعاونك الأول مع المخرج خالد جلال فكيف تعاملتما سويًا؟

خالد جلال من أكثر المخرجين وعيًا وانضباطًا وحبًا للفن، وأنا من ‏عشاق فنه، وكنت أتمنى دائمًا العمل معه، وشرف لي أن أمثل تحت قيادته.‏


كثيرون من نجوم جيلك يحجمون عن العمل بالمسرح لرغبتهم في نجومية ‏السينما والتليفزيون.. فماذا عنك؟

أنا بلغت من العمر 35 عامًا، وأمثل على المسرح منذ كان عمري ثلاث ‏سنوات، وطوال هذه الفترة التي تخللها تخرجي من المعهد العالي للفنون ‏المسرحية قدمت أكثر من 220 عرضًا مسرحيًا، وهذا العام قدمت عرضين ‏إلى جانب "الوصية"، هما: "حب رايح جاي" مع القدير "رشوان توفيق" ‏و دنيا عبد العزيز، ومجموعة من نجوم المسرح المصري، ‏والثاني عرض عن قصة حياة الفنان خالد الذكر "سيد درويش" على خشبة ‏مسرح البالون و الذي افتتح موسمه الثاني منذ أيام، وجسدت من خلاله ‏شخصية الموسيقار العظيم الذي أعشقه كثيرًا، ولو كان هناك عروضًا ‏أخرى متاحة أكثر من هذا لشاركت فيها بدون تردد، وصحيح أن النجومية ‏جاءتني من الدراما التليفزيونية والسينما، ولكن يبقى المسرح هو عشقي ‏الأول والأخير، بل أنني أتمنى أن أموت على خشبة المسرح.‏

لماذا كل هذا العشق للمسرح؟ ‏

لو سألنا أي مطرب هل يفضل الغناء في الاستوديو أم "لايف" على خشبة ‏المسرح فبالتأكيد سيختار الثاني لأن الغناء "اللايف" هو "الدندنة "، ‏‏"المزاج"، "الحلاوة" ، والصدق، والمشاعر المتدفقة، والحقيقة، ‏والتواصل المباشر مع الجمهور، كذلك المسرح؛ فالتمثيل في أي وسيط آخر ‏ممكن أن أتوقف فيه لإعادة المشهد وتجويده، ولكن المسرح لا يعرف ‏الإعادة، ولا يتسامح في الخطأ؛ لهذا يحتاج إلى أبطال مبدعين لديهم حرفية ‏عالية، بمعنى آخر "ناس عتاولة مش قليلين" ، ولا أقصد من كلامي أنني ‏من هؤلاء، وإن كنت لا زلت أحاول أن أكون منهم.‏

والحقيقة المؤكدة أن معظم الممثلين الكبار الذين نجحوا في كافة مجالات ‏التمثيل أمثال نور الشريف، محمود ياسين، وغيرهما بدأوا حياتهم الفنية في ‏المسرح، وكذلك النجوم العالميين أمثال آل باتشينو، جاك نيكلسون، ‏روبرتودى نيرو، توم هانكس، كلهم مسرحيين في الأساس.‏

لماذا تصبح النجومية للسينما والتليفزيون وليس للمسرح؟ ‏

المسرح يحتاج إلى ألقاء الضوء عليه إعلاميًا أكثر من هذا بكثير، فعلى سبيل ‏المثال نتفق أو نختلف مع تجربة الفنان "أشرف عبد الباقي" يكفيه أنه أعاد ‏إلينا كلمة مسرح من جديد، ومن يطالبون بمنع التجارب الفنية التي لا ‏تستهويهم مخطئون، فأنا ضد منع أي تجربة فنية لأننا في سوق فني يجب أن ‏يقدم كل النوعيات وبمرور الوقت سيقوم هذا السوق بفرز الأعمال المقدمة ‏من خلاله، والبقاء دائمًا للأصلح والأكثر صدقًا. 

هل تلعب "السوشيال ميديا" دورًا فى دعم الفن ووصوله إلى قاعدة أكبر من ‏الجمهور؟

أنا من أعداء السوشيال ميديا وأعتقد أنها أفسدت الذوق العام، وجعلت من ‏بعض المهن مهنًا سهلة مثل الصحافة التي أحترمها احترامًا كبيرًا فهي ‏الوسيلة الأمثل لتوصيل فننا وفكرنا إلى جموع الناس، ومن هؤلاء الصحفيين ‏من تعب على مهنته حتى يطور نفسه من خلالها، ومنهم أيضا من اعتبرها ‏مجرد "موبايل" حديث ينقل به الصور والأخبار من مكان إلى مكان، أو ‏يأخذ به تصريحات الفنانين من على كلماتهم التي ينشرونها عبر حساباتهم ‏على الوسيط الجديد. ‏

كيف يمكن أن نتغلب على مساوىء "السوشيال ميديا"؟ ‏

أعتقد أن الفن الحقيقي والثقافة المستنيرة قادران على عودة الحال إلى ما ‏كان عليه قبل سيطرة "السوشيال ميديا" على حياتنا، ولكن هذا الفن الحقيقي ‏مع الأسف لا يصل إلى الناس خاصة فن المسرح لهذا يجب على وزارة الثقافة ‏والقائمين على الإعلام إعادة الجمهور للمكان الذي يشع بالثقافة والتنوير ألا ‏وهو المسرح.‏

وكذلك تلعب مراكز الشباب والصحافة الجامعية والمسرح المدرسي والجامعي ‏دورًا أساسيًا في تثقيف الشباب خاصة شباب الفنانين، وتفعيل هذا الدور ‏سوف يجذب هؤلاء الشباب في كافة المجالات بعيدًا عن السطحية والأمراض ‏الاجتماعية التي أصبحنا نعاني منها جميعًا، وذلك من خلال ممارسة الرياضة‏، وتنمية عادة القراءة للتعرف على أعلام مصر من الكتاب والأدباء و‏الصحفيين الكبار، وهكذا لن يجد العنف أو الإرهاب أو الفساد الأخلاقى ‏طريقًا ينفذ منه إلى عقول شبابنا.